بعد توصيات الأعلى للإعلام لتوقيت برامج التوك شو والإعلام الرياضى والإعلانات.. خبراء يؤكدون: تحقق ضبط المشهد الإعلامى.. وتعيد المواطن للشاشة.. لكن يبقى التنفيذ

الجمعة، 30 أغسطس 2024 05:05 م
بعد توصيات الأعلى للإعلام لتوقيت برامج التوك شو والإعلام الرياضى والإعلانات.. خبراء يؤكدون: تحقق ضبط المشهد الإعلامى.. وتعيد المواطن للشاشة.. لكن يبقى التنفيذ
أمل غريب

أوصى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، بضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية، وضرورة وجود شراكة بين المؤسسات العامة وكليات ومعاهد الإعلام، للتدريب الميدانى للعاملين فى المجال الإعلامي.
 
وشدد الأعلى للإعلام، على مساعدة وسائل الإعلام الخاصة في أداء مهمتها، بما يساعد بتعزيز رسالة الإعلام الوطني، وضرورة وجود ضوابط وجزاءات قانونية على استخدام الذكاء الاصطناعى بشكل يسيء للرموز، وضرورة ضبط مدد الإعلانات مقابل المواد الدرامية والبرامج، وأن تحصل الإعلانات على تصريح من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قبل عرضها، كذلك ضرورة ضبط وقت البرامج الحوارية بما لا يزيد عن ساعة ونصف، والحد من الآراء الذاتية لمقدمى البرامج.
 
أكد كرم جبر، أن هناك استجابة كبيرة من كافة القنوات الفضائية للتوصيات التى أصدرها المجلس بشأن التنظيم الذاتى للإعلام، موضحا بدء تطبيق القرار يوم السبت المقبل، خاصة بعد توافق كافة الأطراف المشاركة في المبادرة على تلك التوصيات، مشددا على أن الهدف من ضبط وقت برامج "التوك شو"، هو إعطاء المزيد من التنوع وإتاحة مساحات لبرامج أخرى، والذي سيؤثر بدوره إيجابياً في حصيلة الإعلانات للقنوات.
 
وعلى الجانب الأخر، أشاد عدد كبير من الإعلاميين وأساتذة الإعلام، بالتوصيات الصادرة عن مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام".
 
وقالت الدكتورة منى الحديدى، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة، وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه على مدى جلستى نقاش اتسم بمشاركة عدد من صناع الإعلام التليفزيونى الرسمى والخاص والصحفى، وقيادات إعلامية وأساتذة إعلام، وبتعدد وجهات النظر، تمت مناقشة الملفات الثلاث المطروحة "الاستخدام الإعلانى لوسائل الإعلام التقليدية والرقمية، وبرامج التوك شو، والإعلام الرياضى".
 
وأوضحت الحديدي، أن النقاش تطرق إلى استخدام تكنولوجيا الإعلام، خاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعى وأهمية صدور قانون المعلومات، وانتهت الجلستان إلى اتفاق الرأى على أهمية مراعاة المنافسة التى يواجهها الإعلام المصرى الوطنى الرسمى والخاص التقليدى والرقمي، بما يبرز أهمية الاهتمام بالكيف والكم وبتحقيق الإعلام الهادف، إعلام البناء وبما يتفق مع أخلاقيات الإعلام والإعلان واحترام حقوق الجماهير، موضحة أهمية تحديد مدة برامج الرأى بما يتفق مع الأسس العلمية والمهنية لتلك النوعية من البرامج والمعمول بها فى القنوات العالمية من ساعة إلى ساعة ونصف، وتحديد المساحات الإعلانية فى الخريطة البرامجية وفى الدراما وأماكن القطع الإعلانى، والتميز والتفرقة بين الأخبار والرأى، ووضع معايير لمقدمي البرامج الرياضية وأهمية أن يتسع مجال الإعلام الرياضى ليشمل البرامج ونقل الفعاليات الرياضية فى عديد من الرياضيات، ومراجعة وتنظيم أدوار مقدمى برامج الطهى، ومشاركة كافة الجهات فى تفعيل مواثيق الشرف الإعلامى والإعلانى بما فى ذلك النقابات المهنية، وأن تلتزم القنوات بالكود المهنى والأخلاقى الخاص بها على مستوى المضمون والشكل، ومزيد من التنسيق والتكامل بين المؤسسات الأكاديمية الإعلامية والمؤسسات الإعلامية.
 
فيما قال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إن التوصيات التي صدرت تعتبر خطوة هامة، على الطريق الصحيح لضبط المنظومة الإعلامية -تحديدا- فيما يخص تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد، بالإضافة إلى الحد من مقدمي البرامج والمحاسبة على الأخطاء، والتأكيد على عدم تحويل برامج التوك شو لبث الأفكار الخاصة للمذيعين ومقدمي البرامج، والاستمرار في تدريب مقدمي البرامج الرياضية وفتح مساحات لجميع الرياضات، ووجود شراكة بين كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية، وضروه الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية، والتشديد المستمر على التعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة، والإسراع بصورة قوية لإصدار قانون حرية تداول المعلومات.
 
‎وأكد سعدة، على ضرورة التطوير المستمر للوسائل الإعلامية بشقيها، الأول: البنية التحتية الإعلامية الرقمية، ‎ثانيها: التدريب والتطوير للعنصر البشري العامل في تلك المنظومة ليكون قادرا على التنافسية
الإعلامية الإقليمية والدولية.
 
وأكد أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، أن قرارات المجلس ستساهم في ضبط المشهد الإعلامي، بعد الفوضى المنتشرة ببعض القنوات الفضائية، خاصة أن معظم مقدمي برامج التوك شو، أصبحوا يتحدثون بالساعات في الاقتصاد والسياسة الخارجية، وهو ما تسبب في تسلل الملل إلى المواطن الذي بات يشاهد بعض هذه البرامج أكثر من الضيوف المتخصصين في الملفات المختلفة.
 
وناشد عدلي، الأعلى للإعلام، بمتابعة البرامج وإلزامها بالتوقيتات ونوعية البرامج خاصة التوك شو والرياضة، مطالبا بعقد دورات تدريبية لمقدمي البرامج ليواكبوا تطورات صناعة الإعلام، وطريقة تقديهم وتناولهم للقضايا، خاصة المتعلقة بالأمن القومي ومصالح مصر العليا، وهو ما يجب أن ننتبه له في ظل تحديات كثيرة تواجه مصر، خاصة أن الإعلام جزء أساسي في هذه المعركة، ودوره الوقوف بجوار الدولة وتناقش مواضيع تهم المواطن وتبتعد عن السطحية وحسن اختيار الضيوف.
 
وقال الدكتور حسن عماد مكاوى، العميد الأسبق لإعلام القاهرة، إن التوصيات الصادرة تحقق القانون، والمجلس الأعلى للإعلام لديه 10 أهداف و24 اختصاصا، مشيرا أن التوصيات تأتى فى إطار تفعيل الاختصاصات، ويجب أن يترجم المجلس تلك التوصيات فى شكل ضوابط يمررها لوسائل الإعلام ويرفق بها لائحة جزاءات، مشيرا أنه لا بد أن يكون لدى وسائل الإعلام تلك الضوابط، والبرامج الإخبارية لا يحق أن يتحدث المذيع نصف ساعة بمفرده، ولا يجب أن يعلن رأيه الخاص فى البرنامج الحوارى، ولكنه يجب ترك المجال للضيوف لتقديم الآراء.
 
وأكد الدكتور سامى عبد العزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن التوصيات كلها عظيمة، لكن يبقى التنفيذ، وقال: "ده كان مطلبى من 2015، أن يكون لدينا مؤسسة بشراكة مع مركز تدريب عالمي نأخد منه فن الصناعة التدريبية، وأنا أرى أن هذا المطلب هو المنقذ الوحيد إن أردت أن تطور الأداء الإعلامي، والقنوات الإخبارية ثم قنوات الأطفال ثم الكوميدية، برامج الأطفال محتاجة إعداد من تخصصات علمية تربوية ثقافية نفسية، وإنتاج يتناسب مع طبيعة هذا الجيل الجديد الذى أصبح يشاهد وهو في السادسة من عمره على الموبايل، فنحن نحتاج فريق إعداد خاص لهذا الأمر".
 
وأضاف عبد العزيز: "بخصوص الإعلانات، في كل بلاد العالم هناك حدود زمنية للفواصل الإعلانية، بحيث لا تطغى على المحتوى الإعلامي الذى يتم تقديمه، لأن أوقات المشاهد بيضطر يقلب القناة لأن حتى بقى في تشابه في الإعلانات يعنى مفيش تنوع في الإعلانات، وإنك تحب تشوفه مرتين، لإن الإبداع في الإعلان للأسف محتاج تنافسية".
 
وعن الإعلام الرياضي قال سامي عبد العزيز: "المستوى التعليمي والتأهيلي أبعد ما يكون عما ينبغى أن يكون، وللأسف الشديد بعض مقدمى البرامج الرياضية مظهرهم وذوقهم في ملابسهم لا علاقة له لا بالإعلام بصفة عامة ولا الإعلام الرياضي بصفة خاصة".
 
وأردف: "أنا بقالى 50 سنة بدرس إعلام وأقسم بأنى عندما يتم دعوتى لبرنامج بذاكر له كأنى طالب في الجامعة، والشعار بتاعى هو (الاحتراف هو الذى يصنع الاختلاف)".
 
فيما قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، بإن رامج التوك شو لها شكل تليفزيوني موجود والمفروض يكون في نطاقه الطبيعى، وكان في إشكاليات كثيرة والبرامج بتزيد عن ساعة ونص، وعشان يقدر المجلس يضبط هذه الأمور، رأى وليس من ناحية المدة الزمنية فقط، لكن مطلوب مراجعة لدور مقدم البرنامج وأن يكون البرنامج في مشاركات من المتخصصين والخبراء، وناس لها علاقة بالموضوع الذى سيتم مناقشته، المذيع هنا دوره يقود العملية والحوار بمهارته وكفائته عشان يوصل الاخبار والأحداث بشكل مفصل للجمهور، الذى يشاهده ويقدر يعرض وجهات النظر المختلفة ومن حقه يعبر عن رأيه، ولكن ميبقاش كل البرنامج بيركز على أنه هو بس اللى بيتكلم رأيه وأفكاره هو، ودي ضوابط طرحت من أجل تطوير شكل برامج التوك شو، وحتى أن التخصص مهم والإعداد مهم، بحيث أن الكلام الذى يقال لا يحتوى على مغالطات ومتكونش مشاركة المذيع أكتر من المشاركين الآخرين.
 
وتابعت: "احنا بنطالب بوضع اكواد ومواثيق شرف، والمطلوب يكون في التزام بيها لمصلحة المهنة والمجتمع، والصحفي والإعلامي يكون عنده مسؤوليته الاجتماعية، وبنظم نفسنا من خلال المبادئ والمعايير الأخلاقية والمهنية المتفق عليها في أدائنا المهني ولذلك نقوم برسالتنا الإعلامية بدون اعتداء على حقوق الافراد او المجتمع.
 
وفي نفس السياق، أكد الدكتور حسام النحاس، الخبير الإعلامى، أن لجان المجلس الأعلى للإعلام، لاحظت خلال الفترة الأخيرة، تجاوزات مهنية فى بعض البرامج الحوارية من بعض مقدمى البرامج، وأيضا هناك فوضى كبيرة البرامج الرياضية، وجاءت التوصيات فى محلها وتوقيتها، ولكن نرجو أن تكون ملزمة، بحيث يعاقب من يخالفها طبقا للائحة الجزاءات التى صدرت بمعرفة المجلس الأعلى للإعلام".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة