ثان أكبر حادثة بعد اقتحام الكونجرس..
دينا الحسيني تكتب: محاولة «اغتيال ترامب» تفضح الخلل الأمني داخل أمريكا العظمى
الأحد، 14 يوليو 2024 05:07 م
يومًا بعد يوم، تكشف الأحداث المتواصلة على الساحة الأمريكية، وأخرها المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ومرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، الخلل والقصور الأمني غير المسبوق في صفوف أجهزة الأمن والمعلومات داخل الولايات المتحدة، التي تأتي على رأس قائمة الدول العظمى، لتصنف كثاني أكبر حادثة «خلل أمني» في البلاد، إذ سبقها بسنوات تعرض الكونجرس الأمريكي لهجوم عنيف، في سابقة لم تحدث في تاريخ العصر الحديث أن يتم اقتحام برلمان.
حينها ضربت الإدارة الأمريكية بكل الشعارات التي رفعتها في وجه الدول العربية عرض الحائط، وشددت «واشنطن» على أنه في مواجهة أمنها القومي، تسقط شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية كافة، لتعكس تلك الأحداث الازدواجية الكبيرة في خطاب الإدارة الأمريكية التي تهاجم وتنتقد دائما حكومات دول المنطقة العربية في أي إجراء قد تتخذه لمنع الفوضى وحفظ الأمن في البلاد، وترى في ذلك انتهاكا لحقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية والحريات العامة، لكن عندما ضرب الداخل الأميركي بسلاح العنف والإرهاب، تمسكت بنفس الخطاب الذي لطالما رددته الحكومات العربية، وهي تندد بالعنف والفوضى في بلادها.
لم تكن محاولة اغتيال المرشح الأمريكي في الانتخابات الرئاسية ضد بايدن مجرد حادث إجرامي، بل تتجاوز أبعاده على ما يبدو حدود الولايات المتحدة الأمريكية، لتخيم على دول العالم كافة، إذ تشير من جهة أخرى إلى أن كل الأحاديث الخاصة بتطبيق الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، لم تكن إلا أداة وسلاحا فعالا لإشعال الفوضى في دول المنطقة، وزعزعة استقرارها، وهز الثقة بين الشعوب وحكامها، بل على العكس من ذلك، فإن كل المعايير التي كانت القوى الغربية تطالب دول الشرق الأوسط بتنفيذها، سحقتها الحكومات الغربية عندما تعارضت مع أمنها واستقرارها.
وللولايات المتحدة تاريخ طويل في انتهاك حقوق الإنسان؛ فبين حرب فيتنام، وغزو العراق، والمجازر الوحشية التي ارتكبت في سجن أبو غريب، وما حدث في سجون جوانتانامو، وأزمة غزة، تقف الإدارة الأمريكية «عارية» أمام العالم أجمع، بعد أن دهست ودمرت آمال وتطلعات شعوب تلك الدول من أجل تحقيق أهدافها وتنفيذ خططها في المنطقة.
وبينما وقف العالم الحر شامخا في وجه الغطرسة الإسرائيلية ومجازرها الدموية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما في ذلك طلاب الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، اختارت «واشنطن» الوقوف إلى جانب مجرمي الحرب، واعتقلت المئات من طلاب الجامعات و كل من رفع لافتة تندد بالمجازر الإسرائيلية بحق شعب غزة الأعزل، والتاريخ المعاصر شاهد على مواقف الإدارات الأمريكية المناهضة لكل القضايا العادلة بدءا بالقضية الفلسطينية وانتهاء بالأزمة الأوكرانية الروسية.