الاحتلال الإسرائيلي في مأزق.. لكنه يعاند

السبت، 20 يوليو 2024 10:51 ص
الاحتلال الإسرائيلي في مأزق.. لكنه يعاند
عصام الشريف يكتب:

التعنت الإسرائيلي في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ليس حقيقيا، وإن دلّ على شيء فإنما يدل على محاولة للتغطية على الفشل العسكري والسياسي والدبلوماسي لحكومة الاحتلال، فيبدو أن الدولة العبرية تتلقى جميع الضربات، ما يجعلها في مأزق حقيقي تحاول التغطية عليه بشغل العالم بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ليس إلا.
 
على الصعيد العسكري شهدت العاصمة تل أبيب لأول مرة وصول مسيرة تابعة لتنظيم الحوثي في اليمن، ونجحت في تنفيذ عملية نوعية راح ضحيتها عدة مستوطنين، في الوقت الذي أعلنت فيه دولة الاحتلال أن الهجوم وقع بسبب خطأ بشري معلنة عدم تمكن قوات الدفاع الجوي الإسرائيلي في التصدي لهجوم الطائرة المسيرة، وهو الهجوم الذي تبعه انفجار ثانٍ في تل أبيب تكتمت دولة الاحتلال على تفاصيله حتى اللحظة.
 
وفي اليوم نفسه - أمس الجمعة - نفذ حزب الله هجوما بصواريخ تستخدم لأول مرة، وهو صاروخ كاتيوشا الذي وصل إلى مستوطنات لم تشهد هجوما سابقا من حزب الله عليها، وهي تعد نقلة نوعية أيضا بخصوص التهديد لإسرائيل القادم من الشمال.
 
وسياسيا لا تزال الحكومة الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى فشل وتتصاعد حالة الاحتقان الداخلي، والانشقاقات وتهدم التحالفات، وسط محاولات يائسة من نتنياهو للحفاظ على شعبيته بأي ثمن ولو كان بتدمير الاقتصاد الإسرائيلي لعدم وقف إطلاق النار حتى هذه اللحظة.
 
ودبلوماسيا تلقت إسرائيل ضربة موجعة من محكمة العدل الدولية، التي طالبت بإنهاء فوري للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ودعت لمحاكمة قادة الاحتلال، كما أخذت أمريكا خطوات للخلف بشأن دعمها إسرائيل والحديث بشكل أكثر وضوحا وحزما عن حل الدولتين.
 
الأهم في كل ما سبق أن إسرائيل لا تحارب حكومات أو دول ولكن تحارب كيانات ليس نظامية سواء حماس أو الحوثيين أو حزب الله، وهو ما يصعب من مهمتها كثيرا في إيقاف التهديد الأمني الذي يلاحقها من عدة جبهات، والذي أتوقع أنه لن ينتهي قريبا، حتى مع انتهاء صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، فالقضية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة لم تعد أنصاف الحلول تجدي معها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق