الشيطان يعدكم بمجرزة المواصي!
الإثنين، 15 يوليو 2024 04:00 ص
لا يوجد أسوأ من الشياطين، ففي آيات الله تعالى تحذيرات عديدة للبشر لاجتناب أعمالهم، ومنها قوله (عز وجل) "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، (صدق الله العظيم)، ولكن بالنظر إلى ما نشهده الآن في قطاع غزة من جرائم ومجازر فيقيني إننا نعيش مع مجموعة من الشياطين في صورة بشر استهوتهم وتخطت ممارستهم الأعمال الشيطانية.
ينطبق الأمر على الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة،، أمس المواصي .. وقبلها في المغازي والمعمداني وجباليا ولا ننسى محرقة الخيام... كلها مجازر تحمل في طياتها جرائم حرب وإبادة جماعية ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال الـ 9 أشهر الماضية، وراح ضحيتها عشرات آلاف من الشهداء المدنيين؛ أكثرهم من الأطفال والسيدات وكبار سن.
جريمة المواصي، التي ارتكبت أمس بأياد إسرائيلية غادرة، وأدت إلى استشهاد 90 فلسطينياً وإصابة 300 آخرين، كشفت عن عقلية الاحتلال الإجرامية؛ وبالأحرى عكست كيف يفكر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وينظر إلى الأوضاع في غزة بشكل شيطاني.
فرغم بشاعة الجريمة ونتائجها وحجم الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، لم يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي ليعتذر عن ما بدر من قواته، أو يدعي كذباً إنها غارات وجهت بالخطأ كما فعل سابقاً في المعمداني وخلافه من الجرائم التي أثارت ضجة عالمية.
بل تخطى كل ذلك وبات يضرب يميناً ويساراً بالقانون الدولي عرض الحائط، دون أدنى تخوف من المساءلة الدولية، ليعلن مسؤوليته عن المجزرة، ووصل به الحال إلى الاعتراف بأنه بارك عملية المواصي بعدما عرضها على الشاباك، وقال إن "العملية تمت بعد علمه بعدم تواجد محتجزين إٍسرائيليين في محيط موقع تنفيذ الغارة"،
مباركة نتنياهو لعملية المواصي وعدم تهربه من المسؤولية عن نتائجها الكارثية، يعكس انتقال الوضع في غزة إلى مرحلة جديدة من التصعيد، فبعد أن كانت تل أبيب تتنصل من ممارساتها وتتبرأ في بعض الأحيان من الانتهاكات التي ترتكب في القطاع، لم يعتريها الخوف الآن، وهذا يعني أن نتنياهو بات يعلم علم اليقين أن مهما ارتكب من ممارسات وجرائم لن يكون عرضة للمحاسبة.
وما يكشف حجم الجريمة، أن حي المواصي الذي يؤوي عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، كانت إسرائيل أعلنته قبل أيام منطقة آمنة، وذلك بعد أن طالبت سكان محافظتي غزة والشمال بالتوجه إليه تحت مزاعم أنه ضمن "المناطق الإنسانية"، لتوجه إليه سهام الغدر وتقوم باستهدافه بسلسلة من الغارات الجوية.