مفتى الجمهورية يحذر من خطورة الفتاوى الشاذة: الإلحاد يعادي كل الأديان
الجمعة، 20 سبتمبر 2024 02:35 م
قال الدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية، إن الملحدين روجوا لفكرة عبثية التشريعات الدينية، ونظروا إلى الصلاة بوصفها خطابًا للعدم يُضيع الوقت ويُعطل الإنتاج، ونظروا إلى الصيام بوصفه تجويعًا غير مبرر، وعذابًا للإنسان بلا فائدة، وهكذا في سائر التشريعات.
وأضاف "عياد" في تصريحات له، أنهم روجوا لفكرة خبيثة لبابها أن المحرمات في الأنظمة التشريعية ما هي إلا قيود ثقيلة غير مُبررة على حرية الإنسان، لذا يقولون إن تحريم الربا، والخمر، والميسر، والزنا، إنما هو انتهاك لحرية الفرد الخاصة، وغير ذلك كثير مما يروج له هؤلاء للتشكيك في الدين وتشريعاته.
وتابع أنه إذا كنا نؤكد على أهمية الفتوى الصحيحة ودورها في مواجهة الإلحاد، فإننا نُحذر من خطورة الفتاوى الشاذة والهدامة، التي ينتج عنها إما التحلل والإلحاد، أو التطرف والإرهاب، فهذه الفتاوى قد أدت إلى تشويه صورة الدين وأهله في نظر المجتمع، وأوقعت الناس في حيرة وريبة في الأحكام والتشريعات، وهزت ثقة الناس في علماء الشريعة، وزعزعت استقرار المجتمعات، وأضرمت كثيرًا من الفتن والصراعات.
وأردف: "نقصد بالفتاوى الشاذة هنا تلك الفتاوى التي أهملت نصوص الشريعة، أو تأولتها على غير مقاصدها، أو حملتها ما لا تحتمل، أو انطلقت في بنائها على مجرد إرضاء الرغبات والأهواء، واقتفاء الرخص وزلات العلماء، وأغفلت الواقع ومقتضياته، أو تلك الفتاوى المُتشددة، التي تتمسك بظواهر النصوص، أو تحملها على غير مقصود الدين، وهي فتاوى تتعارض طبيعتها وطبيعة الإنسان، بل وطبيعة الدين".
روشتة مواجهة الإلحاد
ووضع مفتي الجمهورية روشتة لمواجهة الإلحاد، كالتالي:
أولًا: يجب على المعنيين بالإفتاء في العالم، تجديد وسائل الخطاب الإفتائي وتطويرها لنقد الخطابات الإلحادية، لتشمل المحتويات الهادفة عبر الوسائل الفنية، كالرواية، والدراما، والسينما، والمسرح، وأن هذه الأدوات نفسها يوظفها الملحدون ببراعة لترويج أفكارهم.
ثانيًا: ضرورة تعاون المؤسسات الدينية والإفتائية في إنشاء كيان علمي بحثي، يضم باحثين في الفقه والفلسفة، وعلمي النفس والاجتماع، وعلوم الطبيعة والحياة، يكون هدفه استقراء أشهر المؤلفات الإلحادية، وتفكيكها وتقديم نقد علمي وموضوعي لها.
الإلحاد يُعادي كل الأديان
ثالثًا: الإلحاد يُعادي كل الأديان، ولذلك أخرجت لنا الثقافة العالمية عددًا كبيرًا من المؤلفات والأبحاث في تعزيز اليقين الديني ونقد الخطابات الإلحادية، ومن ثم فهناك ضرورة لتشكيل فريق من المترجمين البارعين، لنقل هذه المؤلفات إلى المكتبة العربية، ونقل ما أنتجه المفكرون والفلاسفة العرب إلى اللغات الأخرى.
رابعًا: ضرورة تعاون المؤسسات العلمية والدينية والإفتائية، في إعداد برامج تعليمية متخصصة، تضم حزمة من المقررات المناسبة، التي تستهدف تأهيل الأذكياء من الطلاب، والباحثين، والوعاظ، والمفتين، لنقد الخطابات الإلحادية، ومن أهم هذه المُقررات المقترحة، مُقرر لتناول النظريات العلمية الحديثة وأبعادها الدينية والفلسفية، ومُقرر لنقد الأسس الفلسفية، والتاريخية، والنفسية، والاجتماعية للإلحاد.
برامج تأهيلية متخصصة
خامسًا: ضرورة تشكيل المؤسسات الإفتائية لبرامج تأهيلية متخصصة، تستهدف أولئك الذين أصابتهم لوثات الفكر الإلحادي، بتقديم الدعم النفسي والمعرفي لهم، وفق دراسات ومنهجية محكمة.
سادسًا: ضرورة توسع المؤسسات الدينية في إقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل، التي تستهدف تعزيز اليقين، وتشكيل لجان مؤهلة من العلماء والباحثين والوعاظ والمفتين لتوعية الشباب بمغالطات هذا الفكر الهدام.
سابعًا: تتأثر الثقافة الشعبية المعاصرة بالصورة عن المكتوب، ومن ثم فمن الضروري على المؤسسات والهيئات المعنية بنقد الخطابات الإلحادية، التوسع في إعداد المحتويات المرئية، والتقريرات والأفلام الوثائقية، وتسويقها باحترافية عالية عبر وسائل التواصل والإعلام المختلفة.