أبرز محطات الشيخ خليل الحصري في ذكرى وفاته.. صاحب الصوت الذهبي

الإثنين، 22 يوليو 2024 02:03 م
أبرز محطات الشيخ خليل الحصري في ذكرى وفاته.. صاحب الصوت الذهبي
منال القاضي

تحل اليوم زكري وفاة صاحب الصوت الذهبي فى عالم التلاوة وأول من سجل النسخة القرآن الكريم حياة الشيخ محمود خليل الحصري وهو أحد أبرز رموز القراء المصريين، وله العديد من المصاحف المسجلة بروايات مختلفة والتلاوات العشر.
 
ويعد الحصري أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم، وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريمو ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بإنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.
 
نشاة الحصرى 
حيث وُلد في غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، وكان والده قبل ولادته قد انتقل من محافظة الفيوم إلى هذه القرية التي ولد فيها، وقد أجاد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر. 
 
وتزوج عام 1938م، وكانت معظم مسئوليات التربية تقع على كاهل زوجته بسبب انشغاله بعمله وأسفاره، ويروي أحد أبنائه: “كان يعطي كل من حفظ سطرًا قرش صاغ بجانب مصروفه اليومي، وإذا أراد زيادة يسأل ماذا تحفظ من القرآن فإن حفظ وتأكد هو من ذلك أعطاه، وقد كانت له فلسفة في ذلك فهو يؤكد دائمًا على حفظ القرآن الكريم حتى نحظى برضاء الله علينا ثم رضاء الوالدين، فنكافأ بزيادة في المصروف، وكانت النتيجة أن التزم كل أبنائه بالحفظ، وأذكر أنه في عام 1960م كان يعطينا عن كل سطر نحفظه خمسة عشر قرشًا وعشرة جنيهات عن كل جزء من القرآن نحفظه، وكان يتابع ذلك كثيرًا إلى أن حفظ كل أبنائه ذكورًا وإناثًا القرآن الكريم كاملًا والحمد لله”.
 
ماذا حدث بعد انتقال الشيخ الحصرى إلى القاهرة؟
ما إن استقر الشيخ بالقاهرة حتى فوجئ بقرار اختياره قارئا للجامع الحسيني، بعد أن قارنت لجنة من أكابر العلماء بينه وبين عشرة من كبار القراء، ليقع اختيارهم عليه هو، و بالإجماع، ولذلك لم يتنازل الشيخ عن هذه الوظيفة إلى وفاته، لأنها جاءته من طريق الإشارة الباطنة.

أُلحق بالإذاعة المصرية ومن شجعه على ذلك

نصحه بالتقدم لاختبارات القراء بالإذاعة، أحد المشايخ الكبار بمدينة طنطا، وقد اعتمد عن جدارة في الإذاعة المصرية، وأذيعت أول تلاوة له بها في يوم الخميس، غرة ذي الحجة الحرام ١٣٦٣ هـ، الموافق: ١٦ نوفمبر عام ١٩٤٤م.

 جاءت قراءته للقرآن في الكونجرس
الشيخ الحصري رحمه الله كان حاضرا وبقوة في الشأن الديني العام، فيما يتعلق بالقرآن الكريم، ولذلك قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر آنذاك اصطحاب فضيلته ضمن وفد مشيخة الأزهر، لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٧٨م

 أول من يقرأ في المجلس الأمريكي
وخلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، افتتح الشيخ رحمه الله جميع اللقاءات بتلاوة آيات الذكر الحكيم، حتى طلب منه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أن يقرأ القرآن في البيت الأبيض، كما أذن فضيلته لصلاة الظهر في قاعة الكونجرس  ليكون القارئ الأول، بل والوحيد الذي تتاح له هذه الفرصة.
 
في عام 1965م قضى الشيخ محمود خليل الحصرى عشرة أيام كاملة فى مسجد بباريس، وهناك وعلى يديه أشهر عشرة من الفرنسيين إسلامهم، أيضا أشهر ثمانية عشرة أمريكيا إسلامهم من بينهم طبيبان وثلاثة مهندسين، وفى مدينة سان فرانسسكو تقدمت سيدة أمريكية مسيحية لتعلن أن قراءته مست وجدانها وأحست من عمق نبرات القراءة أن القرآن الكريم على حق، رغم أنها لم تفهم كلماته، ولذلك أشهرت إسلامها على يد الشيخ الحصرى ووعدته بأن تلتحق بأحد المراكز الإسلامية لتتعلم اللغة العربية.هل تقاضى الشيخ الحصري أجرا على تسجيله للقرآن الكريم؟
كل من حضر هذا الحدث العظيم، أعني الجمع الصوتي للقرآن الكريم، يعرف تمام المعرفة أن الشيخ الحصري رحمه الله لم يتقاض أي أجر عن تسجيل المصحف المرتل، بل إنه رفض ذلك، وقال: لا أتقاضى أجرا عن كتاب الله، ولعل الله كافأه بأن أبقى ذكره بين العالمين بسبب إخلاصه لربه ولكلام ربه.
 
لماذا كان الشيخ الحصري يحب السكن في منزل خاص بعد انتقاله إلى القاهرة؟
الشيخ رحمه الله كان مثالا حيا لأخلاق القرآن، متمثلا الأدب النبوي في المعاملات والسلوكيات، ولذلك كان يراعي أدب الجوار، حيث كان زوار الشيخ كثر، يأتيه أهل القرآن من كل فج، فحرص على السكن في منزل مستقل حتى لا يزعج جيرانه بكثرة زواره.
 
ما هي أبرز الزيارات الخارجية التي أثرت على الشيخ الحصري وظل يتذكرها؟
الشيخ رحمه الله كما قلنا كان حاضرا وبقوة في الشأن الديني العام، فيما يختص بالقرآن الكريم، وعلى مستوى العالم كله، ولذلك زار الشيخ رحمه الله جميع دول العالم تقريبا، فزار الهند، وباكستان، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، والكويت، والسعودية، ونيجيريا، وإندونيسيا، وماليزيا، والجزائر، وغيرها كثير، ومن كثرة رحلاته رحمه الله، جمعها في كتاب خاص، سماه: رحلاتي في الإسلام.

الشيخ الحصري كان معروفا بأعمال الخير.. بماذا أوصى قبل وفاته

الشيخ الحصري رحمه الله كان صاحب صفات مميزة في كل جوانب حياته، لكن أكثر ميزة فيه أنه كان شخصية تتجه إلى الله تعالى بكل ما تستطيع، ولذلك لم يكن يهتم بالأمور الدنيوية، بل الدنيا وما فيها بالنسبة له، كانت مجرد وسيلة يستعملها في مرضاة الله، وفي خدمة كتاب الله، ودائما ما كان بيته مفتوحا للقراء، وأهل القرآن صغارا وكبارا، ويقصده الناس من كل مكان، وما رد واحدا من أصحاب الحاجات أبدا، مهما كانت حاجته، ولا يسأل لماذا أنت محتاج، ولا يتحقق من الحاجة، بل كان يعتبر مجرد الطلب والسؤال من أي شخص بمثابة رسالة من الله واجبة التنفيذ، وقد أنشأ في قريته مسجدا ومعهما أزهر يا على نفقته الخاصة، كما أوصى رحمه الله بثلث ثروته للإنفاق على أهل القرآن، وأعمال البر والخير.
 
الشيخ الحصري له تجربة فريدة في ترتيل القرآن ومن بعده الأطفال.. هل هو صاحب الفكرة وماهدفها؟
الشيخ رحمه الله كان مختارا من قبل الله تعالى لخدمة القرآن الكريم، وهذا ظاهر في جميع أعماله التي وفقه الله فيها لخدمة كتابه الكريم، والحقيقة أن استعراض مثل هذه الأعمال الكثيرة والكبيرة والموفقة والتي لم يستطع أحد أن ينافسها إلى يومنا هذا تؤكد أن هذه الأعمال كانت على سبيل الاصطفاء والاختيار من الله وبتوفيق منه سبحانه، ومن ضمن هذه الأعمال مشروع المصحف المعلم، والذي جاءت فكرته للشيخ رحمه الله بهدف تيسير تعليم القرآن الكريم على المبتدئين الكبار والصغار، وقد كان تسجيل المصحف بهذه الطريقة فتحا عظيما لأهل الإسلام.
 
 
لأن جميع الطلاب الصغار والكبار في كثير من البلاد العربية وغير العربية حفظوا القرآن الكريم بسماعهم من هذا التسجيل العجيب المتقن، بل ربما تتعجب إذا عرفت أن هناك من لا يحسن اللغة العربية، ولكنه حين يقرأ القرآن يقرأ على طريقة المصحف المعلم، لأنه تأثر بهذه الطريقة.
 
ماذا كانت أبرز نصائح الشيخ الحصري لأسرته؟
الشيخ رحمه الله كان عالما أزهريا، ورجلا من أهل القرآن، ولذلك حرص على تربية أولاده على الأخلاق القرآنية،  والآداب المحمدية، وكان يوصينا دائما بصحبة القرآن، ويشجعنا على ذلك بالجوائز الأدبية والمالية، ويتولى تسميع المحفوظ لنا بنفسه، فلم تكن أعماله تشغله عن هذه المسؤولية تجاه أولاده.

الحصري دور في دعم المقرئين وتشجيعهم
القراء في حياة الشيخ رحمه الله، كانوا ثلاثة أصناف.

اساتذة الحصرى 
شيوخه، من أمثال الشيخ القاضي والشيخ الضباع، رحمهم الله، وهؤلاء كان الشيخ يبرهم كما كان يبر أهله وذوي رحمه، وأقرانه، من أمثال الشيخ المنشاوي والشيخ عبد الباسط وغيرهم، فكانت علاقة الود والمحبة هي العلاقة السائدة بينهم، حتى إنهم حجوا معا في رحلة واحدة، وقد أكرمني الله تعالى بمرافقته في تلك الرحلة، والصنف الثالث القراء من تلاميذه، وهؤلاء كانوا دائما محل اهتمامه وتوجيهه، ولم يكن أبدا يرد لأي واحد منهم حاجة، بل كان بيته مجمعا للقراء صغارا وكبارا، في أي ساعة من ليل أو نهار.
 
كان حب المصريين والعالم العربي والإسلامي للشيخ الحصري حتى الآن رغم مرور 44 عاما على وفاته
الشيخ الحصري رجل قرآني، قضى حياته في خدمة القرآن الكريم، ولذلك فحب المسلمين له، وإجلالهم لقدره، دائم بدوام القرآن، وعظيم بقدر تعظيم المسلمين للقرآن، وما من بلد زرته إلا ورأيت فيه أبناء ومحبين للشيخ رحمه الله، وربما لم يلتقوا به، ولكن قلوبهم تعلقت بهذا الرجل الذي تعلق قلبه بالقرآن الكريم وخدمته.
 

حفظ تراث الشيخ الحصري وتعريفه للأجيال الجديدة
 
تراث الشيخ على ثلاثة أقسام تسجيلاته المسموعة، وهذه قد جمعناها كلها، وتعاقدنا مع إحدى المؤسسات المتخصصة لنشرها وإتاحتها لوجه الله تعالى لكل طالب وراغب، ومؤلفاته المكتوبة، وهي على نوعين: ما طبع في حياة الشيخ، وهو عشرة كتب، وقد أتحنا طباعته لبعض دور النشر المتخصصة، ودون مقابل أيضا، نشرا للعلم، وتيسيرا للقرآن وعلومه، وما لم يطبع في حياة الشيخ، وهو حوالي عشرة كتب أخرى، وهو في طريقه للإخراج والطباعة بإذن الله، والقسم الثالث: مكتبته ومقتنياته، وقد أهديناها إلى مكتبة الإسكندرية، لينتفع بها الباحثون وطلاب العلم.

 أسلم على يد الشيخ الحصري خلال سفرياته الخارجية لسماعهم صوته
كثير من أسلم على يد الشيخ في سفراته المتعددة للدول الغربية، فقد فتح الله بتلاوته قلوب كثير من عباده للإسلام، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ما حدث أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسلم على يديه حوالي 18 شخصا، لقنهم الشهادتين بنفسه، وفي كتابه: (رحلاتي في الإسلام)، تفاصيل أكثر عن هذه المواقف.
 
 
 
 
 
20986-الشيخ-محمود-خليل-الحصري
الشيخ-محمود-خليل-الحصري
522386-الشيخ-الحصرى-والرئيس-السادات (2)
الشيخ-الحصرى-والرئيس-السادات (2)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق