الدكتور أحمد عياد رئيس قسم علم النفس بجامعة طنطا يروى لـ"صوت الامة" محاراوته مع طلبة ملحدين
السبت، 28 سبتمبر 2024 04:00 م أمل غريب
الدكتور أحمد عياد: جميعهم "مضطربين نفسيا" ويعانون "الفصام" و"الضلالات الدينية"
استخدمنا برامج نفسية لإعادة صياغة المخططات المعرفية وزرع معارف حقيقية وواقعية داخل المغرر بهم
وقعوا فريسة للتفكير الشاذ بمشاهدتهم لبرامج تروج للإلحاد بمواقع التواصل الاجتماعي.. واستخدمنا "فكرة الزمن" لمعالجتهم
سهام الالحاد والتطرف والشذوذ الجنسي موجهة للمجتمعات العربية فقط.. وهناك استهداف لنشر ثقافة هدم القيم والعادات والتقاليد
نعيش معركة اللعب في المنظومة المعرفية للأشخاص والأفراد والمجتمعات والشعوب.. والسوشيال ميديا سهلت نشر الأفكار والسلوكيات غير السوية
زرع الأفكار المتطرفة هي البوابة العبور إلى الإلحاد.. وتفريغ العقل من المعتقدات وهدمها يقود إلى زرع أفكار أخرى تصل للإرهاب
المؤسسات الدينية وتغيير "الخطاب الديني" وأساتذة علم النفس والاجتماع ووسائل الإعلام ضرورة لمكافحة العالم "الموازي".
استخدمنا برامج نفسية لإعادة صياغة المخططات المعرفية وزرع معارف حقيقية وواقعية داخل المغرر بهم
وقعوا فريسة للتفكير الشاذ بمشاهدتهم لبرامج تروج للإلحاد بمواقع التواصل الاجتماعي.. واستخدمنا "فكرة الزمن" لمعالجتهم
سهام الالحاد والتطرف والشذوذ الجنسي موجهة للمجتمعات العربية فقط.. وهناك استهداف لنشر ثقافة هدم القيم والعادات والتقاليد
نعيش معركة اللعب في المنظومة المعرفية للأشخاص والأفراد والمجتمعات والشعوب.. والسوشيال ميديا سهلت نشر الأفكار والسلوكيات غير السوية
زرع الأفكار المتطرفة هي البوابة العبور إلى الإلحاد.. وتفريغ العقل من المعتقدات وهدمها يقود إلى زرع أفكار أخرى تصل للإرهاب
المؤسسات الدينية وتغيير "الخطاب الديني" وأساتذة علم النفس والاجتماع ووسائل الإعلام ضرورة لمكافحة العالم "الموازي".
الدكتور أحمد عياد، رئيس قسم علم النفس بكلية الأداب جامعة طنطا، كان له تجربة مهمة في الحوار مع مجموعة طلاب اكتشف إلحادهم، نتيجة لمتابعة فيديوهات وأفكارً تدعو لهذا الفكر، واستُقطبوا لتصديق فكرة الإلحاد نتيجة لهشاشة البناء الشخصي وقابليتهم للاستهواء، مؤكدًا أنه عقد جلسات علاج نفسى لهم وتعامل معهم بجدية واحترافية ونجح فى إعادتهم لصوابهم.
من واقع هذه التجربة، وارتباطاً بتخصصه كاستاذ لعلم النفس، يرى الدكتور عياد، أن الإلحاد والتطرف والشذوذ الجنسي، موجهين إلى المجتمعات العربية، لأن الخارج أو المجتمع الغربي وغيره، لديهم "حرية الأديان والاعتقاد"، ومنهم من يكون بدون دين بالأساس، وكذلك الأمر في دول قارة أسيا وأيضا أفريقيا، ويسير نمط الحياة لديهم بألية شديدة، وفي ذات الوقت هو لا يرى أنه مؤمن بأي معتقد محدد ومع ذلك يعيش في سلام، ولا يهتم بنشر أفكاره، لذا فهو شخص غير مستهدف، ما جعل حملات الإلحاد والتطرف والشذوذ، موجهة إلى المجتمع العربي فقط، فمن هم دونه ليسوا بحاجة إلى توجيه مثل هذه الحملات تجاههم.
في هذا الحوار، يتحدث عياد لـ"صوت الامة" عن الإلحاد باعتباره أحد الظواهر الدخيلة على المجتمع، بجانب الشذوذ والتطرف، ويضع روشتة علاج لطرق مواجهته، وأيضاً تفسيراً دقيقاً وتحليلاً لشخصية الشباب المنخرطين بهذه الظواهر الدخيلة والسلبية.
وإلى نص الحوار
ظهرت في السنوات القليلة الماضية أفكار دخيلة على المجتمع منها الإلحاد والشذوذ الجنسي والتطرف.. في رأيك كيف انتشرت؟
الإلحاد ينقسم إلى نوعين، الأول أشخاص مثقفين وأصاحب فكر أو علم، بمعنى أن يكون على درجة عالية من الثقافة، والثاني عكس الأول تماما، ليس لديهم أي فكر و"مهمشين"، ويكادوا يكونوا غير متعلمين.
الثاني هو "الأخطر" في التأثر بالفكر الإلحادي، وقابليتهم للاستهواء أو الإيحاء شديدة جدا، بمعنى أنه يمكن لأي شخص التأثير فيهم بسهولة، لأنهم ليس لديهم القدرة على النقد أو البحث خلف أي معلومة تقدم لهم، والبعض منهم عندما يتعرض لمعلومات تقال أو تنشر وتناقش على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عن الواقع "المادي" في الكون، يتأثر بها دون تحليل أو تفكير منطقي، ومنها: "فين ربنا وشكله أيه وقاعد فين؟.. فين الجنة والنار ومين دخلها ورجع حكى؟" وللأسف لا يجد أي إيجابات تقدم له من متخصصين، على الرغم من أن الله تعالى أمرنا بالتدبر والتفكير، لذا عندما يبدأ مروج الإلحاد في محاصرة الهدف وربطه بالواقع المادى الملموس، يجد الفريسة أن كل الأسئلة بدون ردود، فبالتالي "مفيش ربنا"، ويترتب عليه الدخول لطريق الإلحاد.
"المهمشون" هم فريسة سهلة لأي مروج للإلحاد، كونهم ليس لديهم إيمان، فهناك فرق بين أن تكون مسلم أو مسيحي بالفطرة، أو أنك تؤمن بعقيدتك، فقد لا يصلي الشخص أو يصوم ولا يعتاد الذهاب للمسجد أو الكنيسة، ولا يعرف عن دينه شئ، لذا هو غير مؤمن، مما يسهل عملية إقناعة بأي أفكار مشوشة، لأن قدرة هذا الشخص على التخيل والتدبر والاستبصار تكاد تكون معدومة تماما، والشئ الوحيد الذي يقبله أنه طالما لم يرى الله، فإن الله غير موجود، ولا وجود للدين ولا للجنة أو النار ولا الثواب أو العقاب ولا القيم.
هل ترى أن الملحد مريض نفسي أم عنده خلل في التفكير؟
كلما زادت الضغوط والمعلومات المشوشة والمنقوصة، كانت القابلية للتصديق عالية جدا، وبالتالي فإن معظمهم إن لم يكن جميع من سلكوا طريق الإلحاد "مضطربين نفسيا"، والبعض منهم يضطرب عقليا، وأول اضطراب يصيبهم هو "الفصام"، ومن أعراضه "الضلالات الدينية"، فتجده مثلا يقول "أنا ربنا.. أنا المهدي المنتظر.. أنا نبي.. أنا رسول.. إلخ"، ويبدأ للأسف الشديد سقوط النظام الدينى لديه.
كيف يمكن مواجهة الظواهر الدخيلة على المجتمع ومنها الإلحاد والتطرف والشذوذ؟
المرض النفسي ليس فيروس، إنما هي أفكار، ولا يوجد أدوية طبية تستطيع تغيير الفكر، لكنها تسبط وتهدئ الشخص، بينما تكون الفكرة لاتزال قائمة، لذا فإن العلاج النفسي من خلال الجلسات يساعد المريض على الشفاء، خاصة أن أنماط السلوك السوى أو غير السوى، جميعها مُتعلمة ومن ضمنها السلوك المرضي، بما فيهم الإلحاد والإرهاب والتطرف والشذوذ الجنسي.
كانت لك تجربة علمية لإعادة مجموعة شباب عن الفكر الإلحادى.. حدثنا عنها؟
بالفعل كانت هناك مجموعة من الشباب وقعوا فريسة للإلحاد، وحاولنا بقدر الإمكان إعادتهم مرة أخرى عن هذا الطريق، من خلال تعريضهم لبرامج نفسية، عبر إعادة صياغة "مخططاتهم المعرفية"، بزرع معارف حقيقية وواقعية داخلهم، بمعنى هو غير يؤمن بسبب أنه لا يرى الله أمامه، ومقتنع فقط بعدم وجود إله ولا جنة أو نار أو دين ولا أنبياء أو رسل ولا ثواب أو عقاب، بسبب عدم وجود شيء مادي وملموس ومرئي بعينه، وهنا هذا الشخص تفكيره مشوش ويؤمن بمعتقدات ليست سوية إطلاقا، لأن قدرته على التخيل والدتبر والاستبصار تكاد تكون معدومة تماما.
أثناء التجربة وجدنا أنهم تأثروا بالفكر الإلحادي ووقعوا فريسة لهذا التفكير الشاذ، من خلال مشاهدتهم لبرامج لأشخاص ملحدين ويروجون للإلحاد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، خاصة مواقع الفيديوهات، وهنا حاولنا أن نعيد "صياغة المخططات المعرفية" لديهم مرة ثانية، عبر زرع معارف حقيقية وواقعية داخلهم، مثل "فكرة الزمن"، فالله عز وجل مثلا يقول: "إن اليوم الواحد بمقدار 50 الف سنة مما تعدون".. وكذلك أية "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد".. وهذا معناه أن الشخص يرى طريق حياته بكل تفاصيله منذ أن أصبح مكلف.. وبالمقاييس البشرية المجردة لن يستوعب العقل هذه الأية، لكن بمقايس الله سبحانه وتعالى فإنه بمجرد رفع الحجاب عن الشخص سيرى كل حياته وأعماله من ساعة سن التكليف "18 سنة" إلى تلك اللحظة التي يتوفى فيها، فكم سيستغرق كل هذا من وقت؟.. أما عند ربنا فالزمن مختلف، والإنسان بيكون ميت من 10 الآف سنة، ويوم البعث يشعر كأنه كان نائما نوما لم يستغرق 10 دقائق، هنا نحاول أن نربط الشخص بالواقع الذي نعيشه وبالقرأن أو الإنجيل، وتحديدا بالأيات التي بها قدر كبير جدا من المادية، وبالتالي هنا يحدث عملية تصحيح معارف الشخص بالكامل.
كيف يصل المثقفون إلى مرحلة الإلحاد؟
قد تكون الأطر المرجعية التي يمتلكونها غير سليمة، قد يكونوا قرأوا كتبا دسيسة، ونحن الأن لا نعيش حرب الطائرات والدبابات، إنما نحيا في خضم معركة العبث بالمنظومة المعرفية للأشخاص والأفراد والمجتمعات والشعوب، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت من عملية نشر الأفكار والسلوكيات غير السوية، وبإجراءات بسيطة يمكن لأي شخص إنشاء قناة أو صفحة يخاطب من خلالها طبقة أفراد محددة وبلغة خطاب يفهمونها، وبالتالي تحدث عملية التأثر، خاصة عندما يكون البناء النفسي للشخص أو الشريحة المستهدفة "هش"، على الرغم من أنه مثقف.
وهنا أوكد أن المرض النفسي أو العقلي لا يفرق بين شخص غنى أو فقير، ولا فرد مثقف أو أمي ولا متعلم أو جاهل، إنما المسأله أن هذا الشخص لديه خلل معرفي محدد.
وما الغرض من وراء نشر أفكار التطرف والإلحاد والشذوذ وغيرها من الأفكار الغير سوية؟
الغرض هنا هو نشر ثقافة هدم القيم وتفسخها، وبإلقاء نظرة بسيطة حولنا، هل سنجد القيم الموجودة حاليا، هي نفسها التي تربينا عليها؟ بكل تأكيد لا.. إذا الهدف هو هدم القيم والعادات والتقاليد التي تربت عليها المجتمعات العربية، ومنها احترام الكبير والعطف على الصغير والاحتشام، والخير والسلام والتسامح والفضيلة والبعد عن الرذيلة.
وللأسف الشديد من واقع الأعمال الدرامية والأفلام التي تُصدر إلينا، ومن خلال نماذج ملموسة ومرئية ومسموعة يتم التأثير على الأفراد والأسرة وبالتالي المجتمع بالكامل، وللأسف نجحوا في ذلك، بدليل ما يحدث على "تيك توك"، وبنظرة بسيطة للتغيرات الديموغرافية الموجودة سنجد نماذج مختلفة، ومنها أشخاص تعيش في مستويات اجتماعية جيدة، وتظهر أمام الكاميرا "شبه عارية"، رغم أنها ليست في حاجة للمال من مثل هذه البرامج، إلا أن قيمة الاحتشام لديهم باتت منعدمة.
"الأخطر" هو هدم القيم الدينية لدى المجتمعات سواء الإسلامية أو المسيحية، خاصة أن الأديان السماوية تحث على "التسامح والصبر"، وهما قيمتان في منتهى الأهمية، فالله سبحانه وتعالي يقول في محكم أياته الكريمة: "ولقد خلقنا الإنسان في كبد"، يعنى في مشقة وتعب، ومع المتغيرات العالمية ووقوع الأشخاص تحت ضغوط الحياة والمعيشة، عندما يتم هدم قيمة "الصبر" الموجودة في الدين، هنا يكون الهدف هو التحريض على انهيار الدولة من خلال ضرب العقائد الدينية، وبالتالي تنهار قيم الحلال والحرام ويصبح كل شيء مستباح ومباح، كذلك يمكن التأثير في عدد من الأفراد وتعليمهم أفكار متطرفة تماما، خاصة أن الإلحاد يؤدي بالشخص إلى أي شيء متعلق بالفكر الشاذ والمتطرف، وأخيرا للإرهاب.
كيف يتحول الملحد إلى إرهابي وهو يؤمن بأنه يدافع عن الدين والله؟
مؤقتا فقط.. وتحت إغراء كمنح الشخص "أموال" وإعطائه أمر بتفجير نفسه في أي مكان يتم تحديده، مقابل أنه سيلقى "الحور العين" في الجنة، وعليه استخدام المال للإنفاق على بيته وأسرته أو أولاده، بحجة أن المجتمع كافر ولا يؤمن بالله ويستحق الموت، وعلى سبيل المثال فإن الفكر داخل التنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان، هي أن المجتمع فاجر وفاسق وكافر، وتعليم المرأة حرام وصوتها عورة، وكنا نسمع نبرة متطرفة، ومن هنا يكون ضرب العقيدة الدينية للأشخاص.
من المفروض أن الملحد لا يعترف بوجود إله.. فكيف يتحول إلى إرهابي يدافع عن الدين؟
فكرة زرع الأفكار المتطرفة هي البوابة العبور إلى الإلحاد، لأنها دائرة مكملة لبعضها البعض، فعندما أستطيع تفريغ العقل من المعتقدات وهدمها، يصبح من السهل زرع أي أفكار أخرى داخل عقله والتأثير على سلوكه.
لماذا ترتبط دائما حياة الإلحاد بالحرية الجنسية وتعاطى المخدرات وإدمان الخمور وغيرها من السلوكيات الشاذة؟
الملحد يعتقد من ضمن أفكارة أن الممارسة الجنسية بين الأشخاص، رجل وامرأة أو رجل ورجل أو سيدة وسيدة أو بشكل جماعي، هي حرية شخصية، خاصة أنه لا يعتقد في الحلال أو الحرام بل يؤمن بحرية الأشخاص، فمثلا الملحدين يعتقدون أنه طالما لدي الإنسان احتياج جنسي، إذا فعليه ممارسته، وإن لم يتوافر له الطرف الأخر أو ما نسميه "الغيرية الجنسية"، فلا مانع من الممارسة مع شخص من نفس نوع الجنس "المثلية الجنسية"، لدرجة أن منهم مصابين بـ "الهيام بالموتى" أي حب معاشرة جثث الأموات، وعندنا مثلا حالة "سفاح التجمع" هو مصاب بهذا المرض.
فترة ظهور ما كان يسمى بـ "عبدة الشيطان"، هؤلاء المجموعات تم إقناعهم بالإلحاد ثم عبادة الشيطان، من خلال برامج نفسية معقدة، عبر تعريض الشخص لحالة صخب شديدة، عبر الاستماع إلى "موسيقى صاخبة" يصاحبها ألوان لا يستطيع المخ معالجتها إلى أن يصل الشخص إلى مستوى "تحت العتبة الإدراكية"، وفي هذه اللحظة يبدأ تلقينه بالشيء أو المعلومة التي أريد إقناعه بها أو زرعها داخل عقله، وفي ظل حاجة هذا الشخص إلى التخلص من هذا الصخب الذي يتعرض له، سيؤمن بأي فكرة تقال له، كذلك هي نفس الفكرة القائم عليها عملية "غسيل المخ"، والتي تتم من خلال حرمان الشخص حسيا فـ "لا يرى ولا يسمع"، بحيث يصل إلى أعلى درجات التوتر، وفجأة يتم إعطائه المعلومة في مستوى ممتاز من عدم التوتر، وهنا يكون تم "غسل المخ".
هل هناك أرقام محددة لحالات الإلحاد؟
من المستحيل وجود أرقام وإحصائيات لنسب الإلحاد أو الشذوذ، ولا يمكن حصرها، ليس هذا فقط، وإنما الأمر ينسحب أيضا على المرضى النفسيين، خاصة أن المجتمع يعتبرها "وصمة"، لذا يصعب حصرها إلا للحالات الموجودة داخل مستشفايات الصحة النفسية.
هل ترى أن "الإلحاد والتطرف والشذوذ الجنسي موجهين للمجتمعات العربية" أم هو للعالم ككل ونحن جزء من الكل؟
"الإلحاد والتطرف والشذوذ الجنسي" موجهين للمجتمعات العربية فقط، لأن الخارج أو المجتمعات الغربية لديها "حرية الأديان والاعتقاد"، ومنهم من يكون بدون دين بالأساس، وكذلك أسيا وأفريقيا، ويسير نمط الحياة لديهم بألية شديدة، الشخص "يأكل وينام وذهب لعمله ويخرج.. إلخ"، وفي ذات الوقت هو لا يرى أنه مؤمن بأي معتقد محدد ويعيش في سلام، وإذا هو ليس في حاجة إلى الدعوة لفكره أو معتقده، لذا فإن حملات نشر "الإلحاد والتطرف والشذوذ"، هي موجهة بالتحديد إلى المجتمعات العربية فقط، فدونهم ليسوا بحاجة لتوجيه هذه الأمور نحوهم كونها لا تهمهم ولا تؤثر بحياتهم.
والشخص الذي ينشر الفكر الإلحادي هو "مريضا نفسيا"، وصاحب "شخصية هستيرية".
ما هي الفئات العمرية التي يتم استهدافها وتنجح عملية التأثير عليها؟
مرحلة الشباب التي تبدأ من 18 إلى 35 سنة، لأنه قبل هذا السن تكون أفكارهم حسية وليست مجردة، وقيم مثل "الظلم والعدل والخير والفضيلة والرذيلة والجنة والنار..إلخ" تبدأ تنمو كمفهوم عقلي بعد سن الـ 18 وليس قبلها.
وكيف يمكن مكافحة الإلحاد والتطرف والشذوذ الجنسي؟
في المقام الأول المؤسسات الدينية "الأزهر والكنيسة"، وأؤكد ليس "المشايخ أو القساوسة" العاملين في المسجد ولا الكنيسة، لأنها مسألة تحتاج إلى علماء وأساتذة ونخبة أجلاء، داخل هذه المؤسسات يتبنون القضية، ويضعوا من أجلها خطط علمية مصممة للتصدي للأفكار الدخيلة، ثانيا تغيير "الخطاب الديني" وتحويله من "الترهيب إلى الترغيب" على مستوى كافة المؤسسات الدينية، ثالثا اختيار أساتذة ومتخصصين في علم النفس والاجتماع للتوجيه في كيفية الوصول إلى عقل الشباب، وتصحيح أخطائهم الفكرية بشكل علمي، رابعا دور وسائل الإعلام، خاصة التي تشرف عليها الدولة، فيجب أن تُفرد فيها مساحة أكبر للبرامج الدينية وزيادة الجرعات الروحانية، لأنها تكاد تكون منعدمة مقارنة بباقي البرامج المعروضة، ويفضل أن تكون هذه المنتجات الإعلامية تعتمد على المداخلات التليفونية واللقاءات المباشرة بالجمهور، لأنها بذلك تكون وصلت إلى "الواقع الملموس".
وأخيرا، توجيه حملات إلى المدارس والجامعات والنوادي ومراكز الشباب والتجمعات الشبابية، تضم متخصصين في علم النفس والاجتماع ورجال الدين، للتواصل مع الفئات المستهدفة حتى يكون دورهم فعال بشكل حقيقي وملموس، فكيف سيكون هناك اكتشاف وتعرف على الأفكار بدون النزول وإجراء مسح للأماكن المتواجد بها الشباب.
كيف يمكن التعامل مع الأنماط الاجتماعية والتعليمية المختلفة؟
طفت على السطح مؤخرا، مسميات جديدة، وتصنيفات غريبة للمجتمع، فأصبح هناك صراع حضارات بين ما يطلق عليه "مجتمع ايجيبت" الذي تلقى تعليمه داخل المدارس الدولية، ويرتاد أماكن وتجمعات خاصة به، ووضع لنفسه عادات وقيم جديدة ودخيلة، وبات منفصل تماما عن الواقع الذي نعيشه وصنع لنفسه "عالم موازي" لكنه ملموس، في مقابل "مجتمع مصر" الذي تعلم بالمدارس العادية سواء حكومية أو خاصة محلية "ناشونال".
لذا يجب إرسال حملات إلى كافة المدارس، خاصة الدولية والتعرف على أنماط تفكيرهم ومعارفهم، وإدارة حوارات ونقاشات معهم، تناسب مستوى عقلياتهم ويتناسب مع بيئاتهم التعليمية، مما سيترتب عليه الخروج بعوائد جيدة ومؤثرة.