حملات توعية والإجابة على الأسئلة.. طريق المؤسسات الدينية لمواجهة الإلحاد

السبت، 21 سبتمبر 2024 11:49 ص
حملات توعية والإجابة على الأسئلة.. طريق المؤسسات الدينية لمواجهة الإلحاد
منال القاضي

تسعى المؤسسات الدينية لمواجهة ظاهرة الإلحاد بنشر القوافل الدعوية بالمحافظات وفى جميع أماكن تجمعات الشباب بالنوادى والمدارس والجامعات، حيث أصبحث تلك الأفكار الشاذة المتمثلة في الإلحاد تهدد المجتمعات وبخاصة فئة الشباب، وكلما ازداد الترويج لها، أصبحت المؤسسات الدينية تحمل على عاتقها مهمة مواجهتها.
 
وعلى رأس المؤسسات الدينية المهتمة بمكافحة ظاهرة الإلحاد بنشر حملات التوعية للحد منها التعرف على مخاطرها، هي مؤسسة الأزهر الشريف، حيث تحدث فضلية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، كثيراً سواء من خلال لقاءاته التليفزيونية على مدار شهر رمضان من كل عام، أو خلال مؤتمرات الصحفية المحلية والدولية على تعريف الإلحاد وكيفية مكافحة انتشاره.
 
ويرى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن الإلحاد هو الانحراف عن الحق إلى الباطل، وعن الهدى إلى الضلال، وعن الاستقامة إلى الإعوجاج، وعن الأديان إلى الشرك والكفر والمادية، مضيفاً فى حديث تليفزيونى سابق أن الإلحاد تقليد لموضات غربية، وكثير من الشباب أصبح لا يتورع عن إعلان إلحاده، وبعضُهم يتباهى به، وفى اعترافهم بهذا الهوس إدانة لهم، ودليل على جهلهم بالمعنى الحقيقى لكلمة الإلحاد".

أسباب انتشار الالحاد 
 
قال شيخ الأزهر إن الإلحاد قبل القرن الـ18 كان إلحادا فرديا، لكن بعد ذلك نشأ الإلحاد الفكرى المنظم الممنهج نتيجة لظروف كثيرة أهمها انحراف رجال الدين فى ذلك الوقت، وتقديم الدين على أنه سلطة مطلقة، وإلزام العلماء أن يخضعوا للنصوص المقدسة، وبالتالى ظهرت تفسيرات علمية تخالف نصوص الكتاب المقدس، جعلت الناس يديرون ظهورهم للدين ثم شيئا فشيئا يكذبونه ويلجئون إلى العلم، وأصبحت المؤسسات الدينية تساند القصور والحكام والإقطاع ضد الجموع البائسة والفقيرة، إضافة إلى أن ظهور العلم فى القرن الثامن عشر وتفسير العلماء للظواهر الكونية تفسيرًا علميا.
 
وأصدر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، توصيات البيان الختامي للملتقى، والذي انعقد تحت عنوان «الفتوى ودورها في مواجهة الإلحاد»، بحضور ومشاركة الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والمشرف العام على مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية.
 
توصيات الملتقى
وجاءت مخرجات وتوصيات الملتقى كالتالي:
 
أولا: المخرجات:
 
١- لم يعد مفهوم الإلحاد قاصرا على الفكرة العدمية التي أساسها إنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى، وأن الصدفة هي مصدر الخلق، وكون المادة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في الوقت ذاته؛ بل تعداه إلى المعنى الواسع الذي يشمل الطعن في مبادئ الدين وتشريعاته، أو نقض ضروراته ومقاصده.
 
 
٢- أيدولوجية الإلحاد تنبني على قناعة فاسدة، وهي: تناقض العلوم الطبيعية مع الدين وتشريعاته، ويحاول الملاحدة استخدام بعض الوسـائل البحثيـة الحديثـة، ومنـاهج البحـث العلمـي المعاصـرة للترويج لهذه القناعة، مـــع ادعـــائهم تأييـــد الحقـــائق العلميـــة (من وجهة نظرهم) لأفكـــارهم ومبادئـهم؛ لذا جاءت فكرة هذا الملتقى لتؤسس لمنهجية رشيدة في نقض هذه القناعة في ضوء ثوابت الدين وحقائق العلم الحديث، يستهدي بها الباحثون والمتصدرون للفتوى في كل أنحاء العالم.
 
٣- الإلحاد ليس فقط مشكلة دينية عقدية كما يبدو، وإنما يمكن أن يكون مشكلة نفسية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، يؤكد ذلك أغلب الحالات التي وقعت فريسة له، وكثير من الدراسات العلمية والبحوث المتخصصة في هذه العلوم. 
 
 
٤- يحاول الملاحدة –عبثا- إثبات تعارض العقل مع الشرع، بهدف التشكيك في الأحكام والتشريعات الدينية الثابتة والمستقرة، وهذه مغالطة عقلية ومنطقية؛ لثبوت واستقرار الأحكام والتشريعات الدينية من لدن حكيم خبير، ولا يمكننا اعتبار العقول والأفهام المتغيرة والمتباينة ميزانا دقيقا لهذه الأحكام والتشريعات.
 
٥- اتضح لنا أن الملاحدة - لقلة حيلتهم وضعف حجتهم- يستغلون الاختلاف المعتبر حول الفروع الفقهية التي يتغير الحكم فيها بتغير الزمان والمكان؛ للطعن في ثوابت الدين وتراثه الفقهي العظيم ومؤسساته الدينية الوسطية؛ ولإثارة الفتن والشبهات وزعزعة استقرار المجتمع والإضرار بقيمة الثابتة والمستقرة، ما يدعونا جميعا للتكاتف والتعاون لمواجهة هذا الخطر المحدق.
 
٦- أثبتت الدراسات العلمية الترابط المشترك بين الإلحاد والتطرف الديني؛ فكلاهما خروج على حدود الدين وبديهيات المنطق وحقائق العلوم الطبيعة؛ ويترتب على ذلك الإخلال بالمنهج العلمي، وزعزعة الاستقرار المجتمعي، وتقويض حركة البناء والعمران.

إسهامات مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

٧- أسهم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية منذ تأسيسه في تحقيق الأمن الفكري للمجتمع من خلال:
 
- تخصيص قسم للفكر والأديان في الفتوى الهاتفية، يعنى باستقبال مكالمات الجمهور والرد هاتفيا على كافة الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بجوانب العقيدة، والإلحاد الفقهي.
 
- إنشاء قسم للمتابعة الإلكترونية يرصد الأفكار الشاذة وتحليلها ورسم الخطط المنهجية لمعالجتها وتصحيحها وتحصين المجتمع منها.
 
- إعداد قسم البحوث والنشر لعدد من البحوث والأوراق العلمية؛ لنقض مبادئ الإلحاد، وتفنيد شبهاته.
 
- إنشاء وحدة: «بيان» ضمن وحدات قسم معالجة الظواهر؛ وذلك بهدف مواجهة الفكر الإلحادي واللاديني، وتفنيد الشبهات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ودعم الاستقرار المجتمعي.
 
- تدريب المفتين المتخصصين في مقاومة الإلحاد الفقهي وتأهيلهم لرد الشبهات الإلحادية الفقهية، ومناظرة المدعين لها بالحجج والبراهين القوية المقنعة.
 
كما أطلقت وزارة الاوقاف ودار الافتاء قوافل دعوية بالمحافظات في إطار حملة طرق الأبواب 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق