لا مكافأة على الجريمة
الجمعة، 12 يوليو 2024 05:04 م
الحد الاقصي لتقبل الأمور بصدر رحب يتم اختصارها بجملة "روح رياضية"، لذا فإن الرياضة مضرب الامثال في سمو الاخلاق منذ أن تخلصت من همجية الاقتتال حتى الموت في العصور الغابرة.
فما هي قيمة أن تفوز فى منافسة بسوء خلق؟.. لا يتذكر الكثيرون نوع ميدالية بطل مصر الاوليمبي "محمد رشوان"، فضية كانت ام ذهبية، ولكن نتذكر جميعا كيف فاز بها وكيف فاز باحترام العالم بعد عقود من مباراته الشهيرة، وهذا هو لب الموضوع.
نحن في منافسة في ميادين الرياضة بغرض الاستمتاع، لا بغرض الاقتتال، ووفقا لقواعد تحرص على سلامة المتنافسين، فإذا ما تجاوز أحد المتنافسين فهناك عقوبة، وهنا العقوبة على مخالفة قواعد اللعبة، وهنا لسنا في موضع مخالفة لقواعد لعبة، نحن امام جريمة تسببت في اصابة بالغة لمتسابقة رياضة سباق الدراجات "جنة عليوة" على يد زميلتها "شهد سعيد" فى واقعة تم تصويرها لحظة بلحظة، والا ما كنا سنصدق إنها متعمدة وكان من المحتمل التغطية على الحقيقة.
والادهى والامر هو رد فغل اتحاد الرياضة ورئيسة "وجيه عزام"، ليس فقط فى تخليهم عن فتاة تحت مسؤليتهم المباشرة وهم حيث هم في اماكنهم لمساندتها كحق اصيل وواجب في اعناقهم، بل في محاولتهم مكافأة من ارتكبت جريمة في حق زميلتها بإعلان اشتراكها في الاوليمبياد لتمثيل مصر، اي عار يسعى هؤلاء لالحاقة بالمصريين جراء اشتراك من انتهكت كل اخلاقيات الرياضة وكادت أن تفتك بزميلتها لتنال شرف تمثيل وطننا الغالي في المحافل الدولية، وما هي دوافع ”وجيه عزام" ومجلسة وراء اشراك من فشلت في الفوز في سباق محلي ضعيف المستوى فاضطرت الى اللجوء للجريمة للمشاركة في الاولمبياد، حيث تتنافس مع ابطال اللعبة على مستوى العالم؟.. هذا سؤال نحتاج أن يجيبنا عليه رئيس الاتحاد.
من سيتحمل سفر واقامة هذا النموذج السيئ لرياضية غير دافعي الضرائب من المصريين، ومتى سيحاسب "وجيه عزام"على الفشل الذى يلى الفشل في رياضة هو المسؤول عنها وعن اهدار أموال المصريين.
وبما أن الشيئ بالشيئ يذكر فلا بد من ذكر حادثة وفاة "اسلام ناصر" وهو شاب من قرية بسيطة في محافظة بني سويف، لم يتجاوز سن ال23 عاما، حصل على العديد من الجوائز لتفوقه في سباق الدراجات ولكن للأسف الشديد لم يكن وضعه الصحى يسمح له بالاستمرار في ممارسة الرياضة، ففي العام 2015 قبل وفاة اسلام بسنتين تعرض لإغماء أثناء تواجده في سويسرا في أحد المعسكرات.
إسلام شوقي زميل اللاعب في المنتخب، قال إن التقرير السويسري الذي أصدره الاتحاد الدولي للاعب الراحل، طالبه بالتوقف مؤقتا عن ممارسة اللعبة: "منعه الأطباء من التمرين ووضعوه تحت جهاز دقيق مُركب على جسده لمدة 48 ساعة للاطمئنان على تنفسه وقلبه، وطالبوه بالخضوع لفحوصات طبية دقيقة في مصر، حيث كان موعد رحلة العودة للقاهرة، وانتهت فترة تأشيرته لسويسرا".. وهنا يأتي السؤال، أين اختفي التقرير السويسري الذي يوصي بأن وضع اسلام الصحي لا يسمح له بممارسة الرياضة، وهي مسئولية "وجيه علام" المباشرة بصفتة المسؤول عن الرياضه بحكم منصبة، ولماذا سافر اسلام إلى جنوب افريقيا حيث قضى نحبة اثناء المنافسات، ولم توجس وجيه علام فطلب توقيع اسلام على تعهد بالسفر على مسؤوليته، وكأن كتابة تعهد تعفيه من المسؤولية.. ومن يعوض اسرة اسلام متواضعة الحال عن فقدان فلذة كبدها.
مطلوب تحقيق عاجل واعلان نتائجه ومحاسبة المقصرين امام الرأي العام، فهذا حق اصيل وأقل ما يمكن فعلة لضرب مثل في الانتصار لقيم النزاهة والشرف، وأن لا مكافأة على الجريمة ولا مسؤول فوق الحساب.. وعلى الله قصد السبيل.