ما هي أسباب فوز مسعود بزشيكان بالانتخابات الرئاسية في إيران؟

السبت، 13 يوليو 2024 10:28 ص
ما هي أسباب فوز مسعود بزشيكان بالانتخابات الرئاسية في إيران؟
مسعود بزشيكان

أكدت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات أن فوز المرشح الإصلاحي فى إيران مسعود بزشكيان بـ الانتخابات الرئاسية الإيرانية بمثابة استفتاء شعبي لصالح الانفتاح مع المجتمع الدولي، في الوقت نفسه فإن الجولة الثانية للانتخابات دشنت قوة التيار الإصلاحي ورغبة كتل واضحة من الإيرانيين خاصة الشباب والشابات الأكثر تعليمًا، إلى جانب ترجيح كتلة الأذريين كفة المرشح الإصلاحي.
 
وبحسب الدراسة التى جائت تحت عنوان " “الأذريون” والشباب والنساء: يرجحون كفة المرشح الإصلاحي كيف صوت الإيرانيون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية؟" فإن كلمة السر في وصول بزشكيان إلى منصب الرئاسة إلى جانب الصوت الأذري هي صوت النساء، وقد كان المرشح الإصلاحي مدركًا لعامل الحسم الخاص بصوت المرأة، حيث ركزت حملة بزشكيان على شخصية مرشحها كرجل ترمل صغيرًا وانحاز لتريبة أبنائه دون الزواج للمرة الثانية ليقوم بدور رب الأسرة كاملًا، كما حرص المرشح الإصلاحي على إعلان دعمه للمجتمع النسائي ووعوده بزيادة الحريات الاجتماعية إلى تفضيل المرأة على نطاق واسع. وكان حضور ابنته زهرة في كل الحملات الانتخابية مؤثرًا في هذا الأمر.
 
وبحسب الدراسة أنه رغم أن بزشكيان لم يقدم وعودًا صريحة، بشأن دوريات شرطة الأخلاق، إلا أنه أطلق تلميحات وانتقادات غير مباشرة، وردًا على أحد مناصريه، الذي طلب منه تقديم ضمانة لمواجهة “دورية شرطة الأخلاق”، كتب بزشكيان على منصة إكس: “أضمن أن الحكومة بأكملها ستقف ضد الدوريات الإجبارية”.ووصف خطة الشرطة لتكثيف دوريات شرطة الأخلاق بالخطة السوداء، وقال في برنامج دعاية له: “كل عائلتي ترتدي الحجاب. زوجات أبنائي وأخواتي يرتدين الحجاب”، لكنه أضاف: “لا يمكن إجبار النساء على ارتداء الحجاب”. ففي النهاية كان بزشكيان الصوت الوحيد بين المرشحين الذي يدعو إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها قواعد الحجاب الشرعي.
 
ورأت الدراسة أن الانحياز للمرشح الإصلاحي كان تعبيرا من الشباب والنساء في إيران عن رغبتهم في تغيير الإجراءات الاجتماعية والاقتصادية. ومن ناحية أخرى، الرغبة في المزيد من التفاعل مع الغرب لرفع العقوبات وتوسيع العلاقات الدولية والاستثمارات الاقتصادية.
 
واعتبرت الدراسة أن الأصوات التي حصل عليها بزشكيان من النساء والشباب لم يكن بسبب أنه حامل لمشروع إصلاحي كما كان الحال مع خاتمي أو مع مير حسين موسوي في انتخابات 2009، ولكن رفضًا لوصول ممثل التيار المحافظ المتشدد سعيد جليلي للمنصب واحتجاجًا على سيطرة المحافظين على كافة المناصب والمؤسسات في النظام الإيراني.
 
ورأت الدراسة أن معامل الحسم كان الصوت الأذري الذى يمثل 25% من سكان إيران. قد حسم الصوت الأذري الانتخابات لصالح بزشكيان الذي ينتمي للعرقية الأذرية وكان نائبًا عن أكبر المدن الأذرية وهي تبريز عاصمة أذربيجان الشرقية منذ 2008. وحسابيًا كان الصوت الأذري صوتًا حاسمًا، حيث حصل بزشكيان على 2.786 مليون صوت في أذربيجان الشرقية والغربية مقابل 482 ألف صوت فقط لجليل بفارق 2.304 مليون صوت، فيما كان الفارق في النتيجة النهائية بين بزشكيان وجليلي 2.8 مليون صوت.
 
وإلى جانب صوت العرقية الأذرية الحاسم، كان خطاب بزشكيان الخاص بحقوق الأقليات ومنحه الأمل مجددًا لهذه الأقليات وخاصة الأكراد للاعتراف بجزء من حقوقهم، إلى جانب الصوت الاحتجاجي بين هذه الأقليات للكتلة المحافظة وممثلها سعيد جليلي الذي صب لصالح المرشح الإصلاحي.
 
واختتمت الدراسة بأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية نجحت في كسر نمط سلسلة من الانتخابات شهدت تشديد المعسكر المحافظ قبضته على جميع مراكز السلطة. وربما نشهد خلال الأشهر الأولى من ولاية بزشكيان خوضه معركة شاقة لتأمين المزيد من الحقوق الاجتماعية والثقافية في الداخل ومشاركة دبلوماسية في الخارج في مواجهة الجناح المحافظ الذي يسيطر على البرلمان ومؤسسة ولاية الفقيه والحرس الثوري.
 
ورأت الدراسة أنه ربما تكون نقطة الانطلاق للخلافات هي المفاوضات مع واشنطن لأحياء الاتفاق النووي بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية نهاية العام الحالي، بهدف إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وهو ما سيتحدد بالأساس على قاعدة مدى قبول خامنئي لاستعادة مسار المفاوضات، لأن بزشكيان والتيار الإصلاحي ليسا في لحظة قوة قادرة على تحدي المرشد الأعلى وهو ما شدد عليه بزشكيان بقوله إنه لن يعارض خامنئي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق