ساعات «الديمقراطية الأمريكية» المظلمة!

الأحد، 14 يوليو 2024 02:31 م
ساعات «الديمقراطية الأمريكية» المظلمة!
محمد الشرقاوي يكتب:

في خضم الصخب السياسي والجدل الدائر حول مستقبل إدارة البيت الأبيض، حدثت محاولة اغتيال غير مسبوقة تجاه الرئيس السابق دونالد ترامب، والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وهي حادثة ألقت بظلال من الشك والقلق على المشهد السياسي الأمريكي المرتبك في الأساس.

المحاولة أثارت ردود فعل متباينة في الولايات المتحدة وخارجها، إذ برزت التساؤلات حول خلفيات الجريمة والمؤثرات السياسية والاجتماعية التي قد تكون دفعت لها، كونها تأتي في ظل تصاعد الانقسامات السياسية وتعقيدات السياسة الدولية، التي أضحت بمثابة ساحة لمنازعات متلاحقة بين الأحزاب والقوى الدولية.

إن محاولة اغتيال ترامب تمثل نقطة تحول خطيرة في السياسة الأمريكية، وتشير بوضوح إلى الحاجة الشديدة والملحة لمعالجة جذور الانقسامات العميقة والتوترات السياسية التي تهدد استقرار بلاد «العم سام». ولا بد من إجراء تحقيق شامل وشفاف لكشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات، مع التأكيد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية واحترام القوانين كأساس للتعايش الديمقراطي.

وبالطبع فإن حادث العنف الانتخابي الجديد على الولايات المتحدة يهدد الأجواء السلمية للانتخابات المرتقبة، وبالتالي فإن استكمال الحملات الانتخابية الأمريكية في أجواء صحية أمر غير مطروح، ومن المحتمل تكرار مظاهر للإرهاب أو العنف أو الكراهية، حال استمرت الخطابات العنصرية بين المرشحين.

فغالباً ما تعكس الانتخابات الرئاسية الأمريكية أجواءً من الحماس والتنافس المكثف، حيث يتبارى المرشحون للفوز بثقة الناخبين، وتشهد الحملات الانتخابية جهودًا ضخمة من جانب كل فريق لجذب الناخبين وتحفيزهم على النزول إلى صناديق الاقتراع.

ويتمثل التنافس في مناظرات حية وإعلانات تلفزيونية وحملات عبر الإنترنت، مما يعكس حجم الاهتمام والمشاركة الشعبية في العملية الديمقراطية الأمريكية، غير أن حادث ترامب وإصابة مواطنين قد يحد من المشاركة في مؤتمراته الشعبية، ما يعني أننا على بعد ساعات مظلمة للديمقراطية الأمريكية.

ويجب على الجميع أن يتفقوا على أن العنف السياسي لا يجب أن يكون جزءًا من أي نظام ديمقراطي، فالديمقراطية تستند على حرية التعبير والتنافس السلمي، وأي عمل عنفي يهدد هذه القيم يجب أن يُعامل بكل شدة وفقاً للقانون.

محاولة اغتيال ترامب هي تهديد حقيقي للديمقراطية الغربية، والتي طالما تباهت بسلميتها، وهو ما يظهر في بيانات الإدانة للمسؤولين الغربيين للحادث، فهذا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن إطلاق النار على تجمع ترامب يمثل «مأساة لديمقراطياتنا».

كذلك رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، قال إنه يجب علينا الوقوف بحزم ضد أي شكل من أشكال العنف الذي يتحدى الديمقراطية، وهي تصريحات لم يبعد عنها كثيراً رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي قال إنه لا مكان للعنف السياسي في مجتمعاتنا بأي شكل من الأشكال، وقلوبنا مع جميع ضحايا هذا الهجوم، كذلك قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: «العنف السياسي غير مقبول على الإطلاق».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة