نتنياهو مجرم حرب.. يفشل مساعي السلام ويصر على قتل الأبرياء لبقائه على الكرسي
الجمعة، 19 يوليو 2024 11:57 ص
في وقت يتظاهر فيه آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، لمطالبة نتنياهو بإبرام صفقة لتبادل المحتجزين قبل سفره إلى واشنطن، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديه لكل القوانين والأعراف الدولية، ويمضي قدما في ارتكاب المجازر الدموية بحق السكان المدنيين العزل، متعهدا لجنوده «عدم وقف الحرب حتى تحقيق النصر»، مؤكدا أنه «سيبلغ الأمريكيين بذلك».
وتواصل قوات الاحتلال شن مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان. ودمَّرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة فى قطاع غزة، ضمن سياسة التدمير الشاملة، التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة.
ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق لـ قطاع غزة وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.
ويتورط نتنياهو في تهم فساد وبدأت أولى جلسات محاكمته في يناير 2020 ويواجه اتهامات في ثلاث قضايا منفصلة، أولها القضية رقم 1000 المتورط فيها نتنياهو وهي الاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بمزاعم تلقيه هدايا مثل السيجار والشمبانيا من رجال أعمال في الخارج، ثاني القضايا تحمل الرقم 2000 فهو متهم أيضًا بالاحتيال وخيانة الأمانة، كما اتُهم بالسعي للحصول على تغطية إيجابية في إحدى أكبر الصحف الإسرائيلية مقابل الحد من الحديث عن أحد المنافسين الرئيسيين في الصحيفة.
ويعمل نتنياهو على إطالة أمد الحرب الراهنة على غزة كي يتهرب من استئناف محاكمته مستفيدا من قرار وزارة العدل في حكومته والتي أعلنت حالة الطوارئ في إسرائيل ديسمبر 2023، بالإضافة لرفض عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين استئناف محاكمة بنيامين نتنياهو في ظل الحرب الدائرة على غزة، وهو ما يشجع نتنياهو على المضي قدما في عرقلة أي صفقة لتبادل الأسرى ووقف العدوان على غزة كي لا يعاد محكمته حال التوصل لاتفاق كامل لوقف الحرب.
يعد رئيس وزراء حكومة الاحتلال نتنياهو مجرم حرب وأحد أبرز رؤساء حكومات إسرائيل قتلا وتشريدا للمدنيين الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، فقد شن نتنياهو خلال رئاسته للحكومة الإسرائيلية أربعة حروب على الفلسطينيين في القطاع بذريعة القضاء على حكم الفصائل.
ويمثل العدوان الإسرائيلي على غزة والمستمرة من أكتوبر 2023 حتى الآن هي الأشرس والأعنف على الإطلاق في تاريخ الحروب التي شنها جيش الاحتلال على الفلسطينيين في غزة مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى والمفقودين لأكثر من 160 ألف فلسطيني في إحصائيات غير رسمية.
ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعليمات من نتنياهو البنية التحتية لقطاع غزة وحوالي 75 % من منازل الفلسطينيين واستهداف المستشفيات الفلسطينية في غزة بدون استثناء وإخراجها عن الخدمة، واستهداف المدارس التي تشرف عليها وكالة "الأونروا" وكذلك المساجد والكنائس وغيرها من المنشآت الحكومية والخاصة.
وتقدم الولايات المتحدة الأمريكية دعما غير محدودا على الصعيد السياسي والمالي والعسكري لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، والتورط في مجازر الإبادة الجماعية التي يقودها نتنياهو ضد النازحين الفلسطينيين العزل سواء في خيم النزوح أو على أنقاض منازلهم المدمرة.
وقاد نتنياهو ثلاثة حروب أخرى على قطاع غزة وهي حارس الجدران في عام 2021، وذلك في أعقاب أعمال استفزازية شنتها إسرائيل في المسجد الأقصى وعمليات تهجير جماعية للأهالي الفلسطينية للاستيلاء على منازلهم، وثاني الحروب هي الجرف الصامد في 2014 واستمرت لمدة 51 يومًا، استشهد فيها 2322 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً (أعمارهم من شهر إلى 16 عاما) ، و489 امرأةً، و102 مسنًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وتعد معركة عامود السحاب من أول الحروب التي قادها نتنياهو ضد قطاع غزة في 14 نوفمبر عام 2012، واستمرت لمدة ثمانية أيام.
يعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقبة رئيسية في طريق السلام في المنطقة بجرائمه ومجازره التي يرتكبها في قطاع غزة، وفتح جبهة قتال في شمال فلسطين المحتلة مع حزب الله اللبناني، والقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق تهدد بإشعال منطقة الشرق الأوسط والدفع بها إلى آتون الصراع الدائم والمستمر.
وتورطت الولايات المتحدة الأمريكية في التصعيد الراهن الذي تقوده إسرائيل في الشرق الأوسط والذي تسعى من خلاله إلى اشعال الإقليم وفتح حرب مفتوحة مع دول المنطقة التي تابعت الإجرام والإرهاب الإسرائيلي الذي يستهدف شعوب المنطقة بعيدا عن لغة السلام الكاذبة التي كانت تنتهجها إسرائيل خلال السنوات الماضية في محاولة لشرعنة احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة.
عدَّد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان جرائم الحرب التي ارتكبها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف جالانت ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأكد خان أنهما يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر 2023 وحتى الآن.
وتضمنت قائمة الاتهامات تجويع المدنيين وهي جريمة حرب تخالف المادة 8 (2) (ب) (25) من نظام روما الأساسي، بل الإبادة والقتل العمد باعتبارهما جريمة ضد الإنسانية. وقال كريم خان إن الأدلة التي جمعناها، والتي شملت مقابلات مع ناجين وشهود عيان، ومواد مرئية وصورا فوتوغرافية ومواد مسموعة تثبت أن إسرائيل تعمدت حرمان السكان المدنيين في كل مناطق غزة بشكل منهجي من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم الإنساني.
وأضاف مدعي المحكمة الجنائية الدولية أن هذه الجرائم وقعت خلال فرض حصار كامل على غزة تضمن الإغلاق التام للمعابر الحدودية الثلاثة منذ الثامن من أكتوبر، بل وشمل الحصار أيضا قطع المياه العابرة للحدود إلى غزة، فضلا عن قطع إمدادات الكهرباء، وإعاقة توصيل الوكالات الإنسانية للمساعدات وشن هجمات على عمال الإغاثة وقتلهم.
واتهم المدعي العام للجنائية الدولية سلطات الاحتلال بفرض حصار كامل على غزة تضمن الإغلاق التام للمعابر الحدودية الثلاثة، وهي رفح وكرم أبو سالم وبيت حانون، اعتبارا من الثامن من أكتوبر 2023 ولفترات مطوّلة، مشيرا إلى التقييد التعسفي لنقل الإمدادات الأساسية ـ بما في ذلك الطعام والدواء ـ من خلال المعابر الحدودية بعد إعادة فتحها، واعتبر أن الاحتلال استخدم تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، واصفا ذلك باعتباره جريمة حرب.