كامل الوزير على باب صاحب المصنع

الأحد، 14 يوليو 2024 06:00 ص
كامل الوزير على باب صاحب المصنع
طلال رسلان يكتب:

الاتفاق الجمعي على شخصية ما، ضد الطبيعة الإنسانية، فلابد من اختلاف، لكى تتضح جوانب المزايا مع جوانب الرفض، لكن هناك أرضية ثابتة حتى لا يأخذنا الاختلاف إلى جانب العوار ويتحول الأمر إلى مجرد خصومات وتصفية حسابات، ويضيع الحق بالباطل.

تلك الأرضية الثابتة في الحكم على شخص ما، لابد وأن تنطلق من مبدأ التراجع أو تغيير وجهة النظر ومواربة الأبواب، حال ثبُت أن المحكوم عليه يستحق أن نغير وجهة النظر عنه، أو أن نعطيه حقه إذا أثبت عكس ما كان يُعتقد في الحكم عليه.

كان طبيعيا أن نتفهم وجهة نظر القلقين بشأن تولي المهندس كامل الوزير حقيبتين وزاريتين ثقيلتين معا، تركة مليئة بالأزمات، بل إنها منبع الحكم على أداء الحكومة ككل، واحدة «وزارة النقل» المتصلة بالجمهور والمواطن وبخدماته بشكل مباشر، والأخرى «الصناعة» مبني عليها مستقبل البلاد ويُنظر إليها على أنها المخرج من أزمات توافر العملة الصعبة وانخفاض مستوى المعيشة ودعم مستدام للاقتصاد.

لكن من الصعب تفهم وجهة النظر هذه، بعد قراءة عنوان كتاب كامل الوزير، هذا العنوان الذي صاغه بقرارات جريئة في القطاعات منذ اليوم الأول لتولي مهامه في حكومة مدبولي الثانية، وبالتداخل المباشرة مع الأزمات والاشتباك معها.

هل تذكرون المصانع المتعثرة؟.. حلها بقرار فوري بعودة العمل وجدولة الديون ومنح الرخص لبدء عجلة الصناعة وبأقصى قوة وسرعة.

هل تذكرون ما يدور في ربوع مصر عن «لازم نصنع، احنا بنستورد الإبرة والصاروخ، فين صنع في مصر»؟.. رد عليها كامل الوزير في ثاني يوم عمل له باجتماعات مع أصحاب شركات ومصانع أجنبية لاستقطاب الاستثمار وبدء خطوط الإنتاج من داخل مصر، أعطى ذلك عنوانا لبدء صناعة السيارات الكهربائية مثلا في مصر عندما اجتمع مع ممثلي شركات كبرى، واتفق على الخطوات الفعلية، لعلنا نجني الخير قريبا.

نعم الكتاب بيبان من عنوانه، وعنوان كامل الوزير واضح وصريح «سأحول مصر إلى مدينة صناعية كبرى»، بالمناسبة وعد بها في مجال النقل وقال سترون طفرة وخدمة لم تروها من قبل.. وقد رأينا ذلك، وانتهت كوارث حوادث القطارات وأوقف نزيف الدماء، ورأينا شبكة طرق عالمية تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب.

تابعت باهتمام مقابلة كامل الوزير مع صاحب أحد المصانع..

فصصت اللقاء لأخرج منه متيقنا بقوة أدوات هذا الرجل وقوة أهدافه وقوة الاعتقاد بأننا قد نرى عصرا صناعيا مصريا خالصا.

- يا سيادة الوزير استنيتك كتير واستنيت مقابلتك

= تحت أمرك أنا جاي أحل كل المشاكل واحدة واحدة

- يرضيك بقالي 5 شهور وأنا صاحب مصنع وعندي التزامات مش عارف استخرج سجل صناعي

= من غير تفاصيل، السبت الجاي تقابلني هنا وأنت في إيدك الرخصة وعد مني.. والرسالة دي مش ليك بس دي لكل صاحب مصنع.. انتهى التأخير.. انتهى التسويف.. إنتاج فقط وعمل فقط وجهد فقط وصناعة فقط ومكن شغال فقط.

هكذا اتضح عنوان كتاب كامل الوزير الفترة القادمة، وننتظر منه بقية كتاب التنمية الشاملة، نعول عليه الكثير، وصار لدينا يقين بأنه اختيار أصاب الهدف، وأعطى كفاءة حقها في وقت تحتاج فيه البلد إلى كل كفاءة.. فأفلح إن عَمِلَ واجتهد وأنتج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق