وماذا لو سقط نتنياهو؟

السبت، 07 سبتمبر 2024 09:01 م
وماذا لو سقط نتنياهو؟
عصام الشريف يكتب:

مع تنامي حالة الرفض الشعبي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما بعد التعامل العنيف من شرطة الاحتلال مع المتظاهرين، والدعوات لإسقاط حكومة نتنياهو بوصفه المعطل الرئيسي لصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، التي أصبحت أولوية في الشارع الاسرائيلي، يُخيل للبعض أن ثمة جديدا قد يحدث في حال سقوط نتنياهو وأن القضية الفلسطينية قد تأخذ خطوة نحو الأمام.
 
والأكثر خطورة أن البعض ذهب للتعاطف ربما مع هؤلاء المتظاهرين واعتقد خطأ أنهم دعاة سلام حقا، وهو ما يطرح السؤال، ماذا لو سقط نتنياهو وتفككت حكومته، وجاءت من بعده حكومة جديدة وأبرمت صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، هل ستتغير الاستراتيجية الإسرائيلية نحو الفلسطينيين، وهل سنجد هؤلاء المدنيين بعد أن عاد إليهم ذويهم المحتجزين يضغطون على حكومتهم لإقامة دولة فلسطينية ووقف الاستيطان ومخطط إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات؟
 
هنا تتضح الحقائق مع تصور حقبة ما بعد نتنياهو. 
 
أولا- ليس الأمر مرتبط بنتنياهو كما يتصور البعض، فاليمين الإسرائيلي المتشدد لا يختلف كثيرا عن اليسار أو الوسط، فالعقيدة الإسرائيلية واحدة في ثوابتها من الفلسطينيين وإقامة دولتهم على حدود ما قبل ١٩٦٧، ففي النهاية قيام إسرائيل بأحزابها ويمينها ويسارها ووسطها جاء على حساب الشعب الفلسطيني، والأهم أن المناصب السياسية في الدولة الاستيطانية لا تمنح وفق خطة الأمن القومي الإسرائيلي إلا للعسكريين، وجميعهم مجرمو حرب وأيديهم ملوثة بالدماء العربية.
 
ثانيا- هؤلاء المتظاهرون في الشارع الإسرائيلي لا يختلفون كثيرا عن القيادات العسكرية، هم فقط لديهم مصلحة في عودة ذويهم المحتجزين وبمجرد عودتهم، سيتحول الحمل الوديع إلى ذئب غادر، وسيتواصل الاستيطان واقتحام باحات المسجد الأقصى، وسيعود سريعا شعار "العربي الجيد هو العربي الميت" فتلك عقيدة لن تتغير لدى أبناء الصهيونية.
 
كل ما أثق فيه أن الوضع لم يعود إلى ما قبل حقبة ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، فثمة أمور جديدة ستحدث و من رحم المعاناة ستكون هناك ولادة جديدة للعرب والفلسطينيين. هذا وعد الله ولن يخلف الله وعده مهما طال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة