بين ماض ملىء بالمعارك وحاضر مفعم بالأمل
العلمين الجديدة.. حاضر مصر المبهر ومستقبلها المشرق وقبلة السياح العرب والأجانب
السبت، 24 أغسطس 2024 04:00 مالسعيد حامد
نقلا عن العدد الورقي:
خبراء: المدينة أنجح الأفكار التى نفذت لدعم وتنشيط السياحة خلال الـ 15 سنة الماضية.. ورسالة المهرجان أن العلمين مدينة آمنة
باتت مدينة العلمين الجديدة، قبلة السياح العرب والأجانب، ومزارا سياحيا، تتغنى به دول العالم، فبين ماض ملىء بالمعارك ومخصب بالدماء، وبين حاضر ملىء بالسلام ومخصب بالتنمية، تشق مدينة العلمين طريقها بهدوء ويسر، لتجذب أنظار العالم نحوها، وتطأ أقدام السياح من كل حدب وصوب رمالها التاريخية، حيث الشواطئ الساحرة، والمناخ المعتدل، لتعلن عن ولادة جديدة لمدينة «الألغام»، تحولت فيها «العلمين» بين عشية وضحاها إلى مدينة «الأحلام»، بأبراجها الشامخة، وتناسق تصميمها المعمارى.
وفى شهر مارس من عام 2018، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تدشين المرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة بمحافظة مطروح، لتكون إحدى مدن الجيل الرابع، التى يتم تشييدها على أحدث طراز معمارى، كمدينة متكاملة تعمل طول العام، تتواجد بها جامعات ومدارس ومختلف الخدمات، بجانب الأنشطة السياحية المختلفة، ولتعكس توجه الجمهورية الجديدة، صوب وضع القطاع العمرانى، وتحسين المرافق، وتوفير جودة الحياة فى مجتمعات سكنية حضارية، تناسب شرائح المجتمع.
والعلمين الجديدة مدينة مصرية جديدة من مدن الجيل الرابع فى مصر، تقع فى محافظة مطروح، وتتبع إداريا هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أنشأت بقرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 108 لسنة 2018، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالى 48130.82 فدان، ويبلغ عدد السكان المستهدف حوالى مليونى نسمة، وتولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهيئة المجتمعات العمرانية، إنشاء مرافق المدينة من محطة المياه، والصرف الصحى، وشبكات الكهرباء والطرق والمنشآت والأبراج السكنية، بخلاف المشاريع السكنية الخاصة.
تبدأ حدود مدينة العلمين الجديدة من طريق وادى النطرون إلى الضبعة، وجرى تحويل طريق إسكندرية مطروح الدولى، بداية من الكيلو 93 إلى تقاطع وادى النطرون العلمين، ليكون مدخلا لمدينة العلمين بطول 33 كيلو، تقع العلمين الجديدة داخل الحدود الإدارية لمحافظة مطروح بطول 48 كم من الطريق الساحلى الدولى (مصر)، تنقسم المدينة إلى شريحة سياحية وتاريخية وسكنية. تقع الشريحة السياحية الاستثمارية الأولى على ساحل البحر المتوسط، والشريحة الاستثمارية الثانية جنوب طريق إسكندرية مطروح الدولى، أما الشريحة الثالثة، فهى المنطقة التاريخية والأثرية بمقابر العلمين.
مهرجان «العلمين الجديدة» يجذب أنظار العالم
بعد النجاح الكبير الذى حققته النسخة الأولى من مهرجان العلمين الجديدة، وقدرته على استقطاب نحو مليون سائح، جاءت النسخة الثانية من المهرجان، لتواصل تلك النجاحات، وتتفوق عليها بجذب مليونى سائح حتى الآن؛ فلمدة 50 يوما جذبت فعاليات المهرجان الفنية والرياضية والثقافية والترفيهية، الزائرين من الدول العربية والأجنبية، بجانب إنعاش السياحة الداخلية، بعد أن ظلت حكرا على أصحاب الوحدات السكنية بالقرى المختلفة فقط، كما استقبلت المدينة خلال فعاليات المهرجان سياحا من أوروبا وصربيا وكازاخستان وإيطاليا وبيلاروسيا وسلوفاكيا، إضافة إلى رحلات جوية مباشرة من الرياض إلى مدينة العلمين.
وتعد منطقة الساحل الشمالى، إحدى أهم المناطق السياحية الواعدة، كما يقول شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، الذى أشار إلى وجود ثلاثة مطارات مختلفة، تستقبل الحركة السياحية الوافدة لهذه المنطقة، لافتا إلى أن ما حدث من تطوير للبنية التحتية بمدينة العلمين الجديدة، يبرز حجم استثمارات الدولة، التى تستثمر مشروعا ينمو كل عام، وهناك توجه لمضاعفة الاستثمارات، كاشفا أن الموسم السياحى فى مصر خلال أشهر الصيف يتميز بالتنافسية الكبيرة، خاصة فى ظل طول مدته، وتمتع المقصد السياحى المصرى بشواطئ خلابة.
فيما أشار عمرو القاضى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، إلى أن العلمين، هى مستقبل مصر لمدة 20 سنة مقبلة، فمقومات الساحل الشمالى السياحية، تتفوق على أى مقصد سياحى آخر على البحر المتوسط، ومصر تستطيع أن تقدم منتجا سياحيا متميزا خلال الموسم الصيفى، بجانب السياحة الشتوية فى المقاصد السياحية بالبحر الأحمر، قبل أن يستدرك، ليؤكد أن المدينة بحاجة إلى بناء المزيد من الغرف الفندقية بالساحل الشمالى، بعد أن أصبحت لدى مصر مقومات لجعل الساحل الشمالى مقصدا سياحيا متميزا؛ فهناك 3 مطارات، تستطيع من خلالها الوصول إلى المدينة.
وبحسب «القاضى»، فإن مهرجان العلمين الجديدة هدفه الرئيسى الترويج لمصر، لافتا إلى أن رسالة المهرجان، هى أن العلمين مدينة آمنة، وأن مصر قادرة على تنظيم الحفلات المتنوعة، إضافة إلى الترويج لمدينة العلمين الجديدة، والاستثمارات الموجودة داخلها، وتشجيع المستثمرين، مشيرا إلى أن المهرجان ضم العديد من الفعاليات، التى جذبت السياحة الداخلية والخارجية.
وأوضح رئيس هيئة تنشيط السياحة، أنه قبل ظهور فكرة المهرجان، لم تكن هناك حياة ليلية بالساحل الشمالى، وكان الأمر يقتصر على قضاء الوقت على البحر، ولهذا لم تكن المدينة الجديدة، تستقبل سياحة خارجية، ولكن وجود مهرجان العلمين، واستمرار فعالياته حتى ساعات متأخرة من الليل، جذبا المزيد من السياح، متابعا: «المهرجان هذا العام كان أكبر فى فعالياته وتنوعه مقارنة بالنسخة الأولى، وسيكون أكثر تطورا خلال العام المقبل، وهذا يساهم فى الترويج السياحى لمدينة العلمين».
مدينة مؤهلة لاستقطاب السائحين طوال العام
من جانبه، أكد هشام إدريس، عضو غرفة شركات السياحة، أن مهرجان العلمين الجديدة، حقق نجاحا منقطع النظير فى نسخته الثانية هذا العام؛ بدليل الإقبال الكثيف على حضور الفعاليات، والحفلات الغنائية، إضافة إلى استقطابه السائحين العرب، الذى يمثلون أكثر من 40% من الموجودين بالساحل الشمالى والعلمين، وهذا يعتبر نجاحا كبيرا للمهرجان. وأضاف «إدريس»: «ارتفعت أسعار الإقامة بالغرفة الفندقية، نظرا لزيادة الطلب وقلة الغرف المتاحة، وهذا ساهم فى توفير العملة الأجنبية بشكل كبير وإنعاش الاقتصاد القومى».
وأضاف بدوره، كريم المنباوى، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، أن مهرجان العلمين من أنجح الأفكار، التى نفذت لدعم وتنشيط السياحة بمصر خلال الـ15 سنة الماضية، لأنه وضع الساحل الشمالى على خريطة السياحة العالمية، مشيرا إلى أن العلمين الجديدة مدينة مؤهلة لاستقطاب السائحين والحركة السياحة طوال العام، لافتا إلى أن توافر المطارات التى تخدم المنطقة، سيسهل من زيادة الحركة السياحية الوافدة إليها.
وفى نفس السياق، قال إيهاب الجندى، رئيس لجنة السياحة بالشعبة العامة للمستثمرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أحد المستثمرين بالساحل الشمالى، إن نسبة الإشغالات الفندقية بالساحل الشمالى أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، تصل إلى 100%، وفى باقى أيام الأسبوع، تصل إلى 85%، أما نسبة الإشغالات الفندقية فى الإسكندرية، فتصل إلى 90% خلال الأسبوع كله، وفى مدينة مرسى مطروح، تصل إلى 95%، لافتا إلى أن مهرجان العلمين، هو الذى رفع الإشغالات سواء بالساحل الشمالى أو المحيط القريب؛ فهناك زوار يأتون من الإسكندرية ومطروح، لمشاهدة فعاليات المهرجان.
وأكد رئيس لجنة السياحة بالشعبة العامة للمستثمرين، أن المهرجان ساهم بشكل ضخم فى الترويج السياحى، ليس فقط لمدينة العلمين، ولكن لمنطقة الساحل الشمالى، خاصة مع تنوع فعاليات المهرجان، وإقامة حفلات لنجوم كبار من مصر والوطن العربى، واستمرار فعالياته على مدار الأسبوع، وليس فقط فى أيام الإجازات، كما ساهم المهرجان فى الترويج لمدينة العلمين كوجهة استثمارية، وهو ما ساهم فى جذب المستثمرين، وتوفير العملة الأجنبية، وتوفير فرص عمل.
وأشار الجندى، إلى أن انتهاء امتحانات الثانوية العامة فى 21 يوليو الماضى، وبداية دخول المدارس الأمريكان فى أول سبتمبر، قد أثرا بشكل كبير على الموسم بالساحل الشمالى، لذا قد تنخفض معه الإشغالات الفندقية بداية من شهر سبتمبر، مناشدا وزير التربية والتعليم بضرورة وضع الأمر فى الحسبان العام المقبل، مؤكدا: «انتهاء الامتحانات قبل حلول شهر يوليو يزيد من السياحة الداخلية». وتابع: «مجموعتى الاستثمارية ستطلق مع بداية شهر سبتمبر مبادرة (الساحل مكمل)، وذلك لاستمرار الحركة السياحية الوافدة على الساحل الشمالى»، لافتا إلى أن «هذه المبادرة ستشمل تخفيضات كبيرة فى أسعار الغرف الفندقية، ستصل إلى 70% لجذب المواطنين والسائحين للمنطقة خلال الموسم الشتوى».
وأكمل: «هناك عدد من المجموعات الفندقية بالساحل الشمالى والعلمين الجديدة، سيقدم تخفيضات لاستمرار الجذب السياحى على المنطقة، وخاصة لقصر الموسم هذا العام، نتيجة تأخر امتحانات الثانوية العامة، وبدء الدراسة».