الهجمات السيبرانية.. رؤية مصر حذرت من سيناريوهات دمار العالم
الثلاثاء، 30 يوليو 2024 03:33 م
تدرك الدولة المصرية تماماً خطورة التطور السريع لأشكال حروب الجيل الرابع والخامس ، وتأثيراتها المضللة للوعي، والتي تستهدف في المقام الأول هز ثقة المواطن في الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، لذا شهدت القاهرة حراكاً قوياً في مجال أمن المعلومات والشبكات، بالتزامن مع الاهتمام الدولي المتزايد بشأن أمن المعلومات، في ظل ما تشهده بعض دول المنطقة من اختراقات أمنية للبنية التحتية والشبكات والمعلومات نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وإدراكاً منها لخطورة هذه التهديدات، فقد أولت الدولة المصرية اهتماماً بالغاً بهذا المجال وسارعت باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات لتنظيم الفضاء الإلكتروني وحماية البيانات وذلك على كافة المستويات حتى تصبح قادرة على التصدي للتحديات والمخاطر العالمية الناجمة عن التهديدات السيبرانية، على النحو الذي يدعم جهود الدولة في بناء مصر الرقمية والتي يتم من خلالها رقمنه الخدمات الحكومية وتبني المعاملات الرقمية.
أثبتت الأيام صواب الرؤية المصرية عندما حذرت مراراً وتكرارا من الهجمات السيبرانية، وحروب الجيل الرابع والجيل الخامس، التي باتت أخطر على المصريين من الإرهاب الذي يستهدف مدنيين وأبرياء ورجال الدولة بقنابل ومتفجرات، وسيارات مفخخة، أو أحزمة ناسفة، ولخطورة هذه الحرب دائماً ما يحذر الرئيس السيسي في كل مناسبة من أضرار هذه الحروب وكيف أنها اتخذت أشكالا غير مألوفة ليتمكن مطلقوها من التسلل إلى العقول والتلاعب بالأفكار، واختلفت أدوات الحرب مؤخرا، وأصبحت حروب الجيل الرابع والخامس من أخطرها، والتي تستهدف تزييف الحقائق، والتخطيط لهدم الدول من خلال ترويج الشائعات بهدف خلق نوع من الإحباط لدى المواطنين والتشكيك فى مؤسساتهم، فانتبهت الدولة لهذه المخاطر من خلال مواجهة الشائعات مواجهة شاملة، وتبنى الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه القضية منذ بداية تولية المسئولية، بل وأولها اهتماما خاص، في 2015 حذر من حروب الجيل الرابع التي تستهدف تفكيك دول المنطقة، وأكد الرئيس أن حرب المعلومات والحرب النفسية تدمر شعوبا ودولا دون أن تضع احتمالات لعودتها مرة أخرى، وطالب وقتها بدراسة ما سماها بحروب الجيل الرابع التي تقوم على إطلاق الشائعات واستخدام وسائل أعلام لإشعال الصراعات الداخلية.
في إبريل 2016 حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءه مع ممثلي المجتمع المصري بقصر الاتحادية من حروب الجيل الرابع والخامس، "واصفها بأنها حروب تحاصر مصر، قائلًا: "في حروب، وكتائب إلكترونية، وقصة كبيرة بتتعمل"، "في 2019 خلال الندوة التثقيفية للاحتفال بيوم الشهيد، قال الرئيس السيسي :"إن السوشيال ميديا عالم خيالي لا يمت للواقع بصلة، وأن المنصات الإلكترونية يديرها مأجورون لإسقاط دول، وأن من يبث المعلومة من وراء الحاسب الآلي شخص مجهول"، محذرا من حروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف تدمير عقول الشباب، التي لا تقل في خطورتها عن حرب الطائرات والدبابات، وأن شائعات "فيسبوك" أخطر من طلقات الرصاص هدفها كسر مفاصل الدولة بالتشكيك في ولاء قيادتها، ولبث الفتن والشائعات والتقليل من حجم الإنجازات.
وفي 2021 خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية أن الحروب الجديدة مثل حروب الجيل الرابع والخامس غير مبنية على التعامل بالسلاح فقط، ولكنها تعتمد على الفهم والوعي، وأن تلك الحروب ليست مبنية على التعامل بالسلاح فقط.