علماء الأزهر والأوقاف يحددون روشتة مواجهة الأفكار الضالة
السبت، 28 سبتمبر 2024 12:00 ممنال القاضي
الحوار والمواجهة بالحجة والدليل أقصر الطرق لحماية الشباب من الإلحاد والتطرف والشذوذ
الأزهرى يحذر من مواقع التواصل الاجتماعى.. ومفتى الجمهورية: البعض يتخذ الإلحاد بابا للشهرة
مدير بحوث الدعوة بالأوقاف:خطاب التيارات المتطرفة أحد أهم أسباب الإلحاد.. وعضو هيئة كبار العلماء: القراءة الواعية في النص تحمي من الأفكار الضارة
الأزهرى يحذر من مواقع التواصل الاجتماعى.. ومفتى الجمهورية: البعض يتخذ الإلحاد بابا للشهرة
مدير بحوث الدعوة بالأوقاف:خطاب التيارات المتطرفة أحد أهم أسباب الإلحاد.. وعضو هيئة كبار العلماء: القراءة الواعية في النص تحمي من الأفكار الضارة
من ضمن المحاور الرئيسية التي حددها الدكتور أسامه الأزهرى، وزير الأوقاف، لعمل الوزارة خلال الفترة المقبلة، هو مواجهة التطرف اللادينى وتراجع القيم الأخلاقية، بمواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، وارتفاع معدلات الطلاق، وحرمان المرأة من الميراث، وصور العنف الأسرى، وكل مظاهر التراجع القيمى والسلوكى والأخلاقى التى تؤدى إلى تراجع شديد فى الأخلاق، وأن يتم توظيف الخطب والدروس لمحاربة كل هذه المظاهر، فضلاً عن إطفاء نيران الفكر التكفيرى المتطرف.
الأزهرى، وهو يتحدث عن هذه الظواهر، قال إن له أكثر من 15 حلقة تليفزيونية، تحدث خلالها عن الالحاد، فضلاً عن ذهابه إلى أحد الملحدين بمنزله وتحدث معه، وأهديته كتيب صغير عن الحق والضلال، وقرأه وراجع كل ما به، وكانت النتيجة أنه اقتنع بما جاء في الكتاب، وتراجع عن الفكر الإلحادى، وتحول إلى شخصية تحاور الملحدين وتقنعهم بالحجة والدليل.
وأكد الأزهرى، على أهمية ملاحقة الظواهر الدخيلة على المجتمع، ومنها التطرف والإلحاد، بمراجعة كتب السابقين وكبار مشايخ الأزهر فهم اعلم منا ويجب علينا جمبعا أن نتعاون لمواجهة ظاهرة الألحاد التى لو كتبنا عنها سنوات عديدة لا نكتفى بما نذكره خطب الجمعة، ولابد من ملاحقة المتطرفيين فى وسائل التواصل الاجتماعى، محذراً الشباب والأطفال من سوء استغلال المواقع التى تدعو للالحاد والتشكيك فى العقيدة، كما حذر من خطورة ظاهرة الالحاد من حيث فقدان القيم الأخلاقية وانهيار الروابط الأجتماعية وانتشار الجريمه.
من جانبه قال الدكتور نظير عياد مفتى الديار، إن الإلحاد ينظر إليه على أنه الانحراف من الحق إلى الباطل ومن الخير للشر، مضيفا: أننا ندرك بأن الله قد خلق الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب وأنعم على الإنسان بنعم لا تعد ولا تحصى، ومن بينها العقل وبه يكتمل التكليف، فالإنسان عليه أن يحسن العمل بعقله ويتدبر الكون حتى يعلم أن له مدبر وهو الله -سبحانه وتعالى-، مبينا أنه عندما ننظر إلى العصر الذي نحيى فيه نجد أنه يشوبه بعض الشبهات، وقد يكون مردها إلى عدة أسباب منها إقحام العقل في غير ميدانه، مما يؤدي إلى الإلحاد.
وأشار عياد إلى أن الانفتاح الموجود هيأ لبعض المنتسبين إلى العلم بالقول بوجود غير الله تعالى أو الاعتراض على الدين بشكل عام، لأن أمثال هؤلاء يجنحون إلى علم بلا دليل، مبينا أن البعض يتخذ طريق الإلحاد من باب الشهرة أو المحاكاة أو التقاليد، محذرا من أخذ العلم من أشباه المثقفين أو مدعي العلم، فالعلم يؤخذ من خلال أدواته وعلمائه ووسائله، حتى لا يتسبب الإنسان في تشتيت نفسه أو اتخاذ طريق الإلحاد.
من جانبه قال محمد البدارى، مدير الفتوى بالأزهر سابقا، وعضو هيئة كبار العلماء، إن ظاهرة الإلحاد لا يعالجها إلا الدين والتفقه فى العلوم الشرعية من خلال علماء متخصصين، وتعزيز الثقافة الدينية بالمدارس والجامعات، مشددًا على دور الأسرة المهم في تثقيف الأبناء دينيًا مع وجود القدوة الحسنة، لكى لا ينجرف الأبناء إلى أصحاب الدعوات المضللة وهم الذين لا يفقهون شيء فى الدين وينصبون انفسهم وصاه على الدين، موضحاً أن الأزهر الشريف أنشأ لجنه للتصدى لظاهرة الالحاد ومعالجة مثل هذه الحالات بفتح باب الحوار مع متخصصين، خاصة أن علماء بالأزهر يشهد لهم فى البحث والاجتهاد فى العلوم الفقهية.
وأشار البدارى إلى أن مواجهة الفكر الالحادى امر واجب على كل علماء الدين الإسلامى والمسيحى، لافتاً إلى أن الأزهر يتعاون مع الكنيسة فى امور وقضايا هامه تخص الشباب، وفتح باب الحوار والمواجهة بالحجه والدليل من الكتاب والسنة، وطرح كل ما يتعلق بالدين بطرق سهلة ومبسطة بعيدا عن التعصب، مؤكداً على ضرورة شرح النصوص الشريعية والرد على كل الأسئلة التى يوججها الشباب وحتى الأطفال المتعلقه بالذات الإلهية، مشيراً إلى أن مشيخة الأزهر اطلقت العديد من القوافل الدعوية للمحافظات لتوعية الناس، لان الجهل بأمور الدين هى أحد وأهم عوامل الالحاد.
الدكتور أيمن أبو عمر، مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، رأى أن أحد العوامل التي تؤدي إلى الإلحاد، هي الخطاب الديني الصادم، حيث يُعَدُّ قبح الخطاب الصادر عن بعض التيارات المتطرفة من أهم أسباب الإلحاد، مما أدى إلى عدم قدرة الشباب للوصول للحقائق الدينية الصحيحة، ومن ثم كان ظهور الخطاب المتشدد للجماعات المتطرفة سببًا كبيرًا لانزلاق بعض الشباب نحو مستنقع الإلحاد.
يضاف إلى ذلك، الفجوة الحضارية بين الدول الإسلامية والدول الغربية غير الإسلامية، التي قال أبو عمر انها تؤدى إلى حالة نفسية سيئة عند الشباب أدت إلى إلحاد البعض، بالإضافة إلى ضعف الإيمان، والمشاكل الاجتماعية، والضغوط النفسية، والانحرافات السلوكية.
وتحدث أبو عمر عن وسائل مواجهة الإلحاد والظواهر السلبية والدخيلة، وقال إن المواجهة تعتمد على تأسيس النشء تنشئة سوية دينيًّا ووطنيًّا وفكريًّا، وبناء الوعي الفكري الصحيح لدى الشباب، وبناء القيم في المجتمع، وذلك مثل العدل، والمساواة، والصدق، والأمانة، والحلم، والصفح، وحفظ العهود، وأداء الأمانات، وصلة الأرحام، وحق الجوار، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، بالإضافة إلى تقوية الحس الإيماني، وبناء اليقين بأن الله تعالى مع المؤمنين يمدهم بعونه ويحيطهم بتوفيقه.
وحول دور الأسرة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية في حماية الشباب من الإلحاد والشذوذ والأفكار المنحرفة، قال الدكتور أيمن أبو عمر مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إنه يقع على الأسرة عبء التنشئة السوية للنشء، دينيا وأخلاقيا ووطنيا، والعمل على احتواء النشء وحمايته من الأفكار الشاذة والإلحادية، والملوثات الفكرية، وتنمية الرقابة الأبوية المنضبطة للأسرة والنشء، كما يجب على منظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية أن تتضافر جهودها وتتشابك لحماية الشباب من الإلحاد والشذوذ وشتى صور التطرف اللاديني، وتقديم خطاب مجتمعي منضبط، وإقامة الدورات والندوات التي تتناول مكافحة الإلحاد، ومحاربة بذوره.
واعتبر أبو عمر أن ضمن عوامل انتشار الفكر المتطرف، الجهل، ضيق الفكر، الكبر والافتتان بالنفس، الانغلاق على الذات، المشكلات النفسية والاجتماعية، لافتاً إلى أن وزارة الأوقاف لها دور قوى في مكافحة التطرف والإلحاد، حيث تقوم رؤية الوزارة الأوقاف على محاور أربعة، الأول الاستمرار في مواجهة الإرهاب والتطرف، الثاني: مواجهة التطرف اللاديني المتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإدمان، والانتحار ، والتحرش، والزيادة السكانية المفرطة، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي من خلال نشر الوعي بين المصريين لقيم الإسلام السمحة، الثالث استعادة وبناء الشخصية الوطنية، والمحور الرابع: صناعة الحضارة.
وأكد مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، أن المحور الأول يعد الأساس الذي تنطلق منه الوزارة في مواجهتها للإرهاب والتطرف وإطفاء نيران الأفكار المتطرفة، لننطلق بسرعة هائلة نحو بناء الفكر الديني الوطني الرشيد، من خلال أنشطة الوزارة الدعوية والقرآنية، مثل (المقارئ القرآنية- الابتهالات الدينية- خطب الجمعة-ندوة عقيدتي بالتعاون مع جريدة الجمهورية- ندوة للرأي بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام- المنبر الثابت بالتعاون مع الأزهر الشريف- القوافل الدعوية بالمحافظات المختلفة بالتعاون مع الأزهر الشريف- القوافل الدعوية بشمال سيناء بالتعاون مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية- الندوة العلمية- الكراسي العلمية- وغيرها من الأنشطة).
وأضاف أبو عمر: المحور الثاني الأساس الذي تنطلق منه الوزارة في مواجهة الإلحاد، ومعالجة أسبابه، إنشاء منصة رقمية بالتعاون مع وزارة الاتصالات تفاعلية احترافية لخدمة المحاور الأربعة لوزارة الأوقاف، وهي منصة تخاطب الناس بلغة وبأسلوب يناسب العصر، تحتوي وثائق متعددة وتفاعل مباشر، بالإضافة إلى وجود إطلالات وواجهات على كافة شبكات التواصل الاجتماعي، لأن الميدان الحقيقي الذي تختطف فيه العقول، ويتم شحن شخصية المصريين للتشاؤم أو الإحباط والسلبية هو السوشيال ميديا، إضافة إلى الألعاب المليئة بقيم الرحمة والتسامح والإبداع، بديلًا للألعاب التي تعد مكونًا أوليًا لبذرة العنف والإلحاد، هذه المحاور الأربعة هي أقسام المنصة الرقمية، أربعة أقسام واضحة ومحددة، ليكون كل قسم منها قائم بمحور من محاور الوزارة.
من جانبه أكد الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، استاذ علم الحديث بالأزهر وعضو عيئة كبار العلماء، أن الالحاد هو أن يتجاهل الشخص نعم الله وينكرها، ويتطاول على السنة النبوية، وفهو طعن في الوحي الالهى، مضيفاً: هنا يجب التأكيد على أن السنة النبوية ارتكزت على المنهجية، وكلمة المنهجية معناها الطريقة الأساسية والعامة التي يسلكها الباحث لكي يصل إلى نتائج، وتُعد ثمرة يتكون منها البحث، والمنهج الذي ارتكزت عليه السنة النبوية وروايتها، منهج رصين لا مثيل له فى عملية اقناع اى من يذهب به عقله لمل تخالف منهج العقيدة.
وشدد معبد على ان السيرة النبوية وصلت إلينا بإسناد متصل عن صاحب السيرة صلى الله عليه وسلم، وأهل التشكيك يطرقون أسماع الناس بأكاذيب ويقولون إن الله تكفل بحفظ القرآن ولم يتكفل بحفظ السنة النبوية، وهذا ضد المنهجية الصحيحة ومغالطة للقرآن، والله -تعالى- كما تكفل بحفظ القرآن؛ فقد تكفل بحفظ السنة النبوية، حيث قال {إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَه فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُ}، وهذه الأخيرة هى تعهد من الله بحفظ السنة، فهي وحي من الله، كما أن القرآن وحي، مبينا أن القرآن الكريم وحي يتلى، والسنة المطهرة وحي يروى، وأن الطعن في السنة هو طعن فى الوحي.
وأكد معبد أن للمؤسسات الدينية دور رئيسى في مواجهة الإلحاد والتطرف والشذوذ، وقال: لكن علينا في نفس الوقت التسلح بالقراءة الواعية في النص لأنها تحمي من الأفكار الضارة، وأن يحسن الآباء تربيتهم التربية السليمة، وتحصينهم من كل ما يعبث بعقولهم وفكرهم وعقيدتهم، ووقايتهم من رشقات الفكر المضلل، وأن نجعل من أنفسنا قدوة وأسوة حسنة لهم بتجنب أى أخطأ امامهم، وان نتحلى بأخلاق النبي والتمسك بسنته من افضل واحب العبادات عند الله.