احتجاجات واسعة في فنزويلا.. اتهامات لمادورو بتزوير الانتخابات والولايات المتحدة تدعو الرئيس الفنزويلي إلى التخلي عن منصبه
الإثنين، 19 أغسطس 2024 02:07 م
لازالت الأزمة السياسية التي تعيشها فنزويلا؛ تسيطر على مجريات الأحداث في أمريكا اللاتينية وذلك في أعقاب خروج احتجاجات ضخمة داخل وخارج العاصمة كاراكاس، على خلفية اتهامات الرئيس الفنزويلى ، نيكولاس مادورو ، بتزوير الانتخابات الرئاسية التى جرت 28 يوليو الماضى والتى أعلن فيها فوزه بولاية ثالثة للبلاد فى ظل رفض المعارضة.
وتدعو الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس الفنزويلي إلى التخلي عن منصبه، مؤكدة إنها تدرس حزمة من الإجراءات ضد القادة الأمنيين فى فنزويلا لمعاقبتهم بزعم حملة القمع ضد المتظاهرين المعترضين على فوز مادورو بانتخابات 28 يوليو.
احتجاجات
وخرج آلاف الفنزويليين إلى الشوارع فى مدن مختلفة في أمريكا اللاتينية ومدن أخرى حول العالم "دفاعا عن الحقيقة" وحثوا حكومات البرازيل وكولومبيا والمكسيك على اتخاذ موقف واضح وللضغط على المجلس الانتخابى الوطني، الذى أعلن نيكولاس مادورو رئيسًا مُعاد انتخابه، أعلن النتائج التفصيلية لانتخابات 28 يوليو، والتى فاز بها إدموندو جونزاليس أوروتيا، وفقًا لأغلبية المعارضة.
ومن كندا إلى الأرجنتين، مرورا بإسبانيا وطوكيو وسيدني، جرت المظاهرات فى سياق توتر سياسى كبير، حيث نددت المعارضة بـ "تزوير الانتخابات" فى الانتخابات التى لم يتمكن أغلبية المغتربين من المشاركة فيها بسبب عقبات بيروقراطية أخرى الشكاوى الكبيرة لآلاف الفنزويليين ضد حكومة مادورو.
ودعت المعارضة إلى المسيرات العالمية أكبر تحالف معارض فى فنزويلا، حزب الوحدة الديمقراطية، بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، للمطالبة بحقيقة الفوز فى الانتخابات الرئاسية.
وفى إسبانيا، خرج الآلاف فى ميدان لا بويرتا ديل سول للإعراب عن احتجاجهم على فوز الرئيس مادورو، فى بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، كانت المسيرة ضد نيكولاس مادورو ضخمة.
وفى كولومبيا، قالت آنا أنجيلا جوغو، التى غادرت فنزويلا فى عام 2019 بعد "سلسلة من انقطاعات التيار الكهربائي" التى استمرت عدة أيام متواصلة دون كهرباء وعرّضت العمل الذى تعيل به أسرتها للخطر، أن رغبتها هى العودة العديد من الفنزويليين الثمانية ملايين الذين غادروا البلاد فى السنوات الأخيرة بدافع الأزمة الاقتصادية قبل كل شيء، ولكن أيضًا بسبب معارضة الحكومة الفنزويلية.
وطالب الفنزويليون فى تشيلي، وهم يهتفون "كفى"، بأن يُظهر مادورو جميع سجلات الانتخابات ويترك السلطة.
البرازيل وكولومبيا والمكسيك يطالبون "بممارسة الضغط"
وفى البرازيل وكولومبيا والمكسيك، انتقد الفنزويليون والعديد من المواطنين المحليين، الذين خرجوا فى مسيرة تضامنية، موقف حكومات هذه الدول الثلاث القريبة من مادورو، والتى تبنت مواقف متنوعة ومتغيرة بشأن الأزمة فى فنزويلا، بينما حاولت لتناول الدواء لإيجاد حل سلمى للأزمة.
وشدد الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، الذى كان حزبه من أوائل الأحزاب التى اعترفت بانتصار مادورو، من خطابه فى الأيام الأخيرة على أهمية اعلان النتيجة الحقيقية للانتخابات الرئاسية.
وطرح كل من لولا والرئيس الكولومبى جوستافو بيترو عدة مقترحات، حيث اقترح البرازيلى حلين ــ تشكيل حكومة ائتلافية تضم أعضاء من التشافيزية والمعارضة أو إجراء انتخابات جديدة ــ واقترح الكولومبى تشكيل "جبهة وطنية" كخطوة "انتقالية" نحو "الحل النهائي" إلى الأزمة.
رئيس البرازيل يصف الحكومة بالنظام الاستبدادى
وقال الرئيس البرازيلى، أن فنزويلا تعيش فى ظل نظام مزعج للغاية ذو نزعة استبدادية، وقال لولا "إنها حكومة ذات تحيز استبدادي، لكنها ليست دكتاتورية مثل الكثير من الدكتاتوريات التى نعرفها فى العالم".
وقال لولا لمحطة الإذاعة المحلية "راديو جاوتشا" أن "المعارضة تقول إنه فاز، ويقول مادورو إنه فاز، ولا يمكننى الاعتراف بأن العملية كانت ديمقراطية إلا إذا قدموا الأدلة".
وقال الزعيم اليساري، وهو حليف تاريخى لمادورو فى المنطقة، "أين النتائج؟ لا يمكننى التعرف على الفائز إلا إذا أظهر أن الانتخابات كانت ديمقراطية ونظيفة". لكنه تبنى موقفا أكثر حيادا بشأن الانتخابات.
وأضاف لولا، الذى يقوم بجهود وساطة مع رئيسى كولومبيا جوستافو بيترو والمكسيك مانويل لوبيز أوبرادور: "أعتقد أن هناك العديد من الدول المستعدة لمساعدتنا على العيش بسلام فى أمريكا الجنوبية". إلا أن الأخيرة نأت بنفسها عن العملية فى الأيام الأخيرة.
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الانتخابات، لم تنشر كراكاس حتى الآن المحضر الذى يؤكد حصول مادورو على عدد من الأصوات أكبر من منافسه إدموندو جونزاليس أوروتيا.
تناقضات بشأن نتائج الانتخابات فى فنزويلا
وأعلن المجلس الانتخابى الوطنى فى فنزويلا، الذى يهيمن عليه الموالون للحزب الحاكم، فوز نيكولاس مادورو بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع.
ومع ذلك، على عكس الانتخابات الرئاسية السابقة، لم تنشر الهيئة بيانات مفصلة لدعم ادعائها بأن مادورو حصل على 6.4 مليون صوت، فى حين كان إدموندو جونزاليس، مرشح ائتلاف منصة الموحدين المعارض، سيحصل على 5.3 مليون صوت.
وفى الأيام الأخيرة، أعلنت محكمة العدل العليا، المقربة من التشافيزية، أنها تعد تقرير خبراء حول نتائج الانتخابات.
وعرضت المعارضة، منذ الدقائق الأولى لإغلاق صناديق الاقتراع، السجلات التى تدعى أنها جمعتها فى مراكز الاقتراع والتى تشير إلى فوز جونزاليس بحوالى 70% من الأصوات.
وفاجأ جونزاليس وماريا كورينا ماتشادو الفنزويليين بالكشف عن حصولهم على أكثر من 80% من قوائم الفرز من آلات التصويت الإلكترونية بعد الإغلاق، وهو ما أظهر، حسب رأيهم، انتصارا كبيرا لغونزاليز.
وقال الرئيس البرازيلي، إنه لا يعترف بمادورو كفائز فى الانتخابات، وإن على نظيره أن يدعو إلى تصويت جديد.