إدمان الإنترنت.. مرض العصر يحاصر الأطفال بجرائم الابتزاز والاستغلال
السبت، 24 أغسطس 2024 02:16 م
علامات تؤكد وقوع الطفل أثيراً للشبكة العنكبوتية، بالفعل أصبح مدمنًا، منها "يتصبب عرقا، غاضب ثائر، مزاجي غير قادر على التحكم في أعصابه، شهيته مضطربة، يلغي تمريناته وحتى صداقاته في سبيل أن يجلس أمام شاشة الكمبيوتر ساعة إضافية، لا يمكنه تحمل ساعة أخرى بدون إنترنت".
ونجد أن لا يعاني الأطفال والمراهقون الذين يستخدمون ويدمنون الإنترنت من هذه الأعراض النفسية سالفة الذكر فقط، بل إنهم قد يصبحوا فريسة للمحتالين والمبتزين، فتشير الأرقام إلى أن نحو 80 % من الأطفال عبر 25 دولة صرحوا بتعرضهم للشعور بخطر الاعتداء الجنسى أو الاستغلال عبر الإنترنت، وأن الأطفال يقضون وقتا أطول على الإنترنت أكثر من أى وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل الطفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية.
وعلى الجانب الأخر، حذرت منظمة اليونسيف في بيناتها الأخيرة من مشكلات ومخاطر الإنترنت على الأطفال بشكل خاص، فالطفل يقع ضحية التنمر، ويصبح معرضًا لخطابات الكراهية والمحتوى غير المناسب والعنيف، و كذلك التعرض لخطر الاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية، فالقيادة السياسية تجعل الطفل في المقام الأول، وبناءه وتربيته وتدعيمه والاستثمار فيه، حسبما يؤكد دوما الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك لبناء الإنسان بشكل جيد، سواء صحياً أو اجتماعياً أو ثقافياً.
الإهمال جريمة لا بد من عقاب الآباء والأمهات عليها
أكد الدكتور عادل سلطان استشاري النفسية بقصر العيني، إن إهمال الأبوين للمتابعة والمراقبة اللصيقة لأطفالهم، خلق مجالاً أمام المبتزين والمجرمين للوصول إلى الأطفال، ووقوع الكثير منهم في فخ الصداقات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمراهقين والأطفال لا بد لهم من مراقبة في تلك المرحلة الحساسة من العمر، موضحاً مخاطر إهمال الآباء متابعة الأطفال بجميع مراحلهم العمرية والتى من بينها افتقاد الطفل شعوره باهتمام أبويه ومتابعته يخلق لديهم شعورا بالفراغ، والبحث عن علاقات سريعة وهمية.
ولفت سلطان في تصريحات صحفية إلى أن افتقاد الرقابة يجعل الطفل متهورًا غير منضبط ولا يمكنه حساب عقاب أفعاله ونتائجه، وأن الاضطرابات النفسية نتيجة الحرمان العاطفي، فالاهتمام والرقابة المتزنة تشعر الطفل بالأمان والاهتمام، فيعاني بعض الأطفال من القلق والكآبة واضطرابات الشخصية نتيجة الإهمال وضعف الرقابة عليهم.
وأوضح أن إهمال الطفل يساوي الحرمان العاطفي أيضا، فيصبح الطفل ضحية سهلة في فخ العلاقات المضطربة مع الآخرين، وعرضة لاضطرابات نفسية عنيفة مثل التوتر والقلق والاكتئاب، ونصح الأبوين بضرورة متابعة الأبناء بشكل متزن معتدل فيه تعاون، دون إجبار أو تخويف، بجانب البعد عن السلبية والتهاون فى تربية الطفل، وكذلك التشدد، والتركيز على الاعتدال، وخلق ثقة بين الطفل وأبيه ليبوح له بأسراره ومكنوناته دون إجبار.
تقليل حدة تعرض الطفل لوسائل التواصل الاجتماعى إلا برقابة
أكدت الدكتورة أمنية رأفت أستاذ طب نفسي الأطفال قصر العيني، أن الصاحب ساحب، وأن صداقات الطفل تتحكم في نفسيته ومزاجه وسماته الشخصية، لافته إلى تأثير تكوين الصداقات عبر الإنترنت على نفسية الطفل، فالشخص مرآة صاحبه، فيتأثر الأطفال ببعضهم البعض كثيراً في مراحل الطفولة، موضحة أن السمات الشخصية للأطفال خاصة في مراحل الطفولة والمراهقة، تتبلور وتظهر من خلال تأثرهم بالأشخاص القريبين لهم، خاصة الأصدقاء.
وتابعت: إن الحالة النفسية والمزاجية وحتى السمات الشخصية للطفل تتأثر بالأصدقاء، خلال المراحل الحياتية الأولى، وذلك لعدم تبلور الشخصية واكتمال سماتها فى هذا العمر المبكر، وهنا يأتى دور الأبوين للعناية والاهتمام والرقابة على الطفل، ومتابعة علاقاته بأصدقائه، ومدى تأثره بهم.
وعن أبرز الأعراض التى تظهر على الطفل مدمن الإنترنت والأجهزة الإلكترونية، والتى يجب على الأبوين ملاحظتها وكشفها مبكرا واللجوء للمختص النفسى للعلاج، فيوضحها تقرير نفسى مطول نشر فى موقع qustodio، مؤكداً على أن إدمان الإنترنت حقيقة واقعة، ولا يمكن إغفالها أو التقليل من هذا النوع من الإدمان:
ومن أبرز هذه الأعراض:
- تجنب الطفل القيام بأية ممارسات أخرى بخلاف الجلوس أمام الشاشات.
- دائما منشغل بحالة الإنترنت وسرعته، ومدى توفره، ولا يبرح المنزل.
- القلق الزائد والاضطراب حال انقطاع الإنترنت.
- تغير سلوكياته تأثرا بما يراه على الشاشات ويلاحظ هذا التغير السلبى الأهل والمحيطون.
- إهمال النظافة والعناية الصحية بنفسه.
- غضب ونوبات عصبية عند خروجه من المنزل أو انقطاع الإنترنت.
- تغير ألفاظ الطفل ومعتقداته فى وقت قصير والوصول إلى تدهور شديد.
- سلبية شديدة تجاه الحياة ودراسته وعلاقته بوالديه.