حصاد السمسم في مصر .. خطوة بخطوة من الزراعة إلى التصنيع

يعد نبات السمسم من أكثر النباتات الزراعية المفيدة لصحة الإنسان فرغم صغر حجمها إلا إنها غنية بالعديد من العناصر الغذائية التي تساهم في الحفاظ على صحة القلب، والجهاز الهضمي، والعظام، وغيرها من أعضاء الجسم المختلفة، فضلا عن إنها ذات قيمة اقتصادية عالية ففي زراعتها لا تحتاج للكثير من الماء والسماد فهو نبات صيفي يحتاج إلى حرارة الشمس القوية و يستغرق فترة نضوج من 110 إلى 120 يومًا، حيث تبدأ زراعته من 15 أبريل وتنتهى فى 30 مايو ، وتشتهر محافظات الوجه القبلي بزراعته بالإضافة إلى بعض المناطق في الدلتا، حيث تعد محافظات المنيا وقنا وأسيوط والفيوم وأسوان وسوهاج من أهم محافظات زراعة السمسم في مصر، ويفضله المزارعون لأنه من المحاصيل قليلة التكلفة لكن لها مردود اقتصادي كبير.

 

ويتم حصاد محصول السمسم بجمع عيدانه وتربيطه على شكل هرمى و يترك معرض للشمس لمدة تتراوح ما بين 20 – 25 يوماً، ثم تنقل الحزم إلى الجرن أو المنشر في أكوام كل منها على شكل هرمي و بحيث تكون قمة النباتات لأعلى ثم تترك حوالي 10 حتى 15 يوم للجفاف مع تغيير وضع النباتات داخل الحزم من الداخل إلي الخارج، و بعد تمام الجفاف تفك الحزم وتقلب الحزم لأسفل وتهز جيدا مع الضرب عليها باليد أو العصي وذلك على مفرش نظيف، ثم تغربل البذور ثم تعبأ في أجولة نظيفة و تنقل إلي مخزن جيد التهوية.

 

ويستخدم محصول السمسم في العديد من الصناعات حيث يدخل صناعة الحلويات والمخبوزات كما يستخدم في صناعة الطحينة والحلاوة الطحينية بالإضافة إلى أنه يستخلص منه زيت السمسم الذي يتمتع بنسبة أحماض دهنية غير مشبعة عالية للغاية كما يدخل في صناعة بعض مستحضرات التجميل، وبعض الوصفات الطبيعية الخاصة بالشعر أو البشرة، وذلك لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية المهمة مثل مضادات الأكسدة وفيتامين ك، والمغنسيوم وغيرها من العناصر الغذائية الهامة، كما يتسم بالطعم اللذيذ الذى لا يقاوم، ولهذا ينصح بتناوله وجعله ضمن مكونات الأطعمة المختلفة التى يتناولها الأطفال وحتى قشور السمسم يتم استخدامها فى صناعة الألياف.

 

قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن السمسم من المحاصيل المربحة خاصة فى الأراضي التي لا تجود فيها المحاصيل التقليدية، وكذلك فى مناطق الاستزراع الجديدة، بالإضافة إلى الأراضي الصفراء الخفيفة و الثقيلة و الأراضي الطميية والطينية جيدة الصرف و لا يجود فى الأراضي الغدقة ورديئة الصرف والملحية.

 

أضاف فهيم أن انتاجية الفدان تصل من 6 أو 8 إردب "الإردب 120 ك" ومصانع الحلوى تتعاقد عليه بسهولة، مشيرًا إلى أنه للحصول على محصول وفير وجودة جيدة لابد من اللعب على زيادة حجم القررون والحبوب وزيادة نسبة الزيت والبروتين.

 

من جانبه قال أحمد إبراهيم المستشار الإعلامى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى إن المحاصيل الزيتية من المحاصيل الاستراتيجية الهامة سواء فى مصر أو دول العالم وذلك لأنها تمثل مصدرًا رئيسيًا للغذاء حيث يستهلكها الإنسان بطرق مختلفة فى الطعام، كما أنها مصدرًا جيدًا للطاقة.

 

ووفقاً لمركز البحوث الزراعية فإن زراعة السمسم فى الأرض الصفراء الخفیفة والثقیلة والطمییة والطینیة جیدة الصرف ولا تصلح زراعته فى الأراضي الملحیة أو القلوية أو سیئة الصرف ويمكن زراعته في الأراضي الرملیة بعد إضافة 10 – 20 متر مكعب من سماد بلدي قديم مع توافر میاه الرى بالمنطقة ويفضل إضافة السماد البلدي للمحصول الشتوى السابق لمحصول السمسم.

 

ويقول المهندس أشرف طه نصير مدير عام الزراعة بالشرقية، إن السمسم من المحاصيل الزيتية الهامة ،والمربحة ذات العائد الاقتصادى والغير مكلف ماديا فى زراعته، مديرية الزراعة تحرص على توفير التقاوى للمزارع ويتم توزيع الأصناف الموصى بها من قبل وزارة الزراعة، منها صنف جيزة 32 وشندويل 3 وتوشكى 1،وأن الصنف المزروع هذا العام هو " شندويل 3" معدل إنتاجية الفدان من المحصول من 4 إلى 5 أردب والأردب يعطى 120 كيلو، موضحا أن أفضل ميعاد لزراعة السمسم فى الفترة من منتصف أبريل حتى نهاية مايو، ويؤدى التبكير أو التأخير عن ذلك إلى انخفاض معدل إنتاج الفدان من البذور، وتجود زراعته فى الأراضى الصفراء الخفيفة والثقيلة و الطينية جيدة الصرف، ويمكن زراعته فى الأراضى الرملية بعد إضافة 15-20 متر مكعب من سماد بلدى قديم مع توافر مياه الرى، توعية المزارع قبل الزراعة بضرورة تجهيز الأرض وتنعيمها والتخلص من الحشائش أثناء الخدمة قبل الزراعة.