تداعيات المناظرة الأمريكية مع هاريس.. هل خسر ترامب ما جناه بتعثر بايدن؟
الخميس، 12 سبتمبر 2024 04:09 م
بات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 فى وضع غير مريح بعد المناظرة الرئاسية التى أجراها أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس يوم الأربعاء، والتى تمكنت فيها نائبة الرئيس من استفزاز ترامب، وكان أدائها بإجماع الآراء، حتى بين الجمهوريين أنفسهم، أقوى من ترامب.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن ترامب خرج من المناظرة الصعبة وهو يتطلع لاستعادة موطأ قدم له خلال 55 يوما فقط متبقية جتى يوم الانتخاب، بينما تستعد ألاباما وبعض الولايات الأخرى لإجراء التصويت المبكر.
وأشارت الوكالة إلى أن ترامب، وقبل أقل من ثلاثة أشهر، نزل من منصة المناظرة فى أتلانتا بعد أن شاهد الرئيس جو بايدن يقدم أداءً غير متماسك دفع الأخير لإنهاء مساعى إعادة انتخابه وتأييد نائبته هاريس. وبحلول الأربعاء، كان ترامب فى موقف دفاعى بعد أن سيطرت هاريس على جزء كبير من المناظرة، واستدرجت الرئيس السابق مرارا وتكرارا إلى إجابات مضطربة مليئة بالمبالغات والأكاذيب.
وقد ترك الأداء العديد من الجمهوريين يتدافعون لتحليل أداء هاريس والإصرار على أن ترامب لا يزال لديه الوقت لإعادة التركيز على الاقتصاد والهجرة وغيرها من القضايا التى يمكن أن تؤثر على الناخبين المنقسمين بشدة.
وقالت السيناتور الجمهورية شيلى مور، التى انتقدت نهج ترامب، إنها تعتقد أنه كان من الممكن تسليط الضوء على مدى التناقض بشأن ما فعلته سياسات هاريس على مدار السنوات الثلاث والنصف الماضية.
وبعد المناظرة، طرحت حملة هاريس على الفور فكرة مناظرة ثانية. واقترحت فوكس نيوز إجراء مناظرة أخرى فى أكتوبر بمديرين أشار ترامب إلى أنه لا يفضلهم. وقال ترامب عبر منصة تروث سوشيال إنه لا حاجة لجولة ثانية، لأنها، أى هاريس، هزمت بشدة.
لكن لا يبدو أن وضع هاريس كما يقول منافسها. فإلى جانب أدائها القوى خلال المناظرة، حظت نائبة الرئيس بهدية من نجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت التى أعلنت دعمها لهاريس فى الانتخابات، وهى الخطوة التى يمكن أن تجذب الكثير من الناخبين الشباب من محبى سويفت لدعم هاريس.
ورغم ذلك، تقول أسوشيتدبرس إلى أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن المناظرة أحدثت تغييرا كبيرا صوب هاريس بين من شاهدوا المناظرة.
من ناحية أخرى، نقلت مجلة ذا هيل إحباط الجمهوريين وعدم رضاهم عن أداء ترامب. ونقلت عن أحد أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين المؤيد لترامب، والذى رفض ذكر اسمه، إنه يشعر بحزن، وقوله إن هاريس علمت تماما أين تتدخل لتزعجه، إنه أمر مخيب للآمال بشكل عام أن ترامب لم يكن أكثر هدوءا مثل المناظرة الأولى. وأضاف أنه يعتقد أن الطريق أصبح ضيقا للغاية وهذا ليس جيدا.
بينما قال جمهورى آخر بمجلس النواب، رفض ذكر اسمع لمناقشة موضوع حساس، إن الكثير من الجمهوريين أصابهم الإحباط أن ترامب لم يتسطع التركيز على الرسالة طوال المناظرة.
وقال النائب إن هاريس تحدثت إليهم كما لو كانوا أطفالا، لكنها قامت بعمل جيد فى استفزاز ترامب. ورغم أن ترامب محق فى السياسة، إلا أنه لم يستطيع التركيز على الرسالة. وتابع النائب قائلا إن الكثيرين محبطون أنه لم يستطيع مواصلة التركيز او يوجه لكمة. ووصف الأداء بأنه لم يكن جيدا.
قالت صحيفة ذا هيل د ترامب والجمهوريين قاموا بتوجيه أصابع الاتهام إلى أطراف مختلفة بعد أدائه فى المناظرة الرئاسية أمام هاريس، والتى شهدت سقوط المرشح الجمهورى مرارا فى أفخاخ نصبتها له كامالا، وعانى لتوضيح الرسالة التى وضعتها حملته.
ووجه ترامب وحلفاؤه أصابع الاتهام إلى مديرى المناظرة التى استضافتها قناة ABC News واتهموا القناة بإجراء تحقق لردود الرئيس السابق بشكل غير مناسب مقارنة بما فعلوه مع منافسته.
وقال ترامب فى تصريحات لفوكس نيوز مساء الأربعاء إن المناظرة كانت أشبه بثلاثة ضد واحد، فى إشارة، إلى مذيعى ABC اللذين أدارا المناظرة ديفيد موير وليندسى دافيس، واللذين ردا على الفور على بعض ما ذكره ترامب عن الإجهاض والمهاجرين الذين يسيئون إلى الحيوانات الأليفة، وهو ما لم تشهده مناظرته السابقة مع الرئيس جو بايدن فى يونيو الماضى.
إلا أن بعض الجمهوريين حمّلوا مستشارى ترامب المسئولية، وقالوا إن الرئيس السابق لم يكن مستعدا للمواجهة، فى حين قال آخرون إن المرشح الجمهورى نفسه هو الذى فشل فى ربط هاريس بالرئيس بايدن بشكل قوى حتى اللحظات الأخيرة من المناظرة.
وقال كريس كريستى، حاكم ولاية نيوجيرسى السابق، الذى جزءا رئيسيا فى فريقى إعداد مناظرات ترامب عامى 2016 و 2020، إنه من الواضح أن ترامب لم يكن لديه أى شخص يوجهه أثناء التحضير هذه المرة، لأنه خرج هناك وفعل ما أراد مدفوعا بحدسه وغريزته، وهو أنه مرشح غاضب ومظلوم.
ورغم أن ترامب وصف أدائه فى المناظرة بالأفضل له على الإطلاق فى المناظرات، إلا أن الرئيس السابق وآخرين بحثوا سريعا عن آخرين يلقون عليهم باللوم فى معاناته للتركيز على الرسالة المقصودة.