التأثيرات النفسية لمحتوى الإنترنت على الأطفال.. دراسات عن مواجهة القلق والإدمان السلوكي

الإثنين، 19 أغسطس 2024 02:53 م
التأثيرات النفسية لمحتوى الإنترنت على الأطفال.. دراسات عن مواجهة القلق والإدمان السلوكي
أمل عبد المنعم

العديد من المراهقين الذين يقضون الكثير من الوقت في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، اشتكوا من أنهم لا يستطيعون إيلاء الاهتمام بأشياء أكثر أهمية، مثل الواجبات المنزلية، أو قضاء الوقت مع أحبائهم.

ودراسة جديدة نظرت للأمر بشكلٍ موضوعي، فهي وجدت أنه بالنسبة للمراهقين الذين يُشخصون بإدمان الإنترنت، تعطلت الإشارة بين مناطق الدماغ المهمة للتحكم في الانتباه، والذاكرة العاملة، وكانت نظرت لـ 12 دراسة خاصة بالتصوير العصبي لبضع مئات من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا بين عامي 2013 و2022.

وكتب مؤلفو الدراسة: "أصبح الإدمان السلوكي الناجم عن الاستخدام المفرط للإنترنت مصدرًا للقلق بشكلٍ متزايد منذ العقد الماضي.. وتضمنت معايير التشخيص السريري لإدمان الإنترنت في الدراسات المشمولة التالي: "انشغال الشخص المستمر بالإنترنت، وظهور أعراض الانسحاب عند الابتعاد عن الإنترنت، والتضحية بالعلاقات من أجل الوقت الذي يتم قضائه على الإنترنت على مدى فترة طويلة من الزمن (12 شهرًا مثلاً)".

وقال المؤلف الأول للدراسة ومدير التوعية في مؤسسة "Peninsula Family Service" غير الربحية بسان فرانسيسكو، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، ماكس تشانغ: "إن نمط السلوك هذا يؤدي إلى خلل أو ضيق كبير في حياة الفرد".

ونظرًا للحالة المتغيرة لأدمغة المراهقين مقارنةً بالبالغين، شعر المؤلفون أن فهم تأثيرات إدمان الإنترنت على أدمغة المشاركين المراهقين أمر مهم، وعندما شارك أفراد تم تشخيصهم بإدمان الإنترنت سريريًا في أنشطة تحكمها شبكة الوظائف التنفيذية للدماغ، أي السلوكيات التي تتطلب الانتباه، والتخطيط، وصنع القرار، والتحكم في الدوافع، أظهرت مناطق الدماغ هذه اضطرابًا كبيرًا في قدرتها على العمل معًا، مقارنةً بتلك الموجودة لدى أقرانهم الذين لا يعانون من إدمان الإنترنت.

ويرى مؤلفو الدراسة أن مثل هذه التغييرات في الإشارات قد تشير إلى أن أداء هذه السلوكيات قد يصبح أكثر صعوبة، ما قد يؤثر على تطور الشخص ورفاهيته.

و أفاد عالِم السلوك في معهد الأمن الرقمي والسلوك بجامعة باث، الدكتور ديفيد إليس: "مع أن هذه الورقة تقدم مراجعة منهجية واضحة تشير إلى وجود ارتباطات بين الاتصال الوظيفي في الدماغ وإدمان الإنترنت، إلا أن هناك عددًا من القيود الأساسية التي يجب معرفتها، والتي تعتبر بالغة الأهمية لأي تفسير".

التغلب على إدمان الإنترنت

وأفادت الطبيبة النفسية المتخصصة في الإدمان، والأستاذة المساعدة في الطب النفسي، والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد للطب، الدكتورة سميتا داس، أنّه إذا كان إدمان الإنترنت هو ما تسبب في تعطيل إشارات الدماغ لدى المشاركين، فإن السبب قد يكون مرتبطًا بالمسارات العصبية المرتبطة بالإدمان.

وقال الدكتور تشاغلار يلدريم، وهو أستاذ مشارك في علوم الكمبيوتر في كلية خوري لعلوم الكمبيوتر بجامعة نورث إيسترن ببوسطن، إن أنماط الاتصال الوظيفي في أدمغة المشاركين تتماشى في الواقع مع تلك التي لوحظت لدى من يعانون من إدمان المخدرات.

وأضاف: "على غرار اضطرابات المخدرات والقمار، يعمل إدمان الإنترنت على إعادة توصيل الدماغ، ما يُصعب مقاومة المحفزات المرتبطة بالإنترنت، ومع ذلك، على عكس المقامرة أو تعاطي المخدرات، يعد الإنترنت جزءًا مهمًا من حياتنا، والموازنة بين فوائد ومخاطر الإنترنت مجال بالغ الأهمية للمضي قدمًا في تنمية المراهقين".

وهناك أضرار بالغة قد تصيب طفلك الجالس دون رقابة أمام شاشات الكمبيوتر والموبايل، والتي من بينها أن يعاني الطفل من حالة قلق حاد أو كآبة وحزن، ورغبة في المزيد من العزلة والوحدة، قد يصل الأمر حد إدمان الإنترنت ومواقع التواصل، وفضلا عن اضطرابه النفسي في حال منعه منه، ولا يمكن العيش بدونه من وجهة نظره وشدة تعلقه به، قد يصاب الطفل باضطرابات نوم حادة، مع اضطرابات عاطفية واختلاط مشاعر نتيجة انفصاله عن الواقع أيضا، وغيرها الكثير من المضار النفسية، التأثير المباشر على الصحة العقلية.

وعن أبرز الأعراض التي تظهر على الطفل مدمن الإنترنت والأجهزة الإلكترونية والتي يجب على الأبوين ملاحظتها، وكشفها مبكرا واللجوء للمختص النفسي للعلاج، فيوضحها تقرير نفسي مطول نشر في موقع qustodio، مؤكداً أن إدمان الإنترنت حقيقة واقعة، ولا يمكن إغفالها أو التقليل من هذا النوع من الإدمان، ومن أبرزهذه الأعراض:

- تجنب الطفل للقيام بأية ممارسات أخرى بخلاف الجلوس أمام الشاشات.

- دوما منشغل بحالة الانترنت وسرعته، ومدى توفره، ولا يبرح المنزل.

- القلق الزائد والاضطراب حال انقطاع الإنترنت.

- تغير سلوكياته تأثرا بما يراه على الشاشات ويلاحظ هذا التغير السلبي الأهل والمحيطين.

- إهمال النظافة والعناية الصحية بنفسه.

- غضب ونوبات عصبية عند خروجه من المنزل أو انقطاع الإنترنت.

- تغير ألفاظ الطفل ومعتقداته في وقت قصير إلى تدهور شديد.

- سلبية شديدة تجاه الحياة ودراسته وعلاقته بوالديه.

 

هوس واضطرابات عقلية ونفسية نتيجة إدمان الإنترنت

قضاء الطفل وقته أو معظمه على شاشات الكمبيوتر والموبايل، أمر في غاية الخطورة، لا بد لك من أن تحمى طفلك من تأثيرات الإنترنت السلبية خاصة تلك التي تتعلق بالتأثير على الصحة النفسية والعقلية حسبما أكد تقرير نشر في موقع mydr، مؤكدًا أن قضاء الطفل معظم وقته على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن نوافذ الإنترنت الأخرى يجعله عرضة لمحتوى العنيف، والسلبي، وخطابات الكراهية، فضلاً عن تأثيره المباشر على حالتهم النفسية.

 

وتابع التقرير: إن القلق والاكتئاب واضطرابات الشهية والعنف أحد أهم وأبرز تلك التأثيرات الشهيرة للإنترنت على الطفل، كذلك تؤثر بالسلب على طبيعة روتين الطفل اليومي، فتؤثر سلباً على الواجبات المدرسية وأدائها، فضلاً عن ممارسة الرياضية والنظام الغذائي ككل للطفل، كلها تأثيرات سلبية خطيرة.

 

كذلك يؤثر سلبًا على سلامة الطفل النفسية، فيصيبه الارتباط والتوتر نتيجة المحتوى العنيف والجنسي وخطابات الكراهية المحتمل التعرض لها، كما أنه يؤثر سلبًا على الصحة العقلية للأطفال، فتؤثر على طريقة تفكيرهم وتركيزهم كذلك، كما تزيد لديهم مشاعر العزلة والوحدة، وتشوه الذات والجسم، وكلها آثار سلبية خطيرة لاستخدام الإنترنت خاصة المفرط منه على الطفل الصغير في كل مراحله العمرية.

 

فيما أكد تقرير نشر في موقع sciencedirect أن المحتوى العنيف وغير المناسب الذى قد يتعرض الطفل له على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤثر سلبًا على فكرهوتركيزه وشخصيته، كما تؤثر سلباً على صحة الطفل العاطفية والنفسية، كما تؤثر على تعاملات الطفل في الحياة الواقعية التي تختلف عن عالم الإنترنت فتؤثر على معاييره وسلامته النفسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة