التعنت الإسرائيلي وغياب ضغط أمريكا.. احتمالات توسيع دائرة الصراع في المنطقة وتأثيراتها على اوضاع الإقليم

الأحد، 01 سبتمبر 2024 12:39 م
التعنت الإسرائيلي وغياب ضغط أمريكا.. احتمالات توسيع دائرة الصراع في المنطقة وتأثيراتها على اوضاع الإقليم
محمد الشرقاوي

تجسدت المعضلة الرئيسية التي برزت في منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر الماضية، وخاصة منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة، في غياب الحلول الفعالة، نتيجة عدة عوامل، أبرزها التعنت الإسرائيلي وإصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إطالة أمد الحرب لضمان بقائه في السلطة.
 
وواجهت بعض دول الإقليم هشاشة أدت إلى تورطها بشكل أكبر في الصراع، مما وسع رقعة الحرب جغرافياً لتشمل سوريا ولبنان، وحتى اليمن، مع احتمالية تدخل قوى أخرى كإيران، خاصة بعد اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على أراضيها.
 
وحذرت مصر منذ بداية العدوان على غزة من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، بما قد يتجاوز التأثير الإقليمي ليطال العالم بأسره، خاصة أوروبا والولايات المتحدة.
 
أثرت التداعيات الراهنة بشكل كبير على التجارة العالمية، وتحديداً على قطاعات حيوية مثل الغذاء والطاقة، التي تضررت بفعل الأزمات المتتالية بدءًا من جائحة كورونا مروراً بالصراع في أوكرانيا وحتى العدوان على غزة، وساهمت هذه الأزمات مجتمعة في تعطيل حركة التجارة وسلاسل الإمداد العالمية، مما فاقم من الأوضاع الاقتصادية في الغرب وأحرج الحكومات هناك.
 
وشكل التعنت الإسرائيلي العقبة الأكبر أمام التوصل إلى حل ينهى المعركة أو يحقق هدنة قد تفتح الباب أمام استقرار إقليمي ومفاوضات تؤدي إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية.
 
ورفض نتنياهو أي تسوية، مدعوماً بالتيارات المتطرفة التي تعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة. تجلى ذلك في مواقف وزراء حكومته، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي هدد بالانسحاب من الحكومة وشارك في اقتحام المسجد الأقصى ودعا لبناء كنيس يهودي فيه.
 
وساهم تراجع التأثير الأمريكي على إسرائيل أيضاً في استمرار الأزمة. تحدت حكومة تل أبيب، التي دعمتها واشنطن تاريخياً، حليفتها الكبرى برفضها مطالب وقف إطلاق النار واستهدافها المساعدات الإنسانية.
 
وتجلى هذا التحدي بوضوح في خطاب نتنياهو أمام الكونجرس، حيث قاطع الديمقراطيون الجلسة بينما حضر الجمهوريون بكثافة، دعماً لنتنياهو في مواجهة خصومهم الديمقراطيين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
 
وساعدت هذه العوامل، من التعنت الإسرائيلي وتراجع النفوذ الأمريكي، في اتساع نطاق الصراع ليشمل دولاً أخرى مثل لبنان واليمن وسوريا، مما أدى إلى تفاقم الأزمات ليس فقط في المنطقة بل على مستوى عالمي.
 
وتسببت الأزمات المتلاحقة، من جائحة كورونا إلى الصراع في أوكرانيا، وصولاً إلى العدوان على غزة، في إضعاف الاقتصاد العالمي وقطاعات حيوية مثل الغذاء والطاقة.
 
وبرزت في الدول التي انخرطت في هذا الصراع عوامل داخلية لا تقل أهمية، حيث تنامى دور الجماعات المسلحة على حساب الدولة المركزية، مما زاد من احتمالات اتساع نطاق الحرب واستمرارها، الأمر الذي ينذر بمزيد من الدمار وعدم الاستقرار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق