عاهد بسيسو وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني لـ «صوت الأمة»: مصر أفشلت مخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين.. ودورها مركزى ومحورى فى دعم القضية
السبت، 03 أغسطس 2024 06:00 م محمود علي
- نقلا عن العدد الجديد النسخة الورقية:
- إسرائيل ترتكب حرب إبادة لمحو الهوية والذاكرة والتراث الفلسطينى.. والوضع فى القطاع كارثى
- الاحتلال دمر 80% من البنية التحتية فى غزة و300 ألف وحدة سكنية.. وإعادة الأعمار تحتاج 60 مليار دولار
- الاحتلال دمر 80% من البنية التحتية فى غزة و300 ألف وحدة سكنية.. وإعادة الأعمار تحتاج 60 مليار دولار
الحياة فى غزة، أصبحت مروعة، لا شىء يدعو للاطمئنان بعد نحو 10 أشهر من العدوان الإسرائيلى على القطاع، كل الأزقة والأحياء والشوارع، تستغيث من القصف المتتالى، فما بالك بالإنسان الفلسطينى، الذى يعيش فى مساحة لا تتخطى عدة كيلو مترات، مستهدفة بكل الأسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة، معاناة إنسانية ربما لم يشهدها أحد من قبل، لكن يبقى الأمل حاضرا فى أن تقف هذه الإبادة فى وقت ما، وحتى نصل إلى هذه النقطة لابد أن يرى العالم حجم الدمار، الذى تسببت فيه الهجمة الإسرائيلية الوحشية، فماذا حدث فى القطاع؟ وكيف أصبحت البنية التحتية فى غزة؟ وما تحتاجه فلسطين من أجل إعادة الإعمار؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، كان لـ «صوت الأمة» حوار مع وزير الأشغال والإسكان الفلسطينى، عاهد بسيسو، الذى سلط الضوء على ما يشهده قطاع غزة من تدهور كبير، جراء ما يشهده من عدوان إسرائيلى دام قضى على الأخضر واليابس منذ أكتوبر الماضى، مشيرا إلى التحديات التى تواجه وزارة الإسكان فى إعادة الإعمار، وتحسين ظروف الحياة فى غزة، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى الصامد.
وإلى نص الحوار
< كيف ترى تداعيات الجرائم التى تمارسها إسرائيل ضد غزة؟
- لقد تحرك العالم بجميع مكوناته إلى الشعب الفلسطينى من خلال رؤيته لتداعيات الجرائم، التى مارسها جيش الاحتلال فى غزة من قتل الأطفال والنساء والشيوخ دون أى شفقة أو رداع من الدول، التى تدعى دفاعها عن حقوق الإنسان، وبات للجميع زيف هذه الدول والمنظمات الدولية فى دفاعها عن الإنسانية، لكن صحوة الشعوب فى جميع أنحاء العالم لدعم القضية الفلسطينية، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية، وهمجيتها سيكون له الأثر الأكبر فى نيل الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
<الشعب الفلسطينى فى غزة، يعيش وضعا كارثيا بجميع المقاييس الإنسانية والبيئية والصحية والتعليمية والاجتماعية، مع استمرار الحرب فى القطاع والاعتداءات بالضفة الغربية.. كيف تصف لنا هذا الوضع؟
- شعب غزة يعيش وضعا كارثيا بجمييع المقايس الإنسانية والبنية والصحة، حيث لم تعد هناك أدنى مقومات الحياة من البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحى ومستشفيات ومدارس وجامعات ومبانٍ حكومية وخدماتية، بالإضافة إلى تدمير الطرق، وما يزيد على 300 ألف وحدة سكنية، تم تدميرها بالكامل، وفى المجمل دمرت تضاريس قطاع غزة، واختلفت التضاريس نتيجة كمية القنابل، التى ألقيت عليه، حتى التراث كان له نصيب كبير فى عمليات الدمار بهدف مسح الهوية الفلسطينية. فما تشهده غزة هو حرب إبادة بكل معنى الكلمة، لمحو الهوية والذاكرة والتراث الفلسطينى.
هناك إحصائيات على سبيل المثال، تكشف الدمار الواضح، حيث تضرر أكثر من 80% من المبانى السكنية، و75% من المبانى التجارية، و155 منشأة صحية، و247 مسجد، بالإضافة إلى ثلاث كنائس، و170 منشأة تابعة للأونروا، و200 مقر حكومى، و80% من المدارس، و70% من مرافق الصرف الصحى، و7 جامعات، بالإضافة إلى دمار شبكات الكهرباء والطرق.
<كيف كانت تداعيات العدوان الإسرائيلى على البنية التحتية فى غزة، خاصة نسبة الدمار، الذى حل على القطاع خلال الـ 9 أشهر الماضية؟
- أعمال الدمار فى البنية التحتية بجميع بنودها، يفوق 80% تدمير كلى من كهرباء ومياه صرف صحى وشبكة طرق وزراعة وصناعة.
< يتحدث المسئولون الإٍسرائيليون صراحة عن أحلامهم بتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.. فكيف ترى هذا المخطط الإسرائيلى؟ وكيف يواجه الفلسطينيون هذا المخطط برأيك؟
- الشعب الفلسطينى خاصة فى قطاع غزة، يعى جيدا مخططات العدو الإسرائيلى لعمليات التهجير، ولن يرضخ لها تحت أى تهديد، وكانت لنا تجربة فى 1948، ولن تتكرر، وسيشهد التاريخ، أن مساعدة الأخوة فى مصر، وموقفهم كان له أثر إيجابى، لإفشال تلك المخططات.
< قطاع غزة يحتاج الكثير من المساعدات يوميا فى ظل هذه المعاناة، فبرأيك ما الذى يحتاجه من أجل مواجهة هذا الدمار؟
- وقف العدوان أولا، ووقف النزيف البشرى للحد من هذا الكم الكبير من أعداد الشهداء والجرحى، بعد ذلك لكل حادث حديث، ونحن قادرون بإذن الله وبمساعدة إخواننا فى العالم العربى والإسلامى، أن نعيد بناء غزة، لتكون شاهدا على حق الشعب الفلسطينى فى البقاء، ونيل حقوقه كاملة من خلال إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
< ما هى المدة والتكلفة التى يحتاجها قطاع غزة لإعادة الإعمار؟
- الأرقام بزيادة مستمرة لجميع مكونات البنية التحتية، وجميع التقديرات التى أعلنت من خلال المنظمات الدولية، كانت تعتمد على ضوء الأقمار الصناعية، وعندما تتوقف الحرب، سوف نكون قادرين على حصر الأضرار التى بدأناها فعلا، وفى ظل الظروف الصعبة من خلال أطقم الوزارة، لكن دعنى أقول إن أكثر من ستين مليار دولار كتكلفة تقديرية لإعادة الإعمار، وربما تكون أكثر.
< كيف تقيم وضع السكن ومخيمات الإقامة والإيواء، التى يعيش فيها سكان غزة خلال العدوان، حيث تقول التقارير، إن هناك حوالى مليون و800 ألف فلسطينى الآن بلا مأوى؟
- وضع السكن وتجمعات الإيواء مزر جدا، حيث يتعرض السكان إلى نزوح قصرى لعدة مرات وعدة أماكن، ما أفقد تجمعات الإيواء صلاحيتها، وأصبح النازحون يعتمدون على الجهود الذاتية، لتوفير الحد الأدنى لمقومات سكناهم.
< وما التحركات التى تتخذها الدولة الفلسطينية فى سبيل وقف الحرب وإيواء وإغاثة الفلسطينيين؟
- لقد عملت الحكومة الفلسطينية على وضع الخطط للتدخل فى عمليات الإغاثة والإنعاش المبكر والإيواء والتنسيق مع المنظمات الأممية، ووضعت خطة متكاملة للإغاثة، اعتمدت بشكل أساسى على تدخل الوزارات ذات الاختصاص فى مساعدة شعبنا فى غزة، كذلك مساعدة من إلتجأ إلى جمهورية مصر العربية فى تدبر أموره من تعليم وعلاج، وأمور خدماتية إخرى من خلال التنسيق مع الحكومة المصرية.
< وما تقييمك للدور المصرى لدعم القضية الفلسطينية، ووقف أى مخططات لتصفيتها؟
- الدور المصرى هو مركزى ومحورى فى دعم القضية الفلسطينية على مدار التاريخ، وله كل التقدير من الشعب الفلسطينى، وهو دور داعم ومساند فى جميع القضايا الجوهرية، التى تمس الشعب الفلسطينى.