أثر المبادرات الحكومية على التطور الصناعى.. دراسة حالة مبادرة "ابدأ"

الإثنين، 30 سبتمبر 2024 01:56 م
أثر المبادرات الحكومية على التطور الصناعى.. دراسة حالة مبادرة "ابدأ"
مبادرة ابدأ
هبة جعفر

تعمل المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية" ابدأ"، على دعم الصناعات المحلية، من خلال تقنين أوضاع مجموعة كبيرة من المصانع المتعثرة، وتطوير صناعات قائمة بالفعل لزيادة الإنتاج ورفع نسب المكون المحلي، بالإضافة إلي التنسيق والتفاوض مع شركات أجنبية ومصرية وخلق أرضية مشتركة بين المصنعين.
 
وتعقد مبادرة "ابدأ" العديد من الندوات وورش العمل، بين مصنعين صناعة واحدة، من أجل التعرف على التحديات والمعوقات التى تواجههم، والعمل على حلها من أجل زيادة نسبة المكون المحلى فى الصناعة، والتوقف تدريجيا عن الاستيراد.
 
وتمكنت مبادرة "ابدأ" من توطين 23 صناعة جديدة لأول مرة فى مصر، مثل الصودا آش والسليكون فى قطاع البتروكيماويات، وضواغط التكييف والتبريد فى قطاع الأجهزة المنزلية، وتصنيع التكييفات المركزية والمواسير الملحومة، وصناعة الخامات الدوائية ووسائل النقل الخفيف.
 
وبحثت "ابدأ" 84 فرصة استثمارية صناعية، ونجحت فى تنفيذ 23 مشروعا قائما كمرحلة أولى، بتكلفة استثمارية 62.5 مليار جنيه، بما يمثل 28% من إجمالى الاستثمارات الصناعية فى آخر 3 سنوات، ويجرى العمل على اكتمال الدراسات الفنية والمالية لـ 24 مشروعا كمرحلة ثانية، بالإضافة إلى دراسة 37 فرصة مستقبلية فى القطاعات المختلفة.
 
أهم المصانع التى شاركت مبادرة ابدأ فى تطويرها:

أولا: مصنع دلتا لصناعة الالكترونيات
 
كشف سامح يوسف، مدير بمصنع دلتا لصناعة الإلكترونيات، أن المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية "ابدأ"، كان لها دور كبير في النهوض بمصنعه عقب التواصل معهم على صفحتهم الرسمية، موضحا أنه بالفعل تغيير شكل الصناعة قبل وبعد المبادرة، بدليل إننا حاليا نشاهد مصنع مصري خاص بالصناعات المغذية لم يكن موجود في مصر، ولا في الشرق الأوسط، ووجه الشكر لكل من ساهم في إنجاح المنظومة الصناعية، وعلي رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة السياسية بالكامل.
 

ثانيا : مصنع " الويلر فريد " للطلمبات
 
وكشف المهندس حسام فريد، رئيس مجلس إدارة شركة ومصنع "الويلر فريد" للطلمبات، عن سعادته بالشراكة مع مبادرة "ابدأ"، خاصة أنها قدمت كل الدعم الازم لتطوير هذه الصناعة الهامة، موضحا أنها لا تدعم توطين فقط، بل ساهمت بشكلٍ كبير في تطوير منتحات أخري جديدة.
 
‬وأوضح أن مبادرة "بدأ" تسعي إلى توطين الصناعة، وتهتم بالمشروعات الصناعية، كما تركز على دعم القطاع الصناعي، وترحب بانضمام أي شخص لديه مشروع صناعي قائم.
 
وكشف أنه تم توقيع 3 عقود مع 3 شركات لتصنيع الطلمبات العالمية، والتي تم استخدامها في مبادرة "حياة كريمة"، ومشروعات مستقبل مصر والضبعة، حيث تمثل تحدي كبير أمام شركة الطلمبات، خاصة أنه كان هناك مشاكل في البنية التحتية.
 

ثالثا: مصنع "بيكو" للآلات الثقيلة:
 
قال المهندس شهير العيسوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة ومصنع "بيكو"، العاملة في مجالات توكيلات المعدات الثقيلة والمولدات وضواغط الهواء منذ سبعينيات القرن الماضي، من خلال استيراد المعدات وإجراء أعمال الصيانة وتوفير قطع الغيار.
 
وأوضح أن صناعة المعدات الثقيلة تضم مكونات وصناعات مغذية كثيرة، وهو ما يوسع قاعدة الصناعات المكملة، ويوفر الفاتورة الاستيرادية.
 
وقال: "تواصلنا مع مبادرة ابدأ، وتشجعنا في اتخاذ الخطوة المقبلة وهي التصنيع، حيث كان جزئيًا، ثم جاء الدور على مرحلة التصنيع الكلي، إذ سنصنع كل المكونات المحلية لتوطينها، بالإضافة إلى توطين الصناعات المغذية".
 
وتابع: "تم التواصل مع المبادرة وعقد جلسات كثيرة، وساعدونا في كل الخطوات حتى وصلنا للمنتج، والهدف الأساسي هو توطين صناعة المعدات الثقيلة والمولدات، والخطوة المقبلة أننا سنصدر للدول العربية والأفريقية، وهو ما سيؤدي إلى زيادة ميزان الصادرات".
 
 
رابعا: مصنع "مينراف" للسوست بالعبور:
 
قال المهندس مينا أشرف، نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذى لمصانع "مينراف" للسوست بمدينة العبور، إن المصنع ينتج سوست السيارات، الربع والنصف نقل، الثقيل والشاحنات والاتوبيسات والسكك الحديدية.
 
وتابع أنه مع زيادة الطلب تم تنفيذ توسعات خلال الفترة الماضية، ومن هنا لجأنا إلى لمبادرة "ابدأ"، وساعدتنا فى حل الكثير من المشكلات، ونحن نقدر عاليا اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، بأدق التفاصيل وهو جعلنا نطمئن أن توسعاتنا تقام على أرض صلبة، وبدعم من القيادة السياسة، لذا تمت إضافة أحدث خطوط الإنتاج الموجودة عالميا، وهو خط إنتاج المعاملات الحرارية بالروبوت، حيث وصلنا إلى طاقة إنتاجية قصوى تقدر بأكثر من 30 ألف طن سنويا، ولا يوجد لدينا إحصائيات دقيقة للسوق المصرية، ولكن من خبرتنا أنه يتطلب من 15 إلى 20 ألف طن سنويا، ونتوقع فى نهاية 2024، أن يكون الانتاج 30 ألف طن من الطاقة الإنتاجية القصوى، ليتم تصدير 10 آلاف طن للخارج، كما أننا على استعداد لتقديم أى دعم لإقامة توسعات فى ذات المجال، ومنها مصنع جديد يتم إنشاؤه لتصنيع قطع فى عفشة السيارات.
 

خامسا: مدينة الخامات الدوائية بالخانكة
 
كشف الدكتور محمد سليم، رئيس مجلس إدارة شركة (صحة) الطبية، إن مشروع مدينة الخامات الدوائية يعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا.
 
وكشف أنهيتم استيراد مواد خام تدخل في الصناعات الدوائية، بقيمة مليار ونصف دولار سنويًا، والمفترض مع زيادة الأسعار عالميًا، أن تصل الفاتورة إلى 2 مليار دولار سنوياً، ومن هنا جاءت فكرة المدينة الدوائية، والتي ستعمل على توفير 300 مادة خام دوائية.
 
وتابع: حين أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة "ابدأ"، أنشأنا تحالف بين مجموعة من الشركات المصرية، لديها خبرة في مجال صناعة الدواء، وتم المبادرة، التي بدورها سهلت تطوير واستلام الأرض المخصصة من الجهات الحكومية، مشيرا أنه تم تأسيس 3 شركات لصناعة الخامات الدوائية، وهى شركة "فارما" لصناعة الخامات الدوائية من مصادر كيمائية مخلقة، و"هيربا"  لخلاصات النباتات الطبية، و"سيترو ايجيبت" للمواد الكيمائية، موضحا أن المشروع يعمل به نحو 2000 عامل مبدئيا.
 
وأوضح أن المدينة جاري العمل عليها خلال العام الجاري 2024 بشكل أوسع، وسيكون لها دورًا كبيرًا، في تعميق الصناعات الدوائية كمكون محلي بما يقلل فاتورة استيراد المواد الخام، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المستلزمات الطبية الحيوية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق