التصدي للشذوذ.. دور المؤسسات الدينية والمجتمعية

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024 01:08 م
التصدي للشذوذ.. دور المؤسسات الدينية والمجتمعية
ريهام عاطف

تتصدى المؤسسات الدينية علي رأسها الأزهر الشريف للعديد من الممارسات الخاطئة والأفكار الهدامة ،والتي من بينها المثلية الجنسية والشذوذ أو كما يطلق عليه علميا "البارافيليا"، حيث ينال هذا السلوك من الهوية الدينية والأخلاق الحميدة التي أرساها الإسلام والأديان الأخرى، باعتباره فاحشة منكرة ومن الكبائر التي نهى الله تعالى عنها، وأصدر الأزهر عبر عدد من منصاته الرسمية بيانات توضيحية لرفض هذه المحرمات وتوضيح موقف الدين منها.
 
كيف واجه الأزهر الشريف الشذوذ الجنسي
قام الأزهر الشريف بدور توعوي لمواجهة " الشذوذ الجنسي" والأفكار الهدامة التي تدعو الي ذلك، من خلال شيخه الدكتور أحمد الطيب والتحذيرات التي أطلقها  مركز الأزهر العالمي للفتوى عبر الموقع الرسمي لبوابة الأزهر الإلكترونية والذي أكد رفضه القاطع لكل ممارسات الشذوذ الجنسي، مشيرًا إلى أن الزواج في الأديان السماوية لا يكون إلا بين الذكر والأنثى وفق ضوابط محددة.
 
وتضمنت مواقف الأزهر التصدي للدعوات الغربية لانتشار المثلية، عبر عدد من لقاءات شيخ الأزهر بمسئولين مصريين وأجانب، حيث أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال لقاء سابق بالسفير الهندي بالقاهرة أن ما نشهده الآن من غزو ثقافي غربي لمجتمعاتنا الشرقية والذي هبّ علينا كالغيوم السوداء الداكنة بدعاوى الحقوق والحريات ، لتقنين الشذوذ والتحول الجنسي وغير ذلك من الأفكار غير المقبولة شرقيا ولا دينيا ولا إنسانيا، لهو سطو على حق الإنسانية والحياة في استمرارهما كما أرادهما الله، وازدواجية في تفسير حقوق الإنسان، وتعدٍ على حق الشرق في اتباع الدين واعتباره مرجعا أصيلا لرفض هذا الطوفان من الأفكار المنحرفة".
 
وفي لقاء آخر مع الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، أكدا بحسب بيان عن الأزهر الشريف: "موقفنا ثابت من المثلية الجنسية؛ نرفضها تماما، وننطلق في ذلك من تعاليم القرآن الكريم والكتاب المقدس، كما نرفض محاولات فرض ثقافة دخيلة على الشرق بدعوى الحقوق والحريات، ونتمسك بالحفاظ على قيمنا الدينية والعربية والشرقية في وجه الغزو الثقافي الغربي، ونحذر الشباب المسلم والمسيحي من التيارات التي تحاول خلط المفاهيم وعدم احترام هويتنا العربية؛ الإسلامية والمسيحي".
download - 2024-09-24T120627.996
 
نصائح تربوية للحماية من خطر الشذوذ الجنسي
كما قدم الازهر الشريف العديد من النصائح التربوية لأولياء الأمور لمساعدتهم في حماية أبنائهم من خطر الشذوذ الجنسي ، مؤكدا أنه فاحشة منكرة ومخالفة للفطرة الإسلامية والقيم الأخلاقية ويعتدي فاعلها على حق الإنسانية في حفظ جنسها البشري وميولها الطبيعية بين تربية سوية لأفراد الأسرة، معلنا استنكاره لتلك الجرائم غير الإنسانية والتخطيطات الشيطانية وذلك لأمان المجتمعات الإسلامية واستقرارها.
ولفت الأزهر الشريف أنظار الشباب المسلمين إلى أنّ الشذوذ الجنسي من الكبائر التي حرمها الله لذا أرسل الله سبحانه وتعالى النبي لوط عليه السلام ليخرج قومه من هذه الفاحشة المنكرة، وأنها كانت سببًا في تدمير البلد بالكامل وهلاك أهله حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون".
تشمل هذه النصائح ما يلي:
  • متابعة الأنشطة الواقعية والإلكترونية للأبناء، وذلك لتحصينهم من الرسائل المدفوعة التي تهدف إلى الترويج للمثلية الجنسية وتقبلها، سواء من خلال الأفلام الكرتونية، أو الألعاب الإلكترونية، أو تطبيقات الهواتف الذكية، أو المسلسلات والأفلام السينمائية، أو المواد الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الكتب والروايات، أو حتى الفعاليات الرياضية، والإعلانات والملصقات التجارية.
  •  استغلال أوقات الفراغ بما ينفع، مثل ملء أوقات فراغ الأبناء بأنشطة مفيدة، مثل تحصيل العلوم النافعة، وممارسة الأنشطة الرياضية المتنوعة.
  •  تنمية المهارات واستثمار الطاقات، عبر دعم وتنمية مهارات الأبناء، وتوجيه طاقاتهم نحو الأنشطة التي تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم، مع تقديم القدوة الصالحة لهم.
  •  اختيارالرفقة الصالحة، من خلال الحرص على اختيار أصدقاء جيدين للأبناء، ومتابعتهم في دراستهم من خلال التواصل المستمر مع المعلمين.
  •  التشجيع الدائم وتعزيز الثقة لدى الشباب على إنجازاتهم، مهما كانت بسيطة، ومنحهم الفرصة لتحقيق ذاتهم وتعزيز قدراتهم وكسب ثقتهم بأنفسهم.
  •  توضيح موقف الأديان من الشذوذ الجنسي، عبر تعزيز الوعي الصحيح الذي يرفض الشذوذ ويتصدى للدعاية الموجهة للأبناء عبر الوسائل المذكورة، من خلال بيان موقف الأديان والفضائل الأخلاقية.

كما نبه مركز الفتوى إلى خطورة المحتويات الإباحية المتاحة عبر الإنترنت ووسائل الترفيه الموجهة للأطفال، ودورها في نشر الشذوذ الجنسي وتفشي الرذائل والظواهر المجتمعية السلبية، والتي تتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة لمعالجتها.

وشدد المركز على أن مواجهة هذه السلوكيات المحرمة وفقًا لجميع الأديان، ومنع نشر موادها الإعلامية والدعائية، هو من الواجبات الشرعية على الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، وكل من يستطيع المساهمة في حماية المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق الخطير.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق