آثار وتداعيات الخلل التقني لشركة مايكروسوفت.. من يتحمل فاتورة خسائر المليارات؟

السبت، 20 يوليو 2024 01:55 م
آثار وتداعيات الخلل التقني لشركة مايكروسوفت.. من يتحمل فاتورة خسائر المليارات؟
أمل عبد المنعم

خسائر عديدة تكبدتها العديد من الدول بعدما تعرضت وسائل إعلام وبنوك وشركات اتصالات وطيران حول العالم لمشكلة كبيرة في الاتصالات، صباح أمس الجمعة، فيما قالت مصادر إن العطل كان مرتبطا على ما يبدو بشركتين، ويعتقد أن الخلل التقني، الذي استمر لعدة ساعات، كان مرتبطا بمشاكل في شركتي "CrowdStrike" و"Microsoft"، على الرغم من أنه لم يتضح بعد مدى ارتباط جميع حالات انقطاع الخدمة التي تم رصدها بالشركتين المذكورتين أو احتمال وجود مشاكل أخرى.

وتعليقا على ذلك، قالت "مايكروسوفت" إنها تعمل تدريجياً على حل مشكلة تؤثر على الوصول إلى تطبيقات وخدمات مايكروسوفت 365.

 

وعلى الجانب الأخر، ذكرت "كراود سترايك" أنها على علم بتقارير عن أعطال في نظام التشغيل "ويندوز مايكروسوفت" فيما يتعلق بمستشعرها "فالكون"، وتعد "CrowdStrike" شركة بارزة في مجال الأمن السيبراني، وتم تصميم منتجها الرئيسي "Falcon" لاكتشاف التهديدات السيبرانية ومنعها والاستجابة لها في الوقت الفعلي باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

 

ما الأسباب المحتملة للهجوم السيبراني؟

- قد يكون أحد الأسباب المحتملة للخلل التقني، وربما استغل المهاجمون نقاط الضعف في أنظمة CrowdStrike  أو Microsoft، مما أدى إلى انقطاع الخدمة على نطاق واسع.

- وقالت مصادر عديدة إن العطل التكنولوجي العالمي لا يبدو أنه مرتبط بهجوم إلكتروني.

- قالت وكالة الأمن السيبراني الفرنسية إن "لا دليل" على أن العطل التكنولوجي العالمي ناجم عن "هجوم إلكتروني".

- كما كشف مصدر بالحكومة البريطانية أنه "لا يتم التعامل مع الخلل التقني العالمي على أنه هجوم سيبراني".

 

مشكلة في التحديث

تقوم "كراود سترايك" و"مايكروسوفت" بتحديث برامجهما بانتظام لتحسين الأمان والأداء، قد تكون هناك مشكلة في التحديث الأخير قد تسببت عن غير قصد في العطل، الذي حدث، هذا الأمر أكدته وكالة فرانس برس، التي قالت إن العطل المعلوماتي العالمي ناجم عن "تحديث فيه خلل" أجرته شركة "كراود سترايك".

 

خلل فني

يمكن أيضا أن يكون الأمر مرتبطًا بخلل فني أو فشل في البنية التحتية للشركتين، ويتضمن ذلك أعطال في الخوادم أو مشكلة في توجيه الشبكة.

المؤسسات الحكومية في العراق

وفيما أعلنت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية أنه تمت معالجة السبب الرئيسي للمشكلة، لم تشهد المؤسسات الحكومية في العراق أي تداعيات أو آثار ناجمة عن هذا الخلل.

وأكد مركز الأمن السيبراني في العراق، في بيان، الأمس الجمعة (19 يوليو 2024)، أن المؤسسات الحكومية العراقية لم تتأثر بالتوقفات العالمية.

 

من أكبر الهجمات السيبرانية في التاريخ

وذكر المركز، في بيانه، اطلع عليه (شفقنا العراق)، أن "المؤسسات الحكومية العراقية لم تتأثر بالخلل العالمي الذي أصاب سيرفرات Windows الأمس، وتعمل أنظمة مؤسساتنا بصورة طبيعية ولم تتعرض لأي تأثير سلبي، كما أن قطاع النقل والاتصالات في العراق لم يتأثر بالتوقفات العالمية".

 

وتابع أن "الأنظمة التقنية حول العالم تشهد أعطالاً ضخمة وسط شكوك بأنها واحدة من أكبر الهجمات السيبرانية في التاريخ، وفيما يلي بعض التفاصيل حول هذه الأعطال:

 

– قناة سكاي نيوز البريطانية أعلنت توقف بثها اليوم بسبب الخلل التقني.

– أعطال في جميع مطارات إسبانيا.

– أعطال في مطارات ألمانيا.

– أعطال في مطار إدنبرة باسكتلندا.

– مطار سخيبول ومطار أمستردام في هولندا أعلنا عن مواجهة هجمات سيبرانية.

– أعطال في مطارات أمريكية.

– بورصة لندن أعلنت تأثر خدماتها بسبب ما حدث.

– شركة القطارات البريطانية أعلنت عن أعطال في أنظمتها.

– قنوات تلفزيونية أعلنت خللاً في بثها.

– بنوك عالمية أعلنت عن خلل في أنظمتها.

– أكبر شركة قطارات في بريطانيا أعلنت أنها قد تلغي جميع رحلاتها.

– انقطاع في إرسال هيئة الإذاعة الأسترالية ومشكلات تقنية ضخمة على مستوى البلاد.

– مركز 911 للطوارئ الأمريكي يتلقى عشرات الآلاف من المكالمات ويواجه ضغطاً شديداً من المتصلين.

 

الأعطال مرتبطة بالأجهزة التي تعمل على نظام Windows

ولفت البيان إلى أن "جميع هذه الأعطال حول العالم مرتبطة بالأجهزة التي تعمل على نظام Windows".

مردفاً: "إننا في مركز الأمن السيبراني نتابع الوضع عن كثب ونعمل بالتنسيق المستمر مع الفرق المختصة لضمان حماية أمن المعلومات وسلامة البنية التحتية التقنية، نعمل مع شركائنا في القطاع لضمان استمرار التعاملات الإلكترونية في المطارات ومراكز البيانات العراقية دون انقطاع، وسنواصل مراقبة الوضع بدقة واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية الأنظمة".

 

وتابع البيان: "وفي هذا السياق، نوصي المختصين في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية بتأجيل إجراء أي عملية تحديث في الوقت الحالي، نظراً لعدم استقرار البنية التحتية لخدمات Windows في الوقت الراهن".

وحث، كافة المؤسسات على "تعزيز إجراءات الحماية السيبرانية والالتزام بأفضل الممارسات الأمنية"، مؤكداً على “أهمية التحديث المنتظم للأنظمة والبنية التحتية، ولكن بشكل مدروس وبالتنسيق مع الجهات المختصة لضمان استقرار الأداء الأمني".

وأكد على "ضرورة توعية الموظفين بأهمية الأمن السيبراني والتصرف بحذر عند التعامل مع الرسائل الإلكترونية والمرفقات غير المعروفة"، مشيراً إلى أن "توعية الموظفين وتدريبهم يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الأمن السيبراني ويعزز من قدرة المؤسسات على مواجهة التحديات الرقمية".

وتابع: "نعمل في مركز الأمن السيبراني على تقديم الدعم الفني والمشورة اللازمة للمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية لتعزيز البنية التحتية الأمنية وضمان جاهزيتها لمواجهة أي تهديدات سيبرانية محتملة":.

خاتماً: "نشكركم على تفهمكم وثقتكم، وندعوكم للتواصل معنا في حال وجود أي استفسارات أو حاجة للمساعدة".

 

توقف الرحلات من العراق إلى مطارات الإمارات

و أعلنت وزارة النقل، الأمس الجمعة، عن توقف الرحلات من العراق إلى مطارات الإمارات بسبب الخلل الإلكتروني باستثناء الخطوط الجوية العراقية التي ما زالت مستمرة في رحلاتها.

 

وقال المتحدث باسم الوزارة ميثم الصافي في تصريح صحفي : إن "الرحلات من العراق إلى مطار دبي توقفت بسبب الخلل الإلكتروني الذي أصاب المطارات في دولة الإمارات"، لافتاً الى أن "الرحلات توقفت لجميع خطوط الطيران باستثناء الخطوط الجوية العراقية".

 

وأشار الى أن "مطارات العراق مؤمنة بشكل كامل ضد أي خرق أو عطل الكتروني"، مبيناً أن "الخلل الالكتروني الذي أصاب المطارات ونظام الملاحة غير مستخدم في العراق وإنما في الولايات المتحدة والدولة الأخرى التي تعتمد نفس هذا النظام".

 

وأكد الصافي أن "الخطوط الجوية العراقية تعمل بشكل طبيعي والرحلات الى الإمارات مستمرة لأنها تعتمد على نظام (أماديوس) وهو نظام رصين وعالمي".

 

مشيراً الى أن "الرحلات المتوقفة الى الإمارات ترتبط بالشركات التي تعمل وفق نظام “كراود سترايك” أما الرحلات التابعة للخطوط الجوية العراقية فتعمل بشكل طبيعي".

وتابع أن "عودة الطيران الى مطارات الإمارات عبر تلك الشركات مرهون بإعادة العمل بالخادم الالكتروني في مطارات الإمارات والمطارات الأخرى التي تعمل بنفس النظام".

وكانت سلطة الطيران المدني العراقية، قد أكدت اليوم الجمعة، أن مطارات العراق لم تتأثر بالخلل التقني لأنظمة الحوسبة العالمي.

الحكومة المصرية الخلل التقني العالمي

وعلى الجانب الأخر الحكومة المصرية شكلت "خليةَ أزمة" من الوزارات والجهات المعنية للوقوف على "تأثيرات وتداعيات أزمة الخلل التقني العالمي والتعامل معه"، ووفق إفادة لمجلس الوزراء المصري، أمس الجمعة، فإن رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، "يتابع تداعيات الأعطال التقنية العالمية التي تسببت في مشاكل أثرت على عدد من البلدان، بما في ذلك المطارات وشركات الطيران ووسائل الإعلام والبنوك".

 

وأعلنت وزارة الطيران المدني في مصر عن "تشكيل غرفة لمتابعة تطورات الموقف وأثره على حركة الطيران أولاً بأول"، مؤكدة أن "جميع المطارات المصرية تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، ولم تتأثر أي رحلات مغادرة من الأراضي المصرية طبقاً لجدول تشغيل الرحلات المقررة لها".

 

أيضاً ذكرت وزارة البترول والثروة المعدنية أن جميع أعمال ونظم إدارة شركات قطاع البترول والمنشآت للبترول والغاز "تعمل بكفاءة وبشكل مستقر"،  وأكدت الوزارة أنه "تم رفع درجة الاستعداد بجميع الشركات والمنشآت البترولية كإجراء احترازي، واتخاذ تدابير استباقية للتأمين والجاهزية ضد أي تداعيات حال حدوثها".

 

وأدى انقطاع كبير في الإنترنت، أمس الجمعة، إلى تعطيل أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" في جميع أنحاء العالم؛ الأمر الذي تضررت منه المواقع الإلكترونية والمطارات والقطارات والبنوك وغيرها.

 

في سياق ذلك، أكدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية "عدم تأثر مصر بالعطل التقني الذى حدث على أحد أنظمة الأمن السيبرانى العاملة على أنظمة الحوسبة السحابية، نتيجة القيام ببعض أعمال التحديث الفني"، وأشارت "الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" إلى أن "جميع الموانئ المصرية، والخدمات المصرفية على جميع البنوك الحكومية، والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، ومنصة الخدمات الحكومية، وأنظمة وشبكات الاتصالات داخل مصر تعمل بشكل طبيعي".

 

وأكدت الوزارة في إفادة لها، أنها "قامت بمتابعة الموقف فور حدوثه"، لافتة إلى أنها "تتابع الأمر من خلال (الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات)، وفريق عمل (المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات) لحظة بلحظة لحين انتهاء المشكلة العالمية".

 

وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، عمرو طلعت، إن "القطاعات الحيوية في مصر لم تتأثر بالخلل التقني العالمي"، وأكد طلعت، وفق ما أوردت قناة "إكسترا نيوز" الفضائية أن "الأزمة العالمية لا تزال موضع بحث في العالم كله".

خبراء أمن معلومات

وحسب خبراء أمن معلومات، فهناك أهمية لإنشاء "مركز عمليات لمراقبة الهجمات والتهديدات الإلكترونية" في قطاع الطيران المدني المصرى بالتعاون مع الجهات المختصة بالأمن الإلكترونى، كخطوة مبكرة لمواجهة مخاطر القرصنة الإلكترونية في ظل تزايد ارتباط القطاع بشبكة الإنترنت وحفظ البيانات على السحابة الإلكترونية ، وخاصة أن المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو" تسعى  لأن يكون لديها مركز للمراقبة الدولية للأمن الإكتروني.

 

كما أكد الخبراء، أنه من الضروري أيضاً تنظيم دورات تدريبية للعنصر البشري في كل قطاعات منظومة الطيران المدني المصري لمواجهة مخاطر التهديدات الإلكترونية التي تترتب على حدوث خلل تقني أو احتمالية التعرض لهجمات إلكترونية و تدريبهم على كيفية مواجهة تداعيات مثل هذا الخلل التقنى او منع  الهجمات الإلكترونية أو التصدى لها في حالة حدوثها لأن الكشف عن الثغرات ورفع حالة التأهب بصورة مبكرة إزاء أي تطورات أو أنشطة غير طبيعية من شأنه أن يجنب أو يحتوي أي هجوم إلكتروني أو يساعد في التقليص والحد من الأعطال التي قد تحدث

 

ويعتبر الأمن "السيبراني" في قطاع النقل الجوي الآن أحد أولويات القطاع إذ أكد استطلاع لاتجاهات تقنية معلومات شركات الطيران الصادر عن  شركة "سيتا" العالمية لتكنولوجيا الطيران على أهمية "الأمن السيبراني الاستباقي" و أن 90% من شركات الطيران العالمية تخطط للاستثمار في برامج الأمن السيبراني خلال السنوات المقبلة.

 وتوفر هذه البرامج الحمائية إجراءات مناسبة وتصحيحية تضمن حماية شبكة معلومات الشركات من أي هجوم فى ظل تزايد اعتماد شركات الطيران والمطارات ومقدمي خدمات الملاحة الجوية وغيرها من شركات الخدمات الأرضية ومقدمي الخدمات الأمنية وشركات الوقود ووكلاء الشحن وغيره على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بصفة أساسية لتنفيذ عملياتها.. وبالتالى أصبحت الحاجة ملحة للجهات العاملة بقطاع الطيران المدني لإعطاء مزيد من الاهتمام للأمن السيبرانى.

 

وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي " اياتا" وهيئة سلامة الطيران الأوروبية "أيازا" قد طالبا في بيان مشترك بضرورة وجود استراتيجية دولية لتعزيز الأمن السيبراني في قطاع الطيران المدنى .. وأكدا أهمية التعاون الدولى لمواجهة المخاطر التى قد تهدد عمليات وسلامة الطيران المدنى العالمي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق