نتنياهو «الكاذب».. كيف ساق عدو السلام الأكاذيب في الكونجرس الأمريكي عن ضحايا غزة؟

الجمعة، 26 يوليو 2024 03:17 م
نتنياهو «الكاذب».. كيف ساق عدو السلام الأكاذيب في الكونجرس الأمريكي عن ضحايا غزة؟
محمد الشرقاوي

تُعد الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة جزءاً من سجل طويل من الأعمال العدائية التي تسببت في معاناة كبيرة للمدنيين الفلسطينيين، من بينها القصف العشوائي للمناطق السكنية، استهداف البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس، واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين.
 
التقارير الإعلامية والحقوقية، خصوصاً الأمريكية، أوردت تفاصيل عديدة عن هذه الانتهاكات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية، مشيرة إلى أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
 
وهذه الأعمال لم تُثر فقط الإدانات الدولية ولكنها أيضاً زادت من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع، مما يجعل حياة سكان غزة أكثر بؤساً ويضعهم في مواجهة تحديات يومية كبيرة.
 
من جهة أخرى، تسعى حكومة نتنياهو بانتظام إلى عرقلة أي جهود تهدف إلى تحقيق تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين. يتبنى نتنياهو نهجاً صارماً يرفض تقديم تنازلات جوهرية، مما يعطل فرص الوصول إلى حل سلمي للصراع.
 
إن ادعاءات نتنياهو بأن المقاومة الفلسطينية تسعى لتشويه سمعة إسرائيل تُستخدم كذريعة لرفض الدخول في مفاوضات جادة، بالإضافة إلى ذلك، فإن سياسات الاستيطان المستمرة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية تعزز من هذه العرقلة، إذ تُعتبر هذه السياسات خرقاً للقانون الدولي وتؤدي إلى تقويض الثقة بين الأطراف المعنية.
 
كل هذه العوامل تساهم في تأجيج الصراع واستمرار دورة العنف، مما يجعل من الصعب تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
 
وفي خطابه الأخير أمام الكونجرس الأمريكي، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من الادعاءات المضللة والتصريحات المتناقضة حول الأحداث في قطاع غزة.
 
وفي محاولته لكسب دعم أكبر من الولايات المتحدة، حاول نتنياهو تصوير الصراع على أنه جزء من حرب أوسع ضد الإرهاب، مما أثار انتقادات من العديد من السياسيين الأمريكيين الذين قاطعوا خطابه، بمن فيهم نائب الرئيس كامالا هاريس.
 
وخلال خطابه، أشار نتنياهو إلى هجوم 7 أكتوبر، واصفاً إياه بأنه يوم سيبقى في التاريخ ويشبه أحداث 11 سبتمبر، لكنه مضاعف عشرين مرة.
 
وعلى الرغم من أن جيشه تمكن من استعادة 7 أسرى عبر عمليات خاصة، تجاهل الحديث عن المجزرة التي أحدثتها قواته في النصيرات والتي أودت بحياة العديد من المدنيين. كما ادعى أن الاحتلال استعاد 130 أسيراً عبر مفاوضات، مما يؤكد أن المقاومة لديها اليد العليا في هذا الصراع.
 
وأشاد نتنياهو بالدعم القوي من الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنه لم يتطرق إلى الانتقادات المتزايدة داخل إسرائيل حول إدارة حكومته للصراع. وقد أثارت تقارير أمريكية عن تورط القوات الأمريكية في عمليات النصيرات مزيداً من الجدل، حيث أدت العملية إلى مقتل ما لا يقل عن 250 فلسطينياً.
 
كما هاجم نتنياهو المتظاهرين ضد عدوانه على قطاع غزة، متهماً إياهم بالوقوف مع "الشر" ومع حركة حماس، وزعم أن إيران تمول هؤلاء المتظاهرين. هذه الاتهامات أثارت السخرية خاصة وأن نتنياهو نفسه متهم بالكذب من قبل العديد من السياسيين والمتظاهرين داخل إسرائيل.
 
وفي خطابه، حاول نتنياهو تصوير المقاومة الفلسطينية وحركة حماس على أنها تسعى لتشويه سمعة إسرائيل لإجبارها على إنهاء الحرب. كما هاجم المحكمة الجنائية الدولية، مدعياً أن قراراتها تستند إلى أكاذيب تهدف إلى تقييد يد إسرائيل ومنعها من الدفاع عن نفسها.
 
وفي محاولة لجذب تأييد الأمريكيين، قال نتنياهو إن حرب إسرائيل هي حرب الولايات المتحدة، وأن "النصر" الإسرائيلي سيكون نصراً للولايات المتحدة أيضاً. كما ادعى أن الجيش الإسرائيلي لا يحمي إسرائيل فحسب، بل يحمي الولايات المتحدة أيضاً. ومع ذلك، تجاهل نتنياهو التقارير الأمنية والعسكرية التي تشير إلى صعوبة تحقيق النصر على حماس.
 
من بين الأهداف الأساسية لزيارته، كان السعي للحصول على مزيد من الذخيرة والأسلحة من الولايات المتحدة، مدعياً أن تسريع المساعدات الأمريكية سيسرع إنهاء الحرب في غزة وتحقيق النصر.
 
فيما يتعلق بمستقبل غزة، دعا نتنياهو إلى إنشاء إدارة مدنية فلسطينية غير معادية لإسرائيل، وأكد على ضرورة الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة لمنع عودة المقاومة. كما تحدث عن رغبته في إنشاء تحالف جديد في الشرق الأوسط كامتداد لاتفاقات أبراهام.
 
في الوقت الذي كان يتفاخر فيه نتنياهو بوجود عائلات أسرى إسرائيليين في الكونجرس، كانت شرطة الكونجرس تعتقل أفراد عائلات ثلاثة أسرى إسرائيليين خلال تظاهرهم ضد نتنياهو أمام مبنى الكابيتول، مما يعكس التناقضات في روايته للأحداث والتوترات الداخلية والخارجية التي تواجهها حكومته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق