أول أسبوع عمل للمحافظين والوزراء.. خطة واضحة وأداء مبشر

الأحد، 14 يوليو 2024 02:09 م
أول أسبوع عمل للمحافظين والوزراء.. خطة واضحة وأداء مبشر
الحكومة الجديدة
هانم التمساح

بعد مشاورات مكثفة استغرقت شهراً كاملاً، أدت الحكومة المصرية الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي ، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية الرئاسي، وبنظرة سريعة على الأرقام والإحصائيات فقد  رحل21 محافظا عن منصبه وبقى 6 محافظين استمروا في عملهم وتعيين عدد كبير من نواب المحافظين في خطوة غير مسبوقة نحو تمكين الشباب ،كما حدثت حركة تغييرات موسعة في الوزارات أيضا.

تواصل مع الاعلام والشارع

ومن المؤكد -بحسب الفترة القليلة المنقضية-فان الحكومة الجديدة وحركة المحافظين ستسير نحو خطة واضحة وجدول زمنى وتكليفات واضحة وبناء تواصل فعال مع الإعلام ومخاطبة الجمهور بشكل مستمر، فقد واصل المحافظون جولاتهم لتفقد أحوال الشارع المصري بشكل مباشر تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسي بتكثيف العمل الميداني الشارع المصري والتواصل المباشر مع المواطنين بعيدا عن البيروقراطية من أجل الاستماع لمتطلباتهم والعمل على حل مشكلاتهم، عقب حلف اليمين الدستوري للحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، ووجه الرئيس السيسي الوزراء والمحافظين، إلى ضرورة متابعة سير العمل وتكثيف الزيارات الميدانية؛ للعمل بشكل جدي من أجل خدمة المواطنين.

ومنذ إعلان حركة المحافظين ونوابهم كانت هناك بالفعل حركة نشطة لبعض المحافظين في جولات بالمحافظات، والمدن والأحياء، وضبط بعض المخالفات والمتابعة للرقابة على الأسواق، وكل هذا يشير إلى رغبة لدى المحافظين في إظهار النشاط والجدارة بمناصبهم الجديدة، لكن العبرة غالبا في الاستمرارية وفى مدى قدرة المحافظين على إدارة شؤون محفظاتهم من خلال نظام إداري وتوزيع أدوار وتشغيل رؤساء الأحياء والمدن والقرى بما يساهم في إزالة العراقيل وتلبية مطالب المواطنين، وقد جرت العادة أن يبدأ بعض المحافظين عملهم بجولات ونشاط بهدف التصوير، ومع الوقت يدخل العمل في إطار الاعتياد، بينما يستمر بعض المحافظين في العمل طوال فترة توليهم مناصبهم، خاصة هؤلاء الذين يعملون من خلال فريق وليس بشكل فردى، والفريق يعنى رؤساء المدن أو الأحياء والقرى، ونواب المحافظين، مع وجود آلية ونظام للعمل.

 

 تغيير حقيقى

 وتعتبر حركة المحافظين الحالية هي الحركة الخامسة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تعبر واقعيا عن المرحلة الحالية  بمجابهة كل التحديات التي نواجهها، والتكليفات واضحة على  ضرورة تواجد المحافظين في الشارع طوال الوقت والتواصل مع المواطنين والتفاعل معهم، لتحقيق التنمية وتنفيذ المشروعات وبناء جسور الثقة بين الأجهزة التنفيذية.

 وتركز حركة المحافظين الحالية على زيادة مشاركة الشباب والنساء، وذلك في سياق جهود التمكين التي تقودها الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويأتي هذا إلى جانب تجديد تشكيل عدد من المحافظات وإعادة هيكلة السلطات لتعزيز القدرة على تنفيذ أجندة الحكومة .

وقد أثبتت تجربة تمكين الشباب والنساء  نجاحها مع المحافظين والوزراء،  فى خلق صفوف ثانية وثالثة للمهام المحلية، بحيث يحصل الشباب النواب على فرصة لجمع خبرات والتعلم والاحتكاك مع المواطنين للتعامل بشكل عملي مع قضايا المحليات، وهي أفضل طريقة لإنتاج كوادر من شباب متعلمين جيدا، وتم تدريبهم على الإدارة والعمل العام بشكل حديث، ومنهم أكاديميون معيدون أو مدرسون بالجامعات، أو مهندسون ومحامون وأطباء من خريجى البرنامج الرئاسى للتدريب، وهى تجربة تتبلور نتائجها لتمثل روافد للإدارة، من فئات وخبرات جديدة، خاصة وأن النواب الذين تم تعيينهم سابقا أصبحوا محافظين، خاصة منهم من نجحوا فى مزج ما تعلموه من البرنامج الرئاسى، مع خبرات المحليات، وهى منطقة معقدة وتعانى من تراكمات عقود من الإهمال.

وعقد رئيس الوزراء  أول اجتماع مع مجلس المحافظين بكامل تشكيله، وهى سنة مستمرة حيث ينعقد مجلس المحافظين بشكل دوري، لتحديد المهام العاجلة لدى المحافظين وخطوط العمل في المرحلة القادمة .

 
التركيز على ملف المحليات
 

وتعتبر المحليات هي أم الأزمات في مصر ويمكن حل معظم المشكلات اذا تمكنا من تطهير المحليات، وإدارتها بشكل جيد لذا أخذت الحكومة الجديدة على عاتقها التركيز على مراقبة عمل المحليات وقام عدد من المحافظين كان أبرزهم محافظ سوهاج بإقالة بعض رؤساء المدن بسبب الإهمال وسوء الإدارة.

 وبالرغم من أن أغلب مشكلات الشعب تتعلق بطلبات علاج أو نقل أو خدمات أو تراخيص، وهى من صميم عمل المحليات، التي تعانى من  بيروقراطية يعطل كل شىء، خاصة مع استمرار غياب المجالس الشعبية المحلية، ولكن يظل هناك أمل أن يتم تنفيذ توصيات الحوار الوطنى فيما يتعلق بهذه النقطة، بما يسهل تولى مجلس محلية إدارة الأمور فى المدن والأحياء والقرى.

وفى حال الانتهاء من قانون الحكم المحلى الجديد، وإجراء انتخابات المجالس الشعبية المحلية، حتى يمكن أن تكتمل الصورة، لكن يظل الأمر مرتبطا بشكل كبير بأداء المحافظ ورئيس الحى والمدينة والقرية،  ويختلف الأداء بين رئيس حى يعمل، وآخر لا يعمل ويترك الفوضى من حوله، ومشكلات المحليات النظافة والتنظيم والإشغالات واحتلال الطرق بجانب المرور والتراخيص بجانب تركيز العمل فى الشوارع الرئيسية وإهمال الشوارع الجانبية، بسبب غياب رؤساء الأحياء، والفساد والمخالفات الظاهرة، وأكثر من مرة وجه الرئيس السيسى الحكومة والمحافظين إلى تطبيق القانون ورفع المخالفات والإشغالات وإزالتها واستعادة حق الدولة .

وتتطلب كل هذه الأهداف وجود طريقة جديدة في الإدارة تعتمد على التواصل وتوظيف التكنولوجيا، وأن تكون الجولات الميدانية للمحافظين ونوابهم ورؤساء المدن، بهدف معالجة المشكلات المزمنة، وبالطبع فإن جزءا من هذه المهام يتعلق بدور وزارة التنمية المحلية والحكومة والتشريعات التى تنهى التشابكات وتسهل تطوير العمل الإدارى.

نشاط للوزراء

الوزراء أيضا كانت زياراتهم المفاجئة لمواقع العمل واضحة خلال اول أسبوع من عمل الوزارة .الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة،بدوره أجرى زيارة مفاجئة لمستشفيات محافظة الإسكندرية، للوقوف على مشكلات المواطنين وطبيعة العمل وأوجه القصور، كونها تمس المواطنين بشكل مباشر. 

حيث قام بزيارات مفاجئة لمستشفيات محافظة الاسكندرية،  والقاهرة  وتعد تلك  الزيارات  تعد واحدة من أساليب الإدارة التي يتبعها وزير الصحة؛ لأهمية اطلاع المسؤول على مجريات العمل بنفسه والتعرف على المعوقات والاستماع لمتلقي الخدمة بشكل مباشر.

وتَفقّد محمد جبران وزير العمل، المركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بمنطقة ميدان الحجاز بمصر الجديدة، والذي تأسس بقرار جمهوري رقم 932 لسنة 1996، في زيارة مفاجأة.

وتَجّول الوزير جبران داخل معامل وأقسام وإدارات «المركز» للوقوف على الوضع الحالي والرؤية المُستقبلية، ووعد بمواجهة كافة المُشكلات والمُعوقات من أجل عودة دور المركز الريادي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط في مجال التدريب وتقديم الخدمات الميدانية والمشُورة الفنية للمنشآت الصناعية لمعاونتها في وضع الوسائل المُلائمة للحد من مخاطر العمل وأضراره في مختلف القطاعات، والتوعية بأهمية السلامة والصحة المهنية على بيئة العمل لحماية العامل وأدوات الإنتاج تحت شعار بالوعي نُحقق العمل الآمن، وبرؤية أن تُصبح مصر مرجعًا عربيًا في بناء وتطبيق نظم السلامة والصحة المهنية.

 وزير الكهرباء، الدكتور محمود عصمت، أيضا تفقد  في زيارة مفاجئة، المركز القومي للتحكم التبادلي المؤقت بمبنى المجمع بالعباسية، وأكد أن هناك مراجعة دقيقة وتفصيلية لمنظومة تشغيل وإدارة محطات توليد الكهرباء، تشمل متابعة مدى كفاءة التشغيل في كل محطة على حدى، بما يضمن زيادة معدلات التوليد وترشيد استهلاك الوقود، موضحًا أن المراجعة تشمل محطات المحولات وشبكات التوزيع وكافة المراحل التي يمر بها التيار الكهربائي وصولًا للمشتركين.

 جولات المحافظين

المحافظين أيضا كانت جولاتهم الميدانية مؤثرة شعر بها المواطن العادى منذ الأسبوع الأول،  ففي  الأقصر التي تعد أحد أبرز المدن السياحية التي تتطلب جهدا واهتماما خاصا  استهل المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، ونائبه الدكتور هشام أبو زيد، عملهما رسمياً بأولى الجولات في شوارع المدينة   شملت متابعة العمل في مواقف البياضية وأرمنت لسيارات السرفيس، واستمع محافظ الأقصر لمطالب السائقين والأهالي من توفير أماكن انتظار للأهالي ببرجولات للحماية من حرارة الشمس،وتفقد     أهم موقع يحتاج للتدخل وفتحه لخدمة المواطنين في الطقس الحار، وهو موقع حمام السباحة الأوليمبي للتعرف على أهم معوقات تشغيله موجها بضرورة سرعة التنسيق ما بين الجهات المنوطة لتنفيذ أعمال الصيانة والتطوير اللازمة لافتتاحه وتشغيله في أقرب وقت، كما تفقد السوق الحضري للخضار بحي وسط موجها ببحث سبل تشغيله لبدء تقديم الخدمات للمواطنين نظرا لموقعه المتميز بوسط المدينة، وتوجه محافظ الأقصر إلى شارع المحطة والشوارع الجانبية له،

وفي كفر الشيخ، أجرى محافظها  اللواء علاء عبد المعطي،  جولة تفقدية، استمع خلالها لعدد من المواطنين، ووجه بسرعة حل المشكلات، سواء الخاصة بـ كوبري الهويس، أو سرعة الانتهاء من أعمال الرصف، كما وجه مدير إدارة خدمة المواطنين بسرعة الاستجابة لمطالب المواطنين في كافة القطاعات الخدمية

 وفي أسيوط  تفقد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، خلال جولة ليلية مفاجئة سير العمل بمستشفى الايمان العام بمنطقة الاربعين بحي غرب مدينة أسيوط ، ومستشفى اسيوط العام " الشاملة " للاطمئنان على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضي والمترددين علي المستشفى ومتابعة بعض الحالات المرضية التي وجه بعلاجها 

وفي أسوان حيث أكد اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان الجديد، أن هناك فترة تقييم شاملة لكافة رؤساء المدن والمراكز لتقديم أفضل ما عندهم قبل الحكم عليهم وإجراء حركة تغييرات، وضخ كوادر جديدة قادرة على مواجهة التحديات والاعتماد على العمل الميدانى للتفاعل الفورى مع أى مشاكل لسرعة وضع الحلول الجذرية لها، مضيفاً أنه سيفتح صفحة جديدة مع الكل ولن يتخذ قرارات فورية بشان حركة تغييرات رؤساء المحليات حتى تكون فرصة لمن يرغب فى الإصلاح وإعادة تقييم نفسه وتصحيح المسار للمقصرين، معلقاً "هنشد خط على اللى فات".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق