دينا الحسيني تكتب: «مصر والعراق».. تحالف عربي قوي لدعم فلسطين وإطفاء نيران المنطقة

الثلاثاء، 27 أغسطس 2024 05:05 م
دينا الحسيني تكتب: «مصر والعراق».. تحالف عربي قوي لدعم فلسطين وإطفاء نيران المنطقة
جانب من اللقاء

تدرك مصر البعد التاريخي لثقل العاصمتين العربيتين الوحدويتين عبر التاريخ العربي «القاهرة وبغداد» اللتين شهدتا عاصمة الدولة العربية، كما يدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضاً أن قوة بغداد إضافة إلى قوة القاهرة وقوة القاهرة إضافة إلى كل العرب، ولعل ذلك كان أحد الأسباب التي جعلت الرئيس يحرص على زيارة العاصمة العراقية بغداد في إطار جولاته الخارجية، والتي بدأت في 27 يونيو 2021، وكانت أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاماً، والتي جاءت انعكاساً لقوة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والعراق حكومةً وشعباً.

اليوم استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني"، الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر، على رأس وفد حكومي عراقي رفيع المستوى، وجدد الرئيس السيسي خلال اللقاء على دعم مصر الكامل لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه، وكذا دعمها لجهود تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية به، وتعزيز الروابط بينه وبين محيطه العربي.

توافق الزعيمان على أن الظروف الراهنة تستوجب تكثيف العمل العربي المشترك، على المستويين الثنائي والجماعي، منوهَيْن في هذا الصدد إلى آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، ومؤكدَيْن مواصلة العمل على إنجاح مشروعاتها وتحقيق أهدافها، لتصبح نموذجاً للتعاون العربي والتكامل الإقليمي.

شهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن سبل الخروج بالإقليم من الأزمات الخطيرة التي تعصف به وتهدد استقراره ومقدرات شعوبه، حيث توافقت الآراء بشأن ضرورة التهدئة وخفض التصعيد الإقليمي، وأكد الزعيمان، في هذا السياق، ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط المكثف لإتمام اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بغزة، مشدِدَّيْن على ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع، والتوقف عن التصعيد الإسرائيلي المستمر بالضفة الغربية، مع ضرورة إطلاق مسار سياسي جاد، يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقه، المشروع والعادل، في دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك هو السبيل المستدام لإرساء السلام والأمن والتنمية في المنطقة.

الموقف المصري تجاه دولة العراق ثابتاً على الدوام ولم يتغير، فهو موقف داعم لمساعدة بغداد الخروج من فخ التقسيم بأقل خسائر، والوقوف مره أخرى لبناء الدولة العراقية وتثبيت أركانها ومن ثم المضي قدماً نحو البناء والتنمية، ومن هنا كانت وصية الرئيس السيسي للشعب العراقي خلال  كلمتة بمؤتمر"بغداد للتعاون والشراكة" الذي عقد في أغسطس 2021 حين قال: " حديثى إليكم اليوم وندائى حافظوا على بلدكم، ابنوا وعمروا وتعاونوا، وشاركوا،ابنوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم،عمروا مدنكم ومزارعكم ومصانعكم، وتعانوا من أجل المستقبل، شاركوا في الانتخابات، الانتخابات مسئولية عظيمة في بناء مستقبل الدول".

وصية الرئيس السيسي لشعب العراق حملت بين طياتها تخوفات نجاح المخططات الشيطانية التي لعبت على تقسيم المنطقة العربية والتي كان بداية محاولاتها بإتفاقية سايبيس بيكو 1916 لإقتسام منطقة الهلال الخصيب، ومن بعدها هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى التي أعقبها تقسيم كل الدول التي كانت تحتلها بين دول الحلفاء، وبعد ما يقرب من 9 عقود ظهر مصطلح جديد في منتصف الألفينيات ألا وهو " الشرق الأوسط الجديد" برعاية كوندليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق والتي سعت من خلال هذا المشروع لتقسيم الدول العربية، إلا أن مصر استطاعت رصد هذا المخطط مبكراً والتنبه له والتعامل معه وهو ماعاد على الدولة المصرية بالاستقرارا لتتفادى الوقوع في فخ التقسيم، وهذا ما يخشاه الرئيس السيسي على العراق وشعبه.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة