هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة مثلث تدمير الشعوب.. الإلحاد والتطرف والشذوذ

الأحد، 22 سبتمبر 2024 01:35 م
هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة مثلث تدمير الشعوب.. الإلحاد والتطرف والشذوذ
أمل عبد المنعم

شهد العالم مؤخرا، تزايدا ملحوظا في الجرائم المتعلقة بالأيديولوجيات المتطرفة والتصورات المجتمعية المرفوضة، ومنها الإلحاد والشذوذ الجنسي والتطرف، حيث تأتي هذه الجرائم في سياق اجتماعي متشابك، كما تؤثر مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية على تشكيل أنماط سلوكيات عنيفة أو منحرفة، تلك السلوكيات لا ترتبط فقط بتأثيرات الفرد نفسه، بل تنعكس أيضًا على مجتمعات بأكملها.

التطرف الديني والجريمة

يميل التطرف إلى تبني أفكار دينية أو سياسية متطرفة بشكل يعزل الفرد عن المجتمع، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالعنف، ترتبط جرائم التطرف الديني بأفعال مثل الإرهاب والهجمات العنيفة على المدنيين والممتلكات، والأشخاص المتطرفون قد يتبنون أفكارًا تجعلهم يرون العنف وسيلة مشروعة لتنفيذ معتقداتهم، ما يؤدي إلى تصاعد الجريمة في المجتمع، ويؤثر بشكل مباشر على استقرار وسلامة المواطنين.

أمثلة:

- الهجمات الإرهابية مثل تفجيرات فى أماكن عامة.

- العنف الموجه ضد أشخاص من ديانات أو أيديولوجيات أخرى.

الإلحاد والهوية الأخلاقية:

يعتبر الإلحاد هو إنكار وجود الله أو أي قوة عليا، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى تصرفات إجرامية من قبل أفراد فقدوا الشعور بالمسؤولية الاجتماعية أو الأخلاقية، وبعض الجرائم المرتبطة بأشخاص يتبنون الإلحاد تظهر في حالات العنف الناتج عن الشعور بالاغتراب أو الاحتجاج على القيم السائدة.

أمثلة:

-  الجرائم التى تستهدف الرموز الدينية أو أماكن العبادة.

-  حوادث عنف نتيجة صدامات فكرية بين أفراد ملحدين ومجتمع متدين.

الشذوذ الجنسي والمشاكل المجتمعية:

الشذوذ الجنسي ما زال مرفوضا تماماً في مجتمعنا، على الرغم من تزايد قبول حقوق المثليين في بعض المجتمعات، وجرائم العنف المرتبطة بالميول الجنسية قد تأتي من عدة جهات، إما من أشخاص يرفضون هذا التوجه، أو من أفراد مثليين أنفسهم يتعرضون للتمييز الاجتماعي والعنف، مما قد يدفعهم إلى ارتكاب جرائم انتقامية أو دفاعية، والذى ترتب عليه العديد من الجرائم التى نرفض أن نتحدث عنها تماما هنا.

أمثلة:

-  الاعتداءات العنيفة على المثليين من قبل أفراد أو جماعات متطرفة.

-  حوادث عنف داخل مجتمع المثليين نتيجة الضغوط النفسية والاجتماعية.

 

التداخل بين الأفكار المتطرفة والجريمة:

يوجد تداخل بين هذه الأيديولوجيات المتطرفة والجريمة، حيث أن الأفراد الذين يعتنقون أفكارًا متطرفة سواء كانت دينية أو اجتماعية قد يجدون أنفسهم في مواجهة مع المجتمع، وهذه المواجهة قد تدفعهم إلى ارتكاب أعمال عنف أو جرائم بدافع الانتقام أو الفوضى، من هنا، تتصاعد معدلات الجريمة والحوادث التى تؤثر على استقرار المجتمعات.

ما هو دور المجتمع والقانون في الحد من هذه الجرائم؟

للحد من الجرائم الناتجة عن التطرف والإلحاد والشذوذ، يتعين على المجتمعات أن تتبنى سياسات توعية وتعليمية تعزز من التسامح والقبول، بجانب قوانين صارمة تمنع العنف والتحريض، ويجب تعزيز الحوار البناء والتفاهم بين مختلف الفئات لضمان الحد من التأثير السلبي لهذه الأفكار المتطرفة على المجتمع.

وكان هناك ترويج غربي متعمد للمثلية الجنسية، وتنظيم احتفالات ومسيرات تروج لمثل تلك الأفكار المتزامنة مع تزايد مضطرد للإلحاد، والتطاول على المؤسسات الدينية والنيل من مكانتها، وهي أفكار شاذة، تواجهها أفكار أخرى متطرفة قائمة على تكفير الآخر بداية من الكلمة، وصولاً إلى الإقصاء والقتل باسم الدين، والدين منهم براء.

لذلك نطلق حملة تتزامن مع توقيت العام الدراسي الجديد، وتتسق مع مبادرات الدولة المتعددة لبناء الإنسان ومن بينها "بداية" وأنشطة حياة كريمة وغيرها من المبادرات، يطرح أمام كل أب وأم، أسئلة واضحة ومباشرة: هل نترك أبناءنا مكشوفين أمام ثقافات الغرب دون وعي؟ هل نحن كآباء وأمهات مؤهلون بما يكفي للرد على أسئلتهم العفوية والمشروعة عن المثلية الجنسية، وما تروجه حتى أفلام الكرتون؟ هل نحن كآباء لا نزال نعتز بلغتنا العربية وثقافتنا وموروثنا التاريخي والمعرفي، ونغرس تلك القيم في أبنائنا؟ هل نحن قادرون على تعليمهم الدين من منابعه السليمة وأصوله القويمة، هل نقدم للمجتمع نشأ هشا، غير قادر على مواجهة الفكر بالفكر، أم جيلاً قادراً على مواجهة مثلث هدم المجتمعات: الإلحاد، التطرف، الشذوذ.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق