تفجير أجهزة البيجر عملية واسعة بدأت بدراسة طبيعة الاتصالات بلبنان

الجمعة، 20 سبتمبر 2024 03:00 م
تفجير أجهزة البيجر عملية واسعة بدأت بدراسة طبيعة الاتصالات بلبنان

كشف مسؤول بالاستخبارات الأمريكية أن إسرائيل لها يد فى تصنيع أجهزة البيجر التى انفجرت فى لبنان خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن تل أبيب استغرقت 15 عاما للتحضير لتلك العملية.
 
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، أسس عملاء استخبارات إسرائيلية شركات وهمية لتكون واجهة لشركة تصنيع الأجهزة فى المجر، لبيعها إلى حزب الله، وأشار المسؤول إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية CIA ترددت كثيراً فى استخدام هذا التكتيك، نظراً لأن خطر وقوع ضحايا أبرياء عالٍ جدا.
 
وبحسب التقرير، التخطيط لـ تفجيرات البيجر شمل إنشاء شركات وهمية، وطبقات متعددة من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية وعملائهم، كواجهة للشركة التى أنتجت أجهزة البيجر، وبعض ممن ساهموا فى هذه العملية لم يكونوا على دراية بما يقومون به فعلياً. وقالت مصادر، أن شحنة متفجرة زنتها أونصة أو اثنتين زرعت فى الأجهزة، مع وسيلة لتفجيرها عن بعد.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، كان يدفع منذ سنوات لاستخدام البيجر بدلاً من الهواتف الذكية، لأن لها قدرات محدودة فى توصيل البيانات دون الكشف عن موقع صاحبها، أو تسريب أى معلومات، ما راته الاستخبارات الإسرائيلية فرصة فى البيجر، وحتى قبل أن يقرر نصر الله التوسع فى استخدامها، قررت إسرائيل تأسيس شركات وهمية، يمكن أن تتخفى فى شكل واجهة لمنتج عالمى لأجهزة البيجر.
 
وكشف المسؤول أن كل المظاهر كانت تشير إلى أن شركة B.A.C. الاستشارية ومقرها المجر، كانت تملك عقداً لتصنيع الأجهزة نيابة عن الشركة التايوانية جولد أبوللو، ولكنها فى الواقع كانت واجهة إسرائيلية، وقالت المصادر أن شركتين وهميتين أخريين على الأقل، أنشئتا لأجل إخفاء الهوية الحقيقية لمصنعى الأجهزة، وهم ضباط استخبارات إسرائيليين.
 
وبدأت الشركة فى شحن الأجهزة إلى لبنان فى صيف 2022 بأعداد صغيرة، ولكن الإنتاج تصاعد بسرعة بعدما رفض نصر الله استخدام الهواتف وكانت بعض مخاوف نصر الله تعود إلى تقارير من حلفائه تشير إلى أن إسرائيل حصلت على وسائل جديدة لاختراق الهواتف وتنشيط الميكروفونات والكاميرات عن بعد للتجسس على مالكيها.
 
ووفقاً لمسؤولى الاستخبارات، فإن إسرائيل استثمرت ملايين الدولارات فى تطوير هذه التقنية، ووصلت إلى حزب الله وحلفاءه، أنباء بأن الاتصالات الهاتفية وحتى المشفرة لم تعد آمنة ولم يكتفى نصر الله بحظر الهواتف الخلوية من الاجتماعات الخاصة بعناصر حزب الله، ولكنه أمر بألا يتم التواصل عبر الهاتف بشأن تحركات وخطط الحزب أبداً، كما أمرهم بحمل أجهزة البيجر طول الوقت، وفى حالة الحرب، يمكن استخدامها لإبلاغ عناصر الحزب عن أماكن تحركهم.
 
ومن جانبه يقول محمد الصعيدي رئيس التحالف المصري لقمة مصر الدولية للتحول الرقمي والأمن السيبراني، إن عملية تفجير أجهزة اتصالات في لبنان هي عملية نوعية استخباراتية بعد مناوشات بين الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، قائلا: "نقدر نصف العملية أنه هجوم واختراق سيبراني".
 
وأضاف محمد الصعيدي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اليوم"، مع الإعلامية دينا عصمت، على قناة دي ام سي، اليوم الخميس، أنه واضح بكل الأبعاد أن عملية تفجير اجهزة البيجر شاملة مركبة واشتملت على تحليل للمجتمع اللبناني، موضحا أنها عملية منظمة استهدفت كوادر حزب الله.
 
وتابع: "العملية لها أكثر من بعد ويقال أنها شحنة أجهزة جديدة تسلمها حزب الله، وأنا مع فرضية أنها عملية واسعة شاملة وبدأت في البداية من دراسة المجتمع في جنوب لبنان وأسلوب اتصالاته ووارد يكون حصل تلاعب قبل تسليم هذه الشحنة الجديدة من أجهزة البيجر وهذه الاجهزة تعتبر من جيل جديد غير التى استخدمت في وقت سابق".
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق