روابط تاريخية قوية.. محطات شاهدة على علاقات مصر وتركيا
الأربعاء، 04 سبتمبر 2024 02:52 م
العلاقات التاريخية بين مصر وتركيا تمتد لقرون، شهدت خلالها العديد من المحطات المميزة منذ بداية التاريخ الحديث والمعاصر، تجمع البلدين روابط دينية وثقافية وتاريخية قوية، تحدت الجغرافيا والظروف الجيوسياسية وتجاوزت كافة العراقيل.
وتشترك البلدين في تاريخ وجغرافيا تربطهما شراكة أورومتوسطية، حيث تقترب الحدود التركية من دول مثل قبرص واليونان وسوريا، مما شكل خلفية تاريخية مشتركة عبر العديد من المواقف.
العلاقات التاريخية والثقافية بين مصر وتركيا شهدت تطورات على مر القرون بين الشد والتعاون والتبادل الثقافي، فخلال الفترة من (1517 - 1914) كانت هناك شراكة تاريخية، وشهدت مصر تولي الولاه حتى وصول محمد علي لحكم مصر عام 1805.
وبدأ أول سفير تركي عمله في مصر منذ عام 1925 على مستوى قائم بالأعمال حتى عام 1984، وبدأت مصر وتركيا في تبادل السفراء حتى نوفمبر عام 2013. وبدأ الحديث عن عودة العلاقات في 2021 وصولاً إلى زيارة وزير الخارجية السابق سامح شكري إلى تركيا لإعلان التضامن المصرى وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لها إثر الزلازل المدمرة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف في فبراير 2023 وأعقبها في مارس زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة للاتفاق حول سبل عودة العلاقات وصولاً إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتعيين السفراء للبلدين في يوليو 2023.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا محطات لإعادة بناء الثقة، ومؤخرا شهدت تحركات مكثفة استهدفت فى مجملها وضع الأسس والمحددات التى تحكم إعادة بناء العلاقات المصرية التركية، فكانت النتيجة العملية لهذه الجهود إعلان البلدين فى 4 يوليو 2023 عن رفع مستوى علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، مرورًا بمباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى 10 سبتمبر 2023 على هامش قمة مجموعة العشرين فى نيودلهى، ووصولًا إلى زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى القاهرة فى فبراير 2024.
وعقب ذلك حدثت إعلانات تمهيدية من تركيا لاستئناف العلاقات، بدأت بمبادرات تركية تجسدت فى رسائل الحرص على استعادة العلاقات مع مصر، وقد ظهرت أولى هذه البوادر فى مارس 2021 عندما أعلن وزير الخارجية التركى السابق مولود تشاويش أوغلو وجود اتصالات دبلوماسية مع مصر على مستويات وزارة الخارجية. ثم أعقبها خلال الشهر التالى مباشرة موافقة البرلمان التركى بالإجماع على اقتراح بإنشاء مجموعة صداقة برلمانية مع مصر.
ثم عُقدت ما يمكن تسميته "مباحثات استكشافية مصرية تركية" بين الجانبين لتناول وبحث القضايا العالقة والملامح الأساسية لمسار إعادة بناء العلاقات، وقد عقدت أولى هذه الجلسات فى مايو 2021، وبعد نحو أربعة أشهر فى سبتمبر 2021 عُقدت ثانى هذه الجلسات، وصولًا إلى عقد العديد من جلسات التباحث الاستكشافى بين الجانبين حتى اليوم، والتى ناقشت جملة من القضايا المهمة سواء ما يتعلق بالتطورات التى تشهدها المنطقة، أو ما يتعلق بالمصالح المتبادلة وسبل تعزيزها.