انطلاق موكب «الطرق الصوفية» للاحتفال بالمولد النبوي بمشاركة الآلاف
الأحد، 15 سبتمبر 2024 01:26 ممنال القاضي
أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية، برئاسة الدكتور عبد الهادي القصبي، بيانًا صحفيًا أعلن فيه عن تنظيم احتفال كبير اليوم الأحد، سيتم تنظيم موكب حاشد يضم أعضاء المجلس، مشايخ الطرق الصوفية، والمريدين، بحضور الآلاف، حيث سينطلق الموكب من مسجد سيدي صالح الجعفري إلى مسجد سيدنا الحسين. وسيعقب الموكب حفل تقيمه المشيخة بعد صلاة المغرب، بحضور مجموعة من الرموز والقيادات الدينية. صرح بذلك أحمد قنديل، المستشار الإعلامي للمشيخة.
وتنظم المشيخة العامة للطرق الصوفية، موكبا صوفيا في ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الآلاف من رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية ومشايخ الطرق الصوفية والمريدين.
الاحتفال بذكرى المولد النبوي
كما ينطلق الموكب عقب صلاة العصر من مسجد سيدي صالح الجعفري إلى مسجد الحسين ويتخلل عقب الوصول ترديد أناشيد الصلاة المحمدية مجمعة، ومن ثم بدء احتفال المشيخة العامة عقب صلاة المغرب داخل المسجد بحضور لفيف من القيادات الدينية البارزة.
وقد أعلنت الطرق الصوفية أن يأتى ذلك بعد النجاح الكبير في التنظيم والمشاركة، حيث دعت الطرق الصوفية مريديها بالاستعداد لموكب المولد النبوي، والذى ينطلق يوم 12 ربيع الأول، حيث إن الطرق الصوفية لها ثلاثة مواكب كل عام، وهي موكب رأس السنة الهجرية، والمولد النبوي، ورؤية هلال شهر رمضان المبارك.
وأوضحت دار الافتاء خلال اجابتها على سائل يقول "ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي بالأمسيات الدينية؛ بأن يأتوا بقارئ للقرآن من بعد صلاة المغرب أو العشاء ويقرأ القرآن، ثم بعد ذلك يعقبها كلمة من واعظ يعظ الناس، ثم بعد ذلك يختمون برجل يقول التواشيح، فهل هذا الفعل جائزٌ أم لا؟"، فهناك من يقول إنه غير جائز، وهناك من يقول إن هذا الفعل ليس فيه شيء، وأن من يقول إنه بدعة يُضيِّق على العباد ويُحرِّم الحلال وأن الدين يسر وأن هذا من التشدد وعدم الفهم، فأين الحق هل مع الفريق الذي يقول إنه سنة وليس فيه شيء؟ أم مع الفريق الذي يقول إنه بدعة، فقد كثر الكلام في هذا الأمر، مع ذكر الدليل لأن الفريق الذي يقول إنه بدعة يقول إن البدعة ما لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة ولا التابعين ولا القرون الثلاثة المفضلة، فهل هذا القول صحيح، وما القول الراجح مع الدليل؟
الجواب
الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.
فإذا انضمت إلى ذلك المقاصدُ الصالحةُ الأخرى؛ كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا، لأن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد، فكان القول ببدعيته -فضلًا عن القول بتحريمه أو المنع منه- ضربًا من التنطع المذموم؛ لأن البدعة المنهي عنها هي ما أُحدِثَ مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا؛ فهذه بدعة الضلالة، وادِّعاء أن أحدًا من الصحابة لم يحتفل بمولد النبي الكريم صلى الله عليه وآله ليس بصحيح أيضًا؛ لما ورد في السنة النبوية من احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه أحمد والترمذي.