«الأزهر للفتوى»: أيدولوجية الإلحاد تنبني على قناعة فاسدة تطعن في مبادئ الدين

السبت، 21 سبتمبر 2024 02:29 م
«الأزهر للفتوى»: أيدولوجية الإلحاد تنبني على قناعة فاسدة تطعن في مبادئ الدين
منال القاضي

قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مجموعة من المخرجات والتوصيات حول دور الفتوى في مواجهة الإلحاد ، حيث جاءت على النحو التالي:
 
(1)  لم يَعُدْ مفهومُ الإلحادِ قاصرًا على الفكرة العَدميَّة التي أساسُها إنكارُ وجود الخالق -سبحانه وتعالى -، وأنَّ الصُّدفةَ هي مصدرُ الخلق، وكون المادة أزليَّةً أبديَّةً، وهي الخالق والمخلوق في الوقت ذاتِه؛ بل تعدَّاه إلى المعنى الواسع الذي يشملُ الطَّعنَ في مبادئ الدِّين وتشريعاته، أو نقضَ ضروراتِه ومقاصدِه.
 
 
(2)  أيدولوجيَّةُ الإلحاد تَنْبَني على قناعةٍ فاسدةٍ وهي: تناقضُ العلوم الطبيعيَّة مع الدين وتشريعاته، ويحاول الملاحدةُ استخدامَ بعض الوسـائل البحثيَّـة الحديثـة، ومنـاهجِ البحـث العلمـي المعاصـرة للترويج لهذه القناعة، مـــع ادِّعـــائهم تأييـــدَ الحقـــائق العلميـــَّة (من وجهة نظرهم) لأفكـــارهم ومبادئـهم؛ لذا جاءت فكرةُ هذا الملتقى لتُؤسِّسَ لمنهجيَّةٍ رشيدةٍ في نقض هذه القناعةِ في ضوء ثوابتِ الدين وحقائق العلم الحديث، يستهدي بها الباحثون والمتصدِّرون للفَتْوَى في كلِّ أنحاء العالم.
 
(3) الإلحادُ ليس فقط مشكلةً دينيَّةً عقديَّةً كما يبدو، وإنما يمكن أن يكونَ مشكلةً نفسيَّةً أو اجتماعيَّةً أو سياسيَّةً أو اقتصاديَّةً، يؤكِّد ذلك أغلبُ الحالات التي وقعت فريسةً له، وكثيرٌ من الدراسات العلميَّة والبحوث المتخصِّصة في هذه العلوم؛ لذا نؤكِّد على المتصدِّرين للفُتيا ضرورةَ التعامُل معها وفق القواعد المستقرَّة في هذه العلوم؛ وهو ما يسمَّى في الفقه الإسلامي: "اعتبار مراعاة الحال".
 
(4)  يحاولُ الملاحدةُ –عبثًا- إثباتَ تعارضِ العقل مع الشرع، بهدف التَّشكيكِ في الأحكام والتشريعاتِ الدينيَّة الثابتة والمستقرَّة، وهذه مغالطةٌ عقليَّةٌ ومنطقيَّةٌ؛ لثبوت واستقرار الأحكام والتشريعات الدينيَّةِ من لدن حكيمٍ خبير، ولا يمكننا اعتبارُ العقولِ والأفهامِ المتغيِّرةِ والمتباينةِ ميزانًا دقيقًا لهذه الأحكام والتشريعات.
 
(5)  اتَّضح لنا أنَّ الملاحدةَ - لقلِّة حيلتهم وضعفِ حُجَّتهم- يستغلُّون الاختلافَ المعتبرَ حولَ الفروعِ الفقهيَّةِ التي يتغيَّر الحكمُ فيها بتغيُّر الزمان والمكان؛ للطَّعن في ثوابت الدِّين وتراثِه الفقهيِّ العظيمِ ومؤسَّساتِه الدينيَّةِ الوسطيَّة؛ ولإثارة الفتنِ والشبهاتِ وزعزعةِ استقرارِ المجتمع والإضرارِ بقِيَمِه الثابتةِ والمستقرَّةِ ... ممَّا يدعونا جميعًا للتكاتُّف والتعاون لمواجهة هذا الخطرِ المُحْدِق.
 
(6) أثبتت الدراساتُ العلميَّةُ الترابطَ المشتركَ بين الإلحادِ والتطرُّفِ الديني؛ فكلاهما خروجٌ على حدودِ الدين وبدَهيَّاتِ المنطقِ وحقائقِ العلوم الطبيعة؛ ويترتَّبُ على ذلك الإخلالُ بالمنهج العلميِّ، وزعزعةُ الاستقرار المجتمعيِّ، وتقويضُ حركة البناء والعمران.
 
(7)  أسهم مركزُ الأزهرِ العالميُّ للفتوى الإلكترونيَّة منذ تأسيسِه في تحقيق الأمن الفكري للمجتمع من خلال:
 
-  تخصيصِ قسمٍ للفكر والأديان في الفتوى الهاتفيَّة، يُعنَى باستقبال مكالماتِ الجمهور والردِّ هاتفيًّا على كافَّة الأسئلة والاستفسارات المتعلِّقة بجوانب العقيدة، والإلحاد الفقهي.
 
-  إنشاءِ قسمٍ للمتابعة الإلكترونيَّة يقومُ على رصدِ الأفكار الشاذَّة وتحليلِها ورسمِ الخُطَطِ المنهجيَّةِ لمعالجتها وتصحيحها وتحصين المجتمع منها.
 
-  إعدادِ قسمِ البحوثِ والنشرِ لعددٍ من البحوثِ والأوراقِ العلميَّةِ؛ لنقضِ مبادئِ الإلحادِ، وتفنيد شُبهاته.
 
-  إنشاءِ وحدة: «بيانٍ» ضمنَ وَحداتِ قسم معالجة الظواهر؛ وذلك بهدف مواجهةِ الفكرِ الإلحاديِّ واللاديني، وتفنيدِ الشبهات، وتصحيحِ المفاهيم المغلوطة، ودعمِ الاستقرار المجتمعي.
 
-  تدريبِ المُفتِينَ المتخصِّصين في مقاومة الإلحاد الفقهي وتأهيلِهم لردِّ الشُّبهات الإلحاديَّة الفقهيَّة، ومناظرةِ المُدَّعين لها بالحُجَج والبراهين القويَّة المقنعة.
 
-  إطلاقِ عددٍ من البرامج التثقيفيَّةِ والحملات التوعويَّة واللقاءات الجماهيريَّة التي تُعنى برفع المستوى الثقافيِّ التنويريِّ لترسيخ الفهم الحقيقيِّ للدين الحنيفِ بمنهجه المعتدل، ودحضِ شبهات الفكرِ الإلحاديِّ وتفنيد تأويلاتِه الشاذَّة والمنحرفة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق