القمص موسى إبراهيم: الكنيسة القبطية تواجه الأفكار الدخيلة بالأنشطة والدورات لكل المراحل العمرية
السبت، 28 سبتمبر 2024 02:00 منرمين ميشيل
متحدث الكاتدرائية المرقسية لـ"صوت الأمة": رجال دين ومتمسحين به يصدمون البعض بعدم تطابق أفعالهم مع أقوالهم
أعتبر القمص موسى إبراهيم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الارثوذكسية، أن التطرف هو الذهاب نحو الأطراف والابتعاد عن منطقة الوسط والتوازن، والمقصود بالتطرف بالطبع هو الازدياد الخاطيء أو الأمعان فى فعل شىء بشكل دقيق، لكن دون نظرة موضوعية أو التركيز على جانب وترك باقى الجوانب.
وأشار إبراهيم لـ"صوت الأمة" إلى أن التعريف العام للتطرف هو الذهاب بعيداً عن الواقع وعن القواعد وهو أمر مرفوض، فالحياة الإنسانية "حياة الناس" مبنية على العلاقات بين الناس، ولكى يحيا الناس حياة متزنة سليمة ينبغي أن تكون النظرة إلى كل الأمور الفكرية والدينية والأجتماعية والسياسية والأقتصادية نظرة واقعية منطقية وموضوعية، وهناك مباديء وثوابت فى كل هذه الأمور وفى كل هذه الجوانب .
وأوضح المتحدث باسم الكنيسة الارثوذكسية أن الألتزام بالثوابت يضمن للإنسان الأبتعاد عن التطرف، وكذلك الالتزام الواعي المستنير الممزوج بالفهم السليم والعميق للأمور، بحيث أن من يفهم أمور الحياة فهما سليماً لا يتجه نحو التطرف بأى شكل من اشكاله، والتطرف أيضا له جانب نفسى وهو أن يكون الإنسان فى داخله بعض الأمور النفسية أو عقد أو خبرات سلبية تحدد له كيف يتجه ولماذا ينحاز وهكذا، وكثيرون من المتطرفين بتحليل شخصيتهم نجد أن التطرف لديهم ناتج عن تراكمات شخصية ومشكلات فى التنشئة والبيئة التى عاشوا بها، وبالتالي ينبغى على المجتمع الواعى مقاومة كل أشكال التطرف لكى يحيا المجتمع حياة أفضل.
ورأى القمص موسى أن الإلحاد مشكلة قديمة، فمنذ أن وجد الإنسان بدأت شكوكه فى وجود الله، ثم تراكمت عبر السنوات الافكار والنظريات التى صدرت عن الناس والدراسات المختلفة التى اتجهت لاتجاهات متعددة ومتفاوتة.
وأكد المتحدث باسم الكنيسة، أن هناك من ينكر وجود الله، وهناك من يقر وجوده، لكن يضع محددات لعمله وتأثيره وفعله فى حياة الناس، وهناك نظريات تحدد مدى خيرية الله وهكذا، لكن سيظل حضور الله فى حياة الانسان حقيقه لا يمكن أن تختفى، فإن كانت أعين البشر لأسباب فى نفوسهم لا ترى عمل الله فهذه مشكلة، بحيث تصدر لنا موجات متتالية لا تتوقف من الالحاد.
وحول اسباب الالحاد قال ، إنه توجد هناك أسباب أخرى للإلحاد مثل الصدمات التى يتعرض لها الشباب من بعض الناس، ومن أبرزهم رجال الدين أو من يتمسحون أو يرتدون بالدين، فهولاء فى بعض الأحيان يكونوا سببا فى شعور البعض بالصدمة بسبب تناقض تصرفاتهم وعدم صدق وتطابق أفعالهم مع أقوالهم، وهناك أيضا أسباب نفسية نتيجة بعض المشكلات والضغوطات الحياتية الطبيعية التى تزيد على الإنسان، بحيث يدخل فى دائرة الشك وفى وجود الله وعمله، ونسى حينما يتعرض الإنسان للأمور غير منطقية تمثل ضغط أو تدخله فى أزمات ومشكلات لا يجد منفذ أو مغيث، وبالتالي يبدأ الشك فى وجود الله أو عمل الله، وكذلك ايضا القدرات الفكرية العالية لدى البعض مع تركيبة نفسية هشة تجعلهم يطلقون افكار لمجرد الشعور بالوجود، وتتجه كلها نحو انكار وجود الله.
وشدد القمص على أن الكنيسة تهتم بمواجهة الأفكار الشاذة، ولدى الكنيسة العديد من الأنشطة والدورات والموضوعات والمؤتمرات الموجهة للشباب، وليس للشباب فقط بل لكل المراحل العمرية التى تعطى أجوبة شافية وشافعة للعقل والوجدان بخصوص أفكار التشكيك، وليس هذا فقط، فالعمل الرعوى بالكنيسة بشكل عام يقود فكر الإنسان وكيانه عموما نحو الشعور بوجود الله وبعمله وتأثيره، ونقل الخبرات مؤمنين بالكنيسة الى الاجيال الاصغر والامثلة الحية التى يرونها تدعم فى اعماقهم وشعورهم بوجود الله، وايضا دراسات الكتاب المقدس لكل المراحل العمرية هو أمر ثابت فى الكنائس القبطية يجعلهم ملمين برسالة الكتاب المقدس، موضحاً أن الكتاب المقدس رسالته أساسية هي التأكيد على وجود الله فى حياة البشر منذ أن وجدوا.
وأكد القمص الرفض الكامل لفكرة المثلية الجنسية، وقال إن "المثلية مرفوضة رفضا قاطعا من الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية، وفى يونيو الماضي صدر بيان عنها أعلنت فيه مجدداً موقفها بالتفصيل، وكان بياناً مدعما بايآت من الكتاب المقدس والاسانيد التى تعلن فيها الكنيسة الرفض الكامل والقاطع للعلاقات المثلية، وتشير إلى هذا الأمر بمنظور علمى أمين وليس منظور دينى فقط".
وأوضح القمص موسى، أن الشباب الذين يتعرضون لمثل هذه الأفكار الغريبة، بحاجة إلي المساندة والمعالجة كمرضى، مؤكداً أن المثلية الجنسية مرض يحتاج إلى العلاج، لذلك قامت الكنيسة القبطية بجهد كبير، كما تقوم الكنائس بأنشطة توعوية متعددة ومتنوعة توكد فيها على أخطاء هذا الامر، وانه امر لا يمكن قبوله ولن يحدث ان تقبله الكنيسة الأرثوذوكسية تحت أي مسمى، فلا تهاون فى حق الكتاب، ونقصد هنا أن الكتاب المقدس اعلن رفضه الكامل لهذا الامر، لأنه يتعارض مع ما خلق الله الانسان عليه، لانه معلوم ان الله حينما خلق ادم ثم حواء يقول في صفر التكوين أنه خلقهما ذكر وأنثى، ووضع الكتاب المقدس شكل أوحد للعلاقة الزوجية وهى أن الأرتباط يكون بين ذكرو أنثى، كما ذكرت رسالة رومية الأصحاح الأول آية ٣٢" إن من يسيرون في طريق المثلية ويتمسكون به إلى النهاية دون أن يتراجعوا عنه فإن مصيرهم الهلاك الأبدي.