«الدواء في مصر».. بين المرضى وحلول الدولة بشكل سريع

أزمة نقص الدواء في مصر من الأزمات التي يصرخ منها الشعب المصري في الوقت الحالي ويئن منها المريض أنينا زائدا فوق أنين مرضه، حيث إن هناك ما يقرب من ألف صنف من الأدوية ناقص بسوق الدواء، حسبما أعلن الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية.

 

وتطالعنا هذه الأزمة كل حين وآخر على مدار عدة سنوات مضت والتي قامت مصر على أثرها بإنشاء هيئة للدواء المصري  والتي تكون هي المنوطة بدراسة الموقف الدوائي في مصر وإيجاد الحلول قبل تفاقم أزمات الدواء بشكل متكرر ، وقامت الهيئة مشكورة بإتاحة  خدمة عبر موقعها الرسمي أو عبر الخط الساخن لجميع المواطنين للاستفسار عن مدى توافر الدواء وبدائله .

 

ومنذ عدة أشهر تداخلت الأسباب لتنتج أزمة جديدة وصعبة في سوق الدواء المصري حاليا ؛ والتي تتمثل في توفير الدولار، وهو ما أدى إلى تعثر الشركات المنتجة للأدوية لتحمل التكلفة الإضافية لفرق تدبير العملة لاستيراد المواد الخام،  بل إن هناك شركات أدوية صغيره أوقفت التصنيع لحين إيجاد الدولة حلا للأزمة لأنه لم يكن حتى في استطاعتهم الحصول على تمويل بنكي لتحمل هذه التكلفة ، حتى أن إحدى الشركات الكبرى للأدوية وصلت تكلفة فارق تدبيرها العملة من المواد الخام أكثر من 300 مليون جنيه (6.2 مليون دولار).

 

 بدأت الإنفراجة بتوافر بعض السيولة لبعض شركات الأدوية وذلك بعد الإفراج عن المواد الخام في الموانئ لإنتاج النواقص وبعد عدد من الإجراءات يمكن أن تبدأ الانفراجة لتلبية بعض نواقص الأدوية ما بين 10 أيام الى أسبوعين حسبما أعلن الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية بالغرف التجارية . والذي طالب مرارا بتطبيق الاسم العلمي في بيع الأدوية بالصيدليات في مصر، لأنه قد يساهم في الحل ولو بشكل جزئي لنقص الأدوية، خاصة أن هناك بدائل مماثلة للأدوية الناقصة بنفس الفعالية وقد تكون أرخص سعرًا والتي لا يقبل بها المريض  بسبب اعتياده على الاسم  التجاري المتداول  للأدوية .

 

ولا ننكر أن الدولة تحاول بكل جهدها حل هذه الأزمة التي تمس الأمن القومي وعلى رأسها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ، ووزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار ، عندما أعلن رئيس الوزراء أن هناك خطة لتحريك سعر الأدوية ممتدة لنهاية العام الحالي بناءا على طلب العديد من شركات الأدوية وبعد موافقة هيئة الدواء المصرية للشركات على تحريك أسعار عدد من الأصناف الدوائية بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج .

 

ووعد رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي بالبشارة منذ عدة أيام، أنه ستعود عجلة انتاج الدواء وإنهاء الأزمة بحد أقصى 3 شهور، وأنه على الفورسيتم البدء بتوفير الأدوية المهمة والمزمنة في الشهر الأول، ثم باقي الأدوية تباعًا على مدار الأشهر الثلاثة القادمة .