مكاسب سياسية واقتصادية.. نتائج زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا وأثرها على الإقليم

الخميس، 05 سبتمبر 2024 10:15 ص
مكاسب سياسية واقتصادية.. نتائج زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا وأثرها على الإقليم

شهدت العلاقات المصرية التركية تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، وجاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، لتدشن مرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين.
 
هذه الزيارة التاريخية تعكس تحولاً نوعيًا في العلاقات الثنائية، بعد زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة في فبراير 2024، وهي خطوة تساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وفتح آفاق جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي بين مصر وتركيا.
 
التعاون المصري التركي: تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط
صرح الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا تمثل بداية لعهد جديد في العلاقات بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس تمر فيه المنطقة بالعديد من التحديات، خصوصًا مع التصعيد الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، ومحاولات جر المنطقة إلى حرب شاملة. وأشار محسب إلى أن التنسيق بين مصر وتركيا سيكون حاسمًا في استقرار الشرق الأوسط، مؤكدًا أن التعاون بين الدولتين لا يخدم فقط مصالح الشعبين، بل يمتد تأثيره الإيجابي إلى المنطقة بأسرها.
 
وأضاف محسب أن هذه الزيارة تعد تتويجًا لسلسلة من اللقاءات الوزارية التي بدأت في عام 2022، والتي أسست لحوار جاد بين البلدين. كما أكد على أهمية انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، الذي سيعيد هيكلة العلاقات بين القاهرة وأنقرة، ويعمل على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
 
الاقتصاد في صلب المباحثات الثنائية
من جانبه، أشار المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، إلى أن زيارة الرئيس السيسي تمثل فرصة تاريخية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليًا حوالي عشرة مليارات دولار، وهناك طموح لرفع هذا الرقم إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. كما تتيح الزيارة فرصة لدراسة إمكانية استخدام العملات المحلية في التجارة الثنائية، مما يسهم في تخفيف الضغط على الدولار وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في البلدين.
 
وأكد الجندي أن الزيارة ستشهد مباحثات معمقة بين الرئيسين السيسي وأردوغان حول القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في غزة، وتطورات الصراع في الشرق الأوسط، مشددًا على أهمية توقيت الزيارة في ظل المحاولات الإسرائيلية لتوسيع رقعة الصراع.
 
دلالات سياسية واقتصادية هامة
اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي لتركيا تعكس مرونة السياسة الخارجية المصرية، وقدرتها على تجاوز الخلافات من أجل تحقيق المصالح الاستراتيجية للدولة. واعتبر فرحات أن هذه الزيارة تعد فرصة لتعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وقضايا الطاقة، وأزمة اللاجئين. كما أكد أن التنسيق بين مصر وتركيا يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في استقرار المنطقة وحل الأزمات المعقدة التي تواجهها.
 
وأضاف فرحات أن التعاون الاقتصادي سيكون أحد المحاور الرئيسية للمباحثات، حيث يتوقع أن تفتح هذه الزيارة آفاقًا جديدة للتجارة والاستثمار بين البلدين. ومن المرجح أن يتم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات متعددة، مما سيعزز من العلاقات الاقتصادية ويعود بالنفع على شعبي البلدين.
 
رسائل إقليمية ودولية هامة
النائب أحمد إدريس، عضو لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، أكد أن زيارة الرئيس السيسي لأنقرة تحمل عدة رسائل إقليمية ودولية هامة. من أبرز هذه الرسائل هو التزام البلدين بتحقيق الاستقرار في المنطقة والعمل معًا لحل الأزمات الراهنة. وأضاف إدريس أن التحالف المصري التركي قد يصبح قوة إقليمية فعالة، تسهم في إعادة الهدوء والاستقرار إلى الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
 
وأشار إدريس إلى أن الزيارة تهدف أيضًا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، حيث يسعى البلدان إلى زيادة حجم التبادل التجاري ليصل إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، بالإضافة إلى رفع حجم الاستثمارات التركية في مصر لتقترب من خمسة مليارات دولار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة