بايدن أم ترامب أم مرشح آخر.. ما هي تأثير الانتخابات الأمريكية على الشرق الأوسط؟
الأحد، 21 يوليو 2024 02:47 م
لا يزال الغموض يسيطر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الوقت الراهن، هل يترشح بايدن أم ينسحب بضغط من الحزب الديمقراطي؟ من سينافس ترامب في السباق الانتخابي؟.. ورغم كل هذه الأسئلة إلا أن السؤال المهم الذي يتداول في منطقتنا هو.. ما هي تأثير الانتخابات الأمريكية على المنطقة في وقت تمر فيه باضطرابات عديدة ومنها استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة؟.
ويدخل السباق الرئاسي الأمريكي الآن منعطفاً جديداً، لاسيا بعد زيادة ضغوط كبار الديمقراطيين لإقناع الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق، الأمر الذي تسبب في ظهور تسريبات باقتراب الإعلان الرسمي عن الانسحاب خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي وقت تقول تقارير إن الرئيس بايدن غاضب من محاولات بعض الحلفاء الديمقراطيين إزاحته من المشهد، فإن هناك تكهنات أخرى خرجت تشير إلى الرئيس الأمريكي بدأ يتقبل دعوات كبار الديمقراطيين، مثل نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة، والسيناتور تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، والرئيس الأسبق باراك أوباما، للانسحاب طواعية من السباق الرئاسي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع حظوظ الرئيس الأمريكي في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط مخاوف ديمقراطية من خسارة النفوذ في حالة الهزيمة المتوقعة من حزب الجمهوري وصعود الرئيس السابق دونالد ترامب على كرسي الرئاسة مرة أخرى.
ولكن وسط هذا وذاك، كان قد تحدث السفير نبيل فهمي وزير الخارجية السابق عن تأثير الانتخابات الأمريكي على المنطقة، فقال في وقت سابق فيما يتعلق بالموقف الأمريكي المُحتمل من قضايا وملفات الشرق الأوسط بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقد فرّق فهمي هنا بين أربعة اتجاهات رئيسية، هي: موقف بايدن، وموقف ترامب، وموقف الحزب الديمقراطي، وموقف الحزب الجمهوري، مشيراً إلى وجود اختلافات في درجة هذه المواقف وليس متنها بين المرشحين المحتملين وحزبيهما.
وقال فهمي إن "ترامب يبدو أقل رغبة في التداخل مع أزمات المنطقة مقارنةً بالرئيس بايدن"، مؤكداً أن "الأخير سوف يتأثر بشكل كبير بالمخاوف الأمريكية الخاصة بالانتشار والنفوذ الروسي سواء في إفريقيا أم الشرق الأوسط".
واعتبر أن "فكر ترامب ما زال يحكمه مفهوم "الصفقات"، وبالتالي قد يتجه بشكل كبير لمن هو قادر على إبرام صفقات معه، مع السعي إلى تقليص التكلفة الأمريكية الخاصة بدورها في الإقليم".
وتوثر الانتخابات الأمريكية المقبلة على عدد من القضايا الإقليمية، وفق فهمي أبرزها على عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حيث يُفضل بايدن عملية سلام "تقليدية" دون اشتراط الوصول إلى نتيجة معينة؛ أي أنه يهتم بالعملية ذاتها وليس نتائجها، إلا أنه سيرحب بأي نتائج قد تصل إليها الأطراف الإقليمية في هذا الشأن. في حين يبدو ترامب أكثر اهتماماً بالوصول إلى نتائج دون إيلاء اهتمام حقيقي بعملية السلام ذاتها، وهو ما يجعل الأمر صعباً، إذ لا توجد نتائج دون عملية سلام. وفيما يتعلق بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية، فإن بايدن يبدو أكثر تفاهماً من ترامب.
وفيما يخص أمن البحر الأحمر، قال فهمي "يحظى هذا الأمر باهتمام أمريكي متزايد، وضعاً في الاعتبار مسألة حرية الملاحة في البحر الأحمر". ومن المُتوقع أن يتزايد هذا الاهتمام في حال فوز بايدن بالرئاسة، بينما يمكن أن يتم فرض هذا الاهتمام على ترامب من قِبل المؤسسات الأمريكية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وفيما يتعلق بالتعامل مع إيران، قال فهمي "قد لا يمكن حل المشكلات بين واشنطن وطهران في عام الانتخابات، وفي المُجمل لا يوجد أُفق لمصالحة أمريكية إيرانية في المدى القصير. ومن المُرجح أن يكون ترامب أقل رغبة في اللجوء لأي عمل عسكري تجاه إيران".
وفي الملف السوري، فإن "هذا الملف غير موجود في أولويات كل من بايدن وترامب، ومن المُرجح ألا تتحرك الولايات المتحدة وتتخذ قرارات كبرى فيما يتعلق بموقفها تجاه سوريا إلا بتنسيق كامل مع إسرائيل".
في حين لا ترغب الولايات المتحدة في الانسحاب بشكل كامل من العراق، بيد أنها قد تضطر إلى إعادة تشكيل وجودها هناك تحت ضغوط مختلفة، وفق فهمي الذي أكد أن زيادة الوجود الروسي في ليبيا قد تدفع بايدن لأن يكون أكثر اهتماماً من ترامب بتطورات الساحة الليبية.