كارثة الخلل التقني.. العالم تحت رحمة الاحتكار

الجمعة، 19 يوليو 2024 04:42 م
كارثة الخلل التقني.. العالم تحت رحمة الاحتكار
طلال رسلان يكتب

في دقائق، ارتبك العالم وعاد عشرات السنوات إلى الوراء، توقفت حركة الطيران، ودبت الفوضى في مؤسسات عالمية، المفاجأة كانت فوق إدراك أنظمة كبرى على استيعابها، أجهزة كمبيوتر أظهرت الشاشة الزرقاء الشهيرة، في البداية راحت التنبؤات إلى هجوم سيبرانية واسع، حتى تبين أن الكارثة نتيجة عطل فني.
 
أعطى العطل العالمي رسالة إلى الجميع بأن التكنولوجيا أثبتت بالفعل خطورة الاعتماد عليها بشكل كلي والتسليم بأمانها رغم التحديث والتطور الذي وصلت إليه.
 
لكن الزاوية الأهم في مشهد العطل العالمي، هي خطورة اعتماد العالم على شركة واحدة ونقصد بها مايكروسوفت، ونظام تشغيلها الموحد حول العالم، وفي مختلف المؤسسات بهذه الطريقة التي تضع الدول في دائرة الخطر دائما. 
 
ليس مهم ماحدث، رغم أن الخسائر بالمليارات، بقدر التيقن بأن ما وقع سببه أن كل الأنظمة تعتمد على نظام واحد لشركة وحيدة هي مايكروسوفت، وهنا تكمن خطورة احتكار شركات التكنولوجيا.
 
بقراءة بسيطة للمشهد من بعيد، ستتأكد بأن هناك ما بين 5 و7 شركات تسيطر على تكنولوجيا العالم، وأنه من الضروري على دول العالم، استحداث شركات بديلة حتى لو كانت الكلفة باهظة، على الأقل حتى لا تتكرر الكارثة، وحتى نتجنب رعب سؤال «ماذا لو حدث اختراق سيبراني لهذه الشركات المحتكرة لأنظمة التشغيل حول العالم»
 
بتنا الآن، وقبل حل المشكلة جذريا، نعرف نتيجة الكارثة، فالخسائر بالمليارات، وعلى الحكومات إيجاد حلول وإجراءات سريعة في كل العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بل وعلى الدول المطالبة الفورية بوقف احتكار مثل هذه الشركات واستحداث غيرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة