مستقبل هدنة غزة.. نتنياهو يماطل في توقيع اتقاق الهدنة ويعقد آماله على عودة ترامب

الثلاثاء، 23 يوليو 2024 12:28 م
مستقبل هدنة غزة.. نتنياهو يماطل في توقيع اتقاق الهدنة ويعقد آماله على عودة ترامب
محمد الشرقاوي

تتعمد إسرائيل نشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، متجاهلة التحذيرات المصرية والعالمية من تداعيات إطالة أمد الحرب على غزة، بالتزامن مع فتح جبهة صراع جديدة في اليمن، مما ينذر بإدخال الإقليم في دوامة من الصراعات وعدم الاستقرار.
 
وحذرت القاهرة مراراً وتكراراً إسرائيل من مخاطر اتساع رقعة الصراع منذ بداية العدوان على غزة، لما لذلك من تداعيات خطيرة، وهو ما حذرت منه مصر، ونبهت إلى أن استمرار العدوان سيؤدي إلى تصاعد العنف في المنطقة، وهو ما حدث بالفعل مع وصول نيران غزة إلى تل أبيب وميناء إيلات.
 
رغم هذه التحذيرات، تجاهل الاحتلال الإسرائيلي كافة الدعوات، متعمداً ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وتحويل غزة إلى منطقة بلا أمان، حيث تتعرض المخيمات والمستشفيات ودور العبادة للقصف المستمر.
 
وتعمل إسرائيل على عرقلة الجهود المصرية والدولية للتوصل إلى هدنة في غزة تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، حيث وضعت شروطاً تعقيدية لعرقلة مسار وجولات التفاوض، مما يعكس رغبتها في استمرار القتال.
 
واستهدفت إسرائيل مرافق حيوية في مدينة الحديدة اليمنية، مثل ميناء الحديدة، بعد رد حوثي على مجازر غزة بقصف ميناء إيلات، مما يعكس تصعيداً عسكرياً خطيراً في المنطقة.
 
وفي الوقت ذاته، تتصاعد الاشتباكات على الحدود اللبنانية الجنوبية بين جيش الاحتلال وحزب الله منذ أكتوبر الماضي. ورغم التحذيرات المصرية، تواصل إسرائيل توسيع رقعة الصراع في المنطقة.
 
أطلقت مصر تحذيرات مستمرة من مخاطر اتساع رقعة الصراع في المنطقة، كان آخر هذه التحذيرات من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه برئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حيث أكد على ضرورة اتخاذ خطوات جدية لمنع اتساع الصراع وأهمية حل الدولتين كإطار لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. كما حذر وزير الخارجية السابق سامح شكري من أن اتساع رقعة الصراع الراهن في البحر الأحمر يعكس رفض إسرائيل للسلام.
 
ودعت مصر كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق إلى فوضى إقليمية. وطالبت الفاعلين الدوليين والإقليميين بالاضطلاع بمسؤولياتهم لإنهاء الحرب في غزة، باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي.
 
في المجمل، تعكس هذه التطورات موقفاً إسرائيلياً متعنتاً يرفض السلام ويسعى لتوسيع دائرة الصراع، مما يهدد استقرار المنطقة بأسرها. مصر، من جانبها، تواصل جهودها الدبلوماسية والتحذيرية لتجنب كارثة إقليمية محتملة.
 
ويتذرع نتنياهو في كل جولات المفاوضات بذرائع مختلفة للتهرب من إتمام الاتفاق واستمرار الحرب رغم أن الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله أقره الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يسعى هو الآخر لإتمام الاتفاق قبل الانتخابات الأميركية.
 
الخبير المصري اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات، أكد في تصريحات صحفية، أن نتنياهو يماطل بالفعل في توقيع اتقاق الهدنة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، كي يتخلص من ضغوط بايدن، مضيفاً رئيس الوزراء لا يرغب بالطبع في أي اتفاق قبل أن يجني ثمار نتائج زيارته لواشنطن، مؤكدا كذلك أنه من الممكن التوصل لاتفاق قبل بدء الانتخابات الأميركية لكنه لن ينهي الحرب تماما إلا إذا حقق كل أهدافه.
 
وقال الخبير المصري إن "نتنياهو ومنذ أن تولى رئاسة الحكومة الحالية في ديسمبر 2022، نجح في تشكيل ائتلاف حكومي قوى ويمكن أن يستمر حتى العام 2026 إن لم تحدث متغيرات داخلية قوية تطيح بالائتلاف، لكن جاءت الحرب الإسرائيلية على غزة التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 لتهز الائتلاف، حيث أثبتت ضعف الإجراءات الإسرائيلية في حماية منطقة "غلاف غزة"، وكشفت فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق كافة الأهداف التي حددها نتنياهو منذ بدء العمليات".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة