قطع إمدادات الغذاء والوقود.. كيف تسببت حرب السودان في مجاعة وأزمة إنسانية كبرى؟
الإثنين، 22 يوليو 2024 11:09 ص
لا يزال القتال والعنف فى مختلف مناطق السودان يتسبب فى تعطل وصول المساعدات إلى المحتاجين بعدد من مناطق الصراع السودانى مما أسفر عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب نقص الإمدادات الطبية، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من خطر المجاعة بسبب نقص المساعدات الغذائية.
من جانبه أعرب برنامج الأغذية العالمى عن القلق البالغ إزاء تصاعد القتال فى ولاية سنار جنوب غرب السودان، حيث تسبب العنف فى نزوح أكثر من 136 ألف شخص من ديارهم منذ اندلاع القتال العديد منهم نزح لعدة مرات ودعا برنامج الأغذية العالمي لفتح جميع الممرات الإنسانية الممكنة كى تتمكن الوكالات الإنسانية من الوصول إلى جميع المحتاجين.
ومن جانبه أكد البرنامج الأممى أن تأثير هذا التصعيد يتجاوز بكثير النزوح، حيث تسبب القتال فى قطع طرق الإمداد الرئيسية للغذاء والوقود مما حال دون وصول السكان إلى الاحتياجات الأساسية فى ولاية سنار وأفاد البرنامج الأممى أن مركز البرنامج فى كوستى معزول تماما، وكذلك الطريق من بورتسودان إلى كسلا، لافتا إلى أن هذا الطريق يعد بمثابة شريان حياة لإيصال المساعدات إلى مئات الآلاف من الناس فى السودان، بما فى ذلك العديد من المجتمعات المعرضة لخطر المجاعة فى كردفان ودارفور.
وأشار البرنامج الأممى إلى توقف المساعدات التى تصل إلى دارفور من تشاد، بسبب إستمرار غلق معبر أدرى الحدودى ولا يمكن استخدام معبر الطينة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، الأمر الذى يعنى أن العديد من المناطق معزولة عن وصول المساعدات.
ومن جانبها حذرت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، من تفاقم الأزمة الإنسانية فى السودان بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد فى الإمدادات الطبية والوقود، مما أدى إلى تفشى الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات.
ودعت إلى ضرورة فتح جميع المعابر الحدودية لضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر، مشيرة إلى أربعة تحديات رئيسية قالت إنها تواجه استجابة المنظمة لحالات الطوارئ الإنسانية فى إقليم شرق المتوسط وتشمل هذه التحديات: القيود المفروضة على وصول المساعدات والعاملين فى المجال الإنساني، الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية، الوقاية من تفشى الأمراض والاستجابة لها، وخطر أن يؤدى انخفاض التمويل المقدم من الجهات المانحة إلى تكلفة بشرية حقيقية ومأساوية.
وأضافت المسؤولة الأممية أن الناس فى دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومون فعليا من المساعدات الإنسانية خاصة فى دارفور. وقالت أن أكثر من ثمانمائة ألف شخص محرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمستلزمات الطبية.
وأوضحت أن المنظمة أرسلت بعثة من الخبراء إلى تشاد بهدف تقييم الاحتياجات الصحية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم وأيضا لتحسين وتوسيع نطاق العمليات عبر الحدود لتصل إلى ولايات دارفور المتضررة من النزاع خاصة إيصال الإمدادات الطبية العاجلة وأفادت انه تم الإبلاغ وقوع اثنتين وثمانين هجمة على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الأعمال العدائية فى نيسان من عام 2023 مع الإشارة إلى أن الأسابيع الستة الأخيرة وحدها قد شهدت سبعة عشر هجوما على هذه المرافق.
وشددت مسؤولة الصحة العالمية أن المنظمة دوما تؤكد من أن حماية الرعاية الصحية أمر لا يقبل التفاوض وينص عليه القانون الدولى الإنسانى الذى لا يستثنى أى دولة عضو من الالتزام به محذرة من تفشى الأمراض المعدية فى السودان بسبب نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، ودعت إلى زيادة الاستثمارات فى مجال الوقاية من الأمراض ومكافحتها داعية إلى زيادة الدعم المالى للقطاع الصحى فى هذه البلدان لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.