من ساحة الشعب لكل المصريين.. سيارات «بداية» تنطلق إلى المحافظات لتقديم خدماتها للمواطنين
السبت، 21 سبتمبر 2024 02:08 مأمل غريب
من ساحة الشعب فى العاصمة الإدارية الجديدة، أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضى، إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، التى تعد أحد محاور المشروع القومى المستدام للتنمية البشرية «بداية»، والذى يجسد استراتيجية متكاملة هدفها الأول هو تنمية الإنسان.
واصطفت السيارات التى سيتم من خلالها تقديم الخدمات فى مختلف القطاعات إلى جميع المواطنين فى أنحاء الجمهورية، إيذانا ببدء إتاحة خدماتها للجمهور فى كل المحافظات، حيث تستهدف المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» إتاحة طريق للمواطن المصرى نحو التنمية الذاتية والصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والسلوكية؛ من أجل تقديم مواطن صحيح متعلم ومتمكن وقادر وواع ومثقف للمجتمع.
المبادرة أطلقها رئيس الجمهورية فى مطلع شهر سبتمبر الجارى 2024، وتعد من أهم المبادرات التى تركز على تنمية المواطن المصرى، وتستمر بداية لمدة 100 يوم بمختلف محافظات الجمهورية، كمحور من محاور المشروع القومى المستدام للتنمية البشرية، والذى يهدف إلى العمل على بناء الإنسان فى كل القطاعات المختلفة والتنمية البشرية لكل الأسر المصرية، مع العمل على نشر الوعى الصحى والثقافى للمواطنين، وتعزيز المهارات للإعداد لسوق العمل فى جميع المراحل العمرية ويشمل جميع الفئات العمرية منذ الولادة إلى ما بعد الـ65 عاما.
وتتضمن المبادرة عدة محاور رئيسية، هى «تعزيز الأمن القومى، بناء الإنسان المصرى، تطوير اقتصاد تنافسى، تحقيق الاستقرار السياسى»، كما تركز على تحسين النظام الصحى، وتوفير تعليم أفضل، وتأمين فرص العمل اللائق، وتعزيز الحماية الاجتماعية.
ويتم تنفيذ المبادرة على مرحلتين بالتوالى، الأولى تستهدف إلقاء الضوء على الخدمات التى تقدمها الحكومة بشكل تحفيزى فى مجالات التنمية البشرية المختلفة، من تعليم بمراحله والصحة والعمل والثقافة والرياضة والحماية الاجتماعية، بينما تأتى المرحلة الثانية «المشروع القومى للتنمية البشرية» الذى يخاطب المواطن المصرى فى جميع المراحل العمرية بكل ربوع الجمهورية، عن طريق التكامل بين مكونات وإمكانيات الدولة المصرية لتحقيق محاور التنمية البشرية الرئيسية من خلال برامج موجهة لكل فئة عمرية طبقا لاحتياجاتها.
وتتضمن برامج الأطفال من سن صفر إلى 6 سنوات، الاهتمام بالطفولة المبكرة من حيث التنشئة البدنية والعقلية والنفسية والصحية، بالإضافة إلى إنشاء الحضانات ورياض الأطفال وبناء كوادر العاملين بها، فيما تتضمن برامج الشباب من سن 6 إلى 18 سنة برامج رياضية وصحية وتعليمية وتدريبية لتحسين مهارات الشباب وضمان تجهيزهم لسوق العمل، وكذا البرامج المخصصة للكبار من سن 18 إلى 65 سنة وما فوق، لتشمل برامج تدريبية ورفع القدرات لتأهيل الأفراد لسوق العمل، بالإضافة إلى برامج لدعم كبار السن والمشاركة فى المجتمع.
وعن الخدمات المقدمة من خلال المبادرة، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر، فإنها تتضمن استحداث تقديم عدد من الخدمات التى كانت تقدم بشكل مركزى فى محافظة القاهرة فقط لتمتد إلى عدد من المحافظات الأخرى، وتكثيف الخدمات الطبية بجميع المحافظات من خلال القوافل الطبية والعلاجية والتى تصل إلى 5600 قافلة، وزيادة عدد عمليات قوائم الانتظار فى جميع التخصصات على مستوى الجمهورية، وتقديم 1.2 مليون جلسة علاج كيماوى وإشعاعى، هذا إلى جانب إصدار 980 ألف قرار علاج على نفقة الدولة خلال الـ100 يوم، وتقديم 447 ألف جلسة غسيل كلوى، فضلا عن استحداث تقديم خدمات لكبار السن وذوى الهمم فى المنازل دون مقابل مادى للتيسير على المواطنين، ومن بين هذه الخدمات، خدمة تصديق التوقيعات، وخدمة الكشف وتسليم العلاج لكبار السن «مليون خدمة».
كما تشمل الخدمات مد فترات العمل فى المصالح الحكومية إلى فترات مسائية دون تحميل أو إضافة أى تكلفة زائدة على المواطن، ومنها مكاتب الصحة، وعيادات التأمين الصحى، والشهر العقارى، إلى جانب تجديد الخطاب الدينى ورفع الوعى وإعلاء قيمة المبادئ والأخلاق، بالإضافة إلى عقد ندوات تثقيفية وورش عمل وتثقيف أسرى عن القضية السكانية، وآليات تحسين الخصائص السكانية تصل إلى 47 ألف ندوة.
كما تتضمن الخدمات زيادة عدد مدارس رياض الأطفال على مستوى الجمهورية، وعقد ندوات توعوية وتثقيف بالتعاون بين الوزارات المعنية، وإقامة العديد من مؤتمرات التوظيف، وورش عمل فنية وعملية، إلى جانب تنفيذ دورات تدريبية فى مختلف المجالات لتنمية المهارات، هذا فضلا عن التوسع فى إقامة الأنشطة الطلابية بالمدارس، والرحلات التثقيفية والتاريخية، والعروض المسرحية، وإقامة معارض مستلزمات المدارس والسلع بأسعار مخفضة فى مختلف المحافظات.
اهتمام الدولة بالعنصر البشرى
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، أن مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» تعد تجسيدا لاهتمام الدولة بالعنصر البشرى، كما تأتى إعلانا لبدء عقد اجتماعى جديد يبرز استثمارات الدولة فى مجال التنمية البشرية وبناء الإنسان، كما أنها تسلط الضوء على المزيد من الخدمات وأسلوب تقديمها للمواطنين من خلال تضافر وتعاون مختلف الجهات الحكومية فى وقت واحد وبصورة تكاملية، وهو الأمر الذى يسهم فى رفع العبء الاقتصادى والاجتماعى عن كاهل المواطنين.
ودعا مدبولى، الشعب المصرى، بكل فئاته للتأمل فى اسم المبادرة، مؤكدا أنه لم يأت بالمصادفة؛ حيث إن تكليفات الرئيس تتمحور حول تقديم خدمات ومزايا تشعر المواطن المصرى بأنه يعيش «بداية» جديدة فى شتى مناحى الحياة، موضحا أن نحو 30 جهة تتعاون وتتكامل فيما بينها لتحقيق الهدف الأشمل والأعم، والذى يتمثل فى تغيير واقع ومستقبل المواطن والدولة المصرية إلى الأفضل فى مختلف المجالات، مشيرا إلى أن مرحلة التحضير لإطلاق المبادرة تضمنت إطلاق مبادرة «سفراء التنمية البشرية»، حتى يتمكن الجميع من المشاركة الفاعلة فى مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، كما أشار إلى أن المبادرة تستهدف جميع الفئات العمرية للعمل على بناء وعى الإنسان، وقدراته وإكسابه مختلف المهارات، التى تحتاجها أسواق العمل المحلية والإقليمية والدولية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لوطننا الحبيب.
وأكد رئيس الوزراء، أن الحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ التى تمثل الهوية المصرية الأصيلة هو المسار الذى تنطلق من خلاله مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، داعيا جموع الشعب المصرى العظيم إلى المشاركة فى المبادرة والاستفادة من خدماتها، كما دعا المجتمع المدنى إلى التعاون لتحقيق أهداف هذه المبادرة الوطنية.
من جهته، وجه الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، الشكر للرئيس السيسى، على دعمه الكبير وغير المحدود للمشروع القومى للتنمية البشرية، ومبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، التى تعد أحد محاور المشروع، ما يعكس رؤية القيادة السياسية فى مصر نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل، وأكد أن المشروع القومى للتنمية البشرية يستهدف تكثيف عمل الجهات الحكومية، والجهات الشريكة؛ من أجل تحسين مؤشرات التنمية البشرية واستعادة الشخصية المصرية الحقيقية.
وأكد عبدالغفار، الحرص على أن يشعر المواطن بالمردود الإيجابى فى فترة وجيزة، من خلال التعاون والتنسيق بين جميع أعضاء المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والأمانة الفنية للمجموعة الوزارية والمعنية بالرقابة على تنفيذ أهداف المبادرة وفقا للمستهدفات المحددة، والتى شاركت فى رسم خارطة طريق للمواطن المصرى، نحو التنمية الذاتية والصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والسلوكية، لنقدم للمجتمع مواطنا صحيحا، متعلما، متمكنا، قادرا، واعيا، ومثقفا، على أن يتم كل ذلك دون تحميل المواطن أى أعباء، موضحا أن المشروع يتضمن إطلاق ثلاثة برامج فرعية موجهة لكل فئة عمرية طبقا لاحتياجاتها.
وفى إطار المشاركة الفعالة مع مبادرة «بداية»، أطلقت وزارة العدل، خدمة التصديق على المحررات الرسمية فى 10 مكاتب بمحافظات الإسكندرية والدقهلية والمنوفية والإسماعيلية وجنوب سيناء والبحر الأحمر وأسيوط وقنا والأقصر وأسوان، للتيسير على المواطنين، ورفع عناء انتقالهم إلى المقر المركزى الوحيد فى القاهرة، للحصول على هذه الخدمة، وكذلك تدريب 40 مستشارا وإداريا على أعمال التصديق على المُحررات، والذى كان يترتب عليه تحمل المواطنين جهد ونفقات السفر للحصول على هذه الخدمة، إلى جانب تجهيز مقرات للمكاتب داخل المحاكم الابتدائية فى المحافظات المذكورة، فضلا عن صك الأختام اللازمة لتفعيل الخدمة من مصلحة الدمغة والموازين، كما أنه جار استحداث 10 مقرات جديدة فى محافظات أخرى.
وأكد عدد كبير من السياسيين والحزبيين، أن مبادرة «بداية» تمثل خطوة جادة وحاسمة نحو بناء الفرد الواعى المنتج والمجتمع القوى المتماسك، وتمثل ترجمة واقعية وفعالة للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، كونها تدعم بشكل كبير محورى «الحقوق الاجتماعية والاقتصادية» ومحور «الفئات الخاصة».