نفسيون وتربويون: الأنترنت أخطر من المخدرات على المجتمع ويدمر أجيالاً في سنوات بسيطة
السبت، 24 أغسطس 2024 04:19 م
اخترق المنازل وحش كامن يدعى "الانترنت" ما إن استدعاه الطفل على أثر عليه بشكل كامل، هذا التأثير الذي يمكن أن يكون إيجابيًا أحيانًا، وسلبيًا أحيانًا كثيرة وتختلف تأثيراته السلبية باختلاف المحتوى الذي يتعرض له الطفل سواء كان نفسيًا أو سلوكيًا أو صحيًا.
كشفت الدكتورة تقى شرف الدين، أخصائي الطب النفسي جامعة المنوفية، أن الأجهزة الحديثة والشاشات أصبحت تمثل اهتماما للكثير في الوقت الحالي، لكن مع كثرة الاستخدام خاصة على الأطفال أصبحت تشكل خطر كبير، وخصوصًا عند السماح لهم باستخدام الإنترنت لفترات طويلة.
وتابعت في تصريحات صحفية أن التعرض المباشر للشاشات أحد العوامل الرئيسية المسببة لتشتت الانتباه وفرط الحركة وأيضا تسبب التوحد، بالإضافة التعرض لفترات طويلة يعرض الطفل لضعف النظر وعدم القدرة على التركيز، مضيفة أن السماح للأطفال باستخدام الإنترنت دون رقابة يزيد من احتمالية تعرضهم لمشاهد عنف أو مشاهد غير مسموح لهم بمشاهدتها، كما يزيد أيضاً من وقوعهم في قوقعة العالم الإفتراضي، وصعوبات في التواصل والتعلم وتكوين صداقات.
وأوضحت شرف الدين أنه للأسباب السابقة فإنه يجب تقنين فترات التعرض للشاشات وعدم السماح للأطفال بالتصفح على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت خاصة في السن الصغير.
وهذا ما كشفه الدكتور حسين عمر، استشاري الطب النفسي، عن مخاطر إدمان الأطفال للإنترنت، وتهديده للصحة النفسية، حيث وجدت العديد من الدراسات ارتباط الاستخدام المطول للإنترنت بشكل كبير بالأعراض المرتبطة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، كما وجد أن الاستخدام الطويل للإنترنت قد يؤدى أيضًا إلى تقليل وقت راحة الدماغ، وهو أمر مهم بشكل خاص فى أدمغة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات مرتبطة بالانتباه.
وقال عمر في تصريحات تليفزيونية، إن الطفل عندما يجلس ساعات طويلة أمام الشاشات وعلى الإنترنت، يؤثر ذلك بشكل كبير على التعلم العاطفي والاجتماعي لديه، فبدلًا أن يتعامل الطفل مع إنسان لديه مشاعر ولغة وتواصل اجتماعي فيتعامل مع جهاز مثل الصنم ليس به أي روح أو عواطف ومشاعر، وهذا يضر بشكل كبير جدًا النمو العاطفي والنفسي للأطفال.
وأضاف استشاري الطب النفسي أن إدمان الإنترنت يؤدي لمشاكل كثيرة من بينها التوحد وقلة التركيز والغضب والنوم غير المنتظم والتوتر والقلق والاكتئاب وأشياء كثيرة أخرى.
وعلى الجانب الأخر، قالت بثينة رمضان، خبيرة تربوي، إن استخدام الأطفال للانترنت أصبح أمر مفروغ منه وتطور طبيعي لاستخدام الأطفال في السابق لأجهزة التلفزيون مع الفارق الكبير بين طبيعة الجهازين رغم أن المخاوف واحدة.
أوضحت الخبيرة التربوية، في تصريح صحفي أن أجهزة التلفزيون الخطورة منها رغم المخاوف الكبيرة وقتها لم تكن بمثل خطورة استخدام الهواتف الذكية في الوقت الراهن، ذلك لأن في الماضي كان الاستخدام مرهون بمواعيد معينه وبرفقة جميع أفراد الأسرة كما أن المحتوى المقدم معروف بصورة كبيرة مسبقة، على عكس استخدام الهواتف المحمولة المزودة بشبكة انترنت يستطيع الطفل تصفح ما شاء متى شاء.
مؤكدة أن بنسبة ٧٩% يستخدم المراهقين الذين أعمارهم بين ١٥ و٢٤ عامًا الانترنت للتواصل هذا في احصائيات حول استخدام المواطنين للعام الماضي، مقارنة بنسبة بنسبة ٦٥% مقارنة باستخدام نفس الشريحة للانترنت في باقي سكان العالم.
وأضافت رمضان، أنه يمكن معالجة هذا العيب وهو الاستخدام المنفرد للهواتف المحمولة والدخول إلى شبكة الانترنت عن طريق عدد من الضوابط، أولها عدم السماح للأطفال تحديدًا ما هم دون سن الثلاث أو أربع سنوات بتصفح الانترنت وحدهم، وفي حال اضطرت الأم إلى اللجوء لمثل هذه الأدوات لانشغالها فعليها اتباع الإرشادات التالية.
وتقول رمضان، إنه كلما ابتعدت الشاشة التي يشاهد منها الطفل المحتوى الرقمي كلما كانت الأمور أفضل، فالتابلت أفضل من الموبايل، وأجهزة اللاب توب أفضل من التابلت، والشاشة الذكية أفضل منهم جميعًا، فكلما كبرت الشاشة التي يرى منها الطفل المحتوى الرقمي كلما قل تعلقه بها وزاد تحكم الأهل فيها، بالإضافة إلى ضرورة تحديد الأم للمحتوى الذي يراه الطفل، وإذا ما أضطرت إلى تصفح الطفل للانترنت من خلال الهاتف المحمول فعليها تحديدًا المواد التي يراها، وربط هاتف الطفل بهاتف الأم للتعرف على المواد التي يشاهدها الطفل، والبعد تمامًا عن المواقع والمحتويات التي بات معروفًا عنها دس السم في العسل وتقديم محتوى بعيد عن القيم الأسرية.