المنطقة على حافة الهاوية.. أمريكا غير مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة
الجمعة، 16 أغسطس 2024 01:00 م
بينما تمضي الولايات المتحدة الأمريكية، في تعزيز وجودها الأمني والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، للدفاع عن إسرائيل حال تعرضها لأي هجوم، تبدو إدارة البيت الأبيض غير مستعدة حتى الآن، للضغط على دولة الاحتلال لوقف الحرب في غزة، رغم المفاوضات الجارية الآن بشأن غزة.
وتواصل قوات الاحتلال شن مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90% من السكان. ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.
وقال إدموند غريب، الباحث في الشؤون الدولية، إن الإدارة الأمريكية تحاول الضغط على جميع أطراف الصراع لإجراء مفاوضات والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في هذه المرحلة، موضحًا أن هذا لا يمنع أن الإدارة الأمريكة وسياساتها التي تتبناها لا تزال تدعم إسرائيل حتى الآن.
وأضاف «غريب»، خلال تصريحات لـ «القاهرة الإخبارية»، أن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يُعرقل محاولات التوصل إلى بعض الحلول لتهدئة الأوضاع، عن طريق إضافة شروط جديدة للبقاء في محور فيلادلفيا وتفتيش الفلسطنيين الذين ينتقلون من الجنوب إلى الشمال.
وتابع الخبير الأمني، أن قوات الاحتلال ستبقى داخل غزة، الأمر الذي يشير إلى عدم وجود فرصة حقيقية أو أي جواب شافي لحماس التي وضعت شرطًا مفاده عدم بقاء أي قوات إسرائيلية في غزة، مؤكدًا أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب، وأن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة لممارسة الضغوط عليه.
وواصل الخبير الأمني أن ما يطالب به نتنياهو من شروط هي مجرد مزاعم وأن المحادثات الجارية تحتوي على ملامح الخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي حظيت بدعم وموافقة من مجلس الأمن، مشددً أن الدعم الذي تقدمه واشنطن للحكومة الإسرائيلية والدفاع عنها يُشجع على عملية الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل.
من جانبه، قال الدكتور هايل ودعان الدعجة أستاذ العلوم السياسية والبرلمانية الأردنية السابق، إنّ هناك ضغط دولي وبالداخل الإسرائيلي على رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول صفقة وقف إطلاق النار بغزة.
وأضاف «الدعجة»، خلال تصريحات لـ «القاهرة الإخبارية»، أنه «بالنسبة إلى التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ينطوي على معادلة الفعل ورد الفعل، إذ يحاول الطرفان التأكيد أنه يملك القوة والمبادرة والإمكانية لصد أي هجوم من قبل الطرف الآخر». وتابع: «وبالتالي، فإن العالم يحذر من اتساع نطاق التصعيد وإشعال فتيل الصراع في الإقليم، وهنالك في الداخل الإسرائيلي من يحث الكيان الإسرائيلي على توجيه ضربة إلى حزب الله، وهذه الأمور تندرج في إطار التضليل والخداع، لأن الجيش الإسرائيلي منهج ومرهق ويحتاج إلى إعادة بناء وتنظيم، وهذا شيء قد يستغرق وقتا طويلا».