غزة «الأرض المحروقة».. سياسة نتنياهو للبقاء في منصبه على جثامين الشهداء الفلسطينيين

الثلاثاء، 23 يوليو 2024 11:24 ص
غزة «الأرض المحروقة».. سياسة نتنياهو للبقاء في منصبه على جثامين الشهداء الفلسطينيين
نتنياهو
محمد الشرقاوي

في ظل تصاعد التوترات، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا كبيرة من الداخل والخارج. يتظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، مطالبين بتبادل الأسرى قبل سفر نتنياهو إلى واشنطن، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستمر في التحدي للأعراف الدولية من خلال تصعيد العنف في غزة، متعهداً بعدم وقف العمليات العسكرية حتى تحقيق النصر، يؤكد نتنياهو عزمه إبلاغ الأمريكيين بذلك.
 
من جهة أخرى، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ غارات وقصف مدفعي على مختلف أنحاء غزة، مما أسفر عن مجازر دموية ووضع إنساني كارثي، حيث نزح أكثر من 90% من السكان. تسببت الغارات في تدمير مربعات سكنية كاملة، مما يبرز سياسة «الأرض المحروقة» التي يتبعها الاحتلال في هذا العدوان المستمر.
 
وفي الوقت الذي لا تزال فيه آلاف الجثث والجرحى تحت الأنقاض بسبب استمرار القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، يشدد الحصار على غزة وتُفرض قيود صارمة على دخول الوقود والمساعدات الإنسانية الضرورية.
 
ويتزامن هذا التصعيد مع محاولات نتنياهو التهرب من محاكمته بتهم فساد تعود إلى يناير 2020، حيث يواجه اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة.
 
ويستغل نتنياهو الحرب على غزة لتأجيل محاكمته، مستفيداً من حالة الطوارئ التي أعلنتها وزارة العدل في حكومته في ديسمبر 2023، ورفض العديد من المسؤولين الإسرائيليين استئناف محاكمته في ظل الحرب.
 
يُعد نتنياهو واحداً من أكثر رؤساء وزراء إسرائيل تشدداً، حيث شن أربعة حروب على الفلسطينيين في غزة خلال فترة رئاسته، متذرعاً بالقضاء على حكم الفصائل.
 
ويُعتبر العدوان الحالي على غزة الأشرس والأعنف، حيث تجاوز عدد القتلى والجرحى والمفقودين 160 ألف فلسطيني، وفقاً لإحصائيات غير رسمية. دمر جيش الاحتلال البنية التحتية للقطاع، وحوالي 75% من المنازل، واستهدف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس.
 
تأتي هذه الإجراءات بدعم غير محدود من الولايات المتحدة على الصعيدين السياسي والمالي والعسكري، مما يعزز من جرائم الحرب التي يرتكبها نتنياهو في غزة. يُعد نتنياهو عقبة رئيسية أمام السلام في المنطقة، حيث يفتح جبهات قتال جديدة في شمال فلسطين المحتلة مع حزب الله، ويقوم بعمليات عسكرية في سوريا والعراق، مما يهدد بإشعال المنطقة بأكملها.
 
من جانبها، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية، بقيادة المدعي العام كريم خان، نتنياهو ووزير جيشه يوآف جالانت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منذ أكتوبر 2023. تضمنت الاتهامات تجويع المدنيين والقتل العمد والإبادة، استناداً إلى أدلة تثبت تعمد إسرائيل حرمان المدنيين من المواد الضرورية لبقائهم، وفرض حصار كامل على غزة، وقطع المياه والكهرباء، وإعاقة توصيل المساعدات الإنسانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة