عيد الفلاح الليبرالي

الإثنين، 09 سبتمبر 2024 01:35 م
عيد الفلاح الليبرالي
حسام الدين على

٩ سبتمبر من كل عام نحتفل بعيد الفلاح، وهو عيد استأثرت به قوى اليسار وظن الفلاح أنه لم يكن له حقوق في مصر إلا في عهد سادت فيه الاشتراكية في الخمسينات والستينات، واصبح هناك حتمية لنغيرها.
 
بطبيعة الحال لا يجب أبدا إغفال الدور الحيوي للفلاح في التنمية الزراعية والاقتصادية، هذا الدور يمكن أن يتعاظم كثيرا إذا تناولناه من المنظور الليبرالي.
 
لماذا؟.. لانه يركز على دعم حقوق الفلاحين وزيادة دخلهم وتنمية أرباحهم وتنمية قدراتهم العلمية والفنية، ويرتكز علي دعم القطاع الخاص، وتحقيق الاستدامة الزراعية. 
 
الليبرالية كتوجه فكري تدعو إلى دعم الحرية الفردية والمشاركة الاقتصادية بشكل عام، مما يجعلها منصة قوية ملائمة جدا وأفضل من توجهات فكرية اخرى كالشيوعية والاشتراكية لدعم القطاع الزراعي في مصر وتطويره، ودعم حق الفلاح في الحرية والتنمية لأن الليبرالية تؤمن بأن لكل فرد الحق في الحرية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الفلاح الذي يشكل نواة القطاع الزراعي.
 
من المنظور الليبرالي، يجب أن يكون للفلاح حرية اتخاذ قراراته الزراعية والتجارية بدون تدخلات بيروقراطية تعرقل نشاطاته، لذلك يجب وجود إطارًا قانونيًا يحمي حقوق الفلاحين في الملكية والابتكار، ويدعم مشاركتهم في الأسواق المحلية والعالمية. كما أن دعم حرية الفلاح في اختيار محاصيله وأساليب الزراعة يسهم في تنويع الإنتاج الزراعي وزيادة مرونة القطاع في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية.
 
ولا بأس من وجود خطط قومية لدعم إنتاج محصول بعينه، كأن تدعوا الدوله لزراعة القمح مثلا او الذرة ولكن يجب أن يكون مقابل ذلك سعر عادل ومشجع للفلاح يشجعه علي إنتاجه بعد تغطية تكاليف الانتاج.
 
من المبادئ الأساسية في الفكر الليبرالي هو دور القطاع الخاص كقاطرة للتنمية، لذلك يُعتبر القطاع الخاص شريكًا رئيسيًا في تحسين الإنتاجية الزراعية من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة، وتطوير البنية التحتية، وتوفير الإرشاد الزراعي و التوجيه والتدريب للفلاحين. 
 
كما يُمكن للشراكة بين الفلاحين والقطاع الخاص أن تؤدي إلى تحسين نوعية المنتجات وزيادة العائدات، مما يدفع بالاقتصاد الزراعي نحو المزيد من الانتاجية والتنافسية والابتكار.
 
وبشكل بديهي ترى الليبرالية أن دور القطاع الخاص في الزراعة هي خطوة مهمة نحو تحسين إنتاجية الفدان وتقليل تكاليف الانتاج واستهلاك المياه والأسمدة، وذلك من خلال تبني تقنيات زراعية حديثة مثل الزراعة الدقيقة والري الذكي، واستخدام الأسمدة والمبيدات الصديقة للبيئة، والتي تساعد في تحقيق إنتاجية عالية بتكلفة أقل. 
 
ايضا تشير رؤية الليبرالية الاقتصادية إلى أهمية تقليل الاعتماد على الواردات الزراعية، والتي تكلف مصر مليارات الدولارات سنويا مثل القمح والذرة من خلال دعم الانتاجية المحلية و توجيه الاستثمارات إلى تطوير المحاصيل الاستراتيجية وتحسين السلالات والإنتاجية الزراعية باستخدام الأساليب العلمية الحديثة. على سبيل المثال، تعد مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم، ولكن من خلال الاستصلاح الزراعي وزيادة إنتاجية الفدان، يمكن تقليل هذه الواردات تدريجيًا وحماية الأمن الغذائي.
 
من ناحية أخرى، يُمكن توجية الزراعة بهدف التصدير كوسيلة لجلب العملة الصعبة ودعم الاقتصاد الوطني، حيث يمكن لمصر الاستفادة من ظروفها المناخية المتنوعة في إنتاج محاصيل ذات جودة عالية ومطلوبة في الأسواق العالمية مثل الموالح والعنب والبطاطس، مما يساهم في تعزيز الميزان التجاري وزيادة الصادرات.
 
كما تدعو الليبرالية إلى تطوير وتحسين إنتاجية الفدان عبر استخدام التقنيات الزراعية الحديثة مثل أنظمة الري بالتنقيط، وتطبيق الزراعة الذكية التي تعتمد على البيانات، وتحسين جودة البذور والأسمدة. ويمكن من خلال هذه التقنيات الحديثة تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية، مما يسهم في تحسين دخل الفلاحين وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
 
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوسع في استصلاح الأراضي هو أحد الطرق الأساسية لتعزيز القدرة الإنتاجية الزراعية في مصر. يُعتبر استصلاح الأراضي في المناطق الجديدة مثل مناطق الصحراء الغربية و الدلتا الجديدة خيارًا استراتيجيًا يمكن من خلاله زيادة المساحة المزروعة وتحقيق تنمية زراعية مستدامة.
 
إن تبني سياسات ليبرالية في القطاع الزراعي افضل كثيرا للفلاح لأنه سيمكنه من الاندماج الفعّال في الاقتصاد الوطني والمشاركة في بناء مستقبل أفضل لمصر، مع ضمان حقوقه وتطوير مهاراته لتمكينه من مواجهة التحديات الزراعية والاقتصادية المقبلة.
 
ان تحققت هذه السياسات والتوجهات أثق أن الفلاح سيحب أن يكون ليبراليا.
 
 
المهندس حسام الدين علي. النائب الأول لرئيس كتلة الحوار

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق