توسيع الصراع يضمن لنتنياهو البقاء

الإثنين، 22 يوليو 2024 06:00 ص
توسيع الصراع يضمن لنتنياهو البقاء
إبراهيم الديب يكتب

تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى الزج بمنطقة الشرق الأوسط في وحل الحروب والصراعات، متعمدة إشعال فتيل الأزمة مع عددا من دول المنطقة والدخول في دائرة مفرغه من العنف والتضحية بالأبرياء والمدنيين.
 
ولم يكتفي جيش الكيان الصهيوني بممارساته اللا إنسانية في قطاع غزة وماينتهجه من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، بل امتدت أذرعه الخبيثة إلى الجنوب اللبناني وطالت مدينة الحديدة في اليمن، ضمن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الظهور بشخصية البطل المدافع عن شعبه، للاستمرار في منصبه خاصة بعد الانقسام بين حكومته مابين مؤيد ومعارض لممارساته ووسط مطالبات برحيله.
 
لم يجد نتنياهو سبيلا أمامه لإرغام معارضيه على البقاء في السلطة سوى تنفيذ سياسة الأرض المحروقة، وإحداث مزيدا من الاضطرابات الإقليمية، كون انتهاء الحرب يعني انتهاء حكومته، وهو سبب تلك العربدة الصهيونية، وهو ما أكده الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني، وقاضي قضاة فلسطين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ معني بتوسيع دائرة الحرب لأنه يعرف أن الحرب هى "الواسطة الوحيدة" من أجل بقائه في السلطة، قائلأ: «إن نتنياهو يقدم مصلحته الشخصية على المصلحة الإسرائيلية؛ لذلك يعلن استمرار الحرب وتوسعة نطاقها لتمتد إلى لبنان وإيران وما قام به في اليمن بالأمس؛ وهو ما يصب في مصلحته من أجل بقائه في الحكم وصرف الأنظار عن استمرار حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية»، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يذهب نتنياهو إلى الولايات المتحدة ليقدم أوراق اعتماده كرجل قوي قادر على تنفيذ الأجندة الأمريكية التي تدافع عن كل السياسات والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في المنطقة.
 
ومن الواضح أن الأمور بدأت في الخروج عن السيطرة، وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التصعيد بين أطراف الصراع، خاصة في ظل تغاطي القوى الدولية عن الممارسات الإسرائيلية، والدعم الأمريكي اللا محدود لها، وهوماظهر في تصاعد حدة التصريحات والتحدي بين حكومة نتنياهو، وجماعة الحوثي، وتوعد كل منهم بالرد بعنف على أي خطوات وضربات تصدر عن الطرف الآخر.. فبعد الهجمة الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني خرج وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، موجها رسالة وصفت بـ «استعراض القوة»، قائلا: «إن الهجمات على الإسرائيليين ستكون بالمثل»، وذلك عقب هجوم جماعة عبدالله الحوثي، الجمعة في تل أبيب، متابعا: «إن النار المشتعلة حاليًا في الحديدة، يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأهميتها واضحة، في المرة الأولى التي ألحقوا فيها الضرر بمواطن إسرائيلي، قمنا بضربة. وسنفعل ذلك في أي مكان قد يتطلب الأمر ذلك.. إن دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن، وأنه إذا تعرض الإسرائيليون للهجوم فإن النتيجة ستكون مماثلة كما حدث في لبنان وغزة».
 
من جانبه رد يحيى سريع، المتحدث العسكري بإسم جماعة أنصار الله، مؤكدا أنه يتم عد العدة لحرب تستمر طويلا مع جيش الاحتلال، وأنه سيتم الرد على هذا العدوان ولن يتم التردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي، أو وقف عمليات المساندة للمقاومة في قطاع غزة مهما كانت النتائج.
 
وصباح اليوم، نفذ الحوثيون وعيدهم، بإطلاق وابلا من الصواريخ على عدة مواقع فى إيلات بقلب إسرائيل، معلنين أن تلك الضربة «تمهيد لرد أوسع وأشمل»، وأن إسرائيل ستدفع ثمن استهدافها منشأة مدنية، وسيتم مقابلة التصعيد بالتصعيد.
 
وقالت جماعة الحوثي: «إن الغارات على يافا‬ ستتواصل ولن يكتفي اليمن‬ على الرد فقط وقد يتوسع، فالحرب مع الكيان الإسرائيلى أصبحت مباشرة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة