جدوى المشروعات العقارية

الخميس، 11 يوليو 2024 05:00 ص
جدوى المشروعات العقارية
شيرين سيف الدين

يعتقد البعض أن الاستثمار العقاري ليس ذو جدوى إلا لأصحاب المشروع، ولن يعود بالفائدة سوى على ذوي القدرة الشرائية وملاكه فقط، ويردد الكثيرون جمل مكررة ذات معاني سلبية ومحبِطة مثل "ما الفائدة التي تعود على المواطن الفقير؟".. أو "لماذا لا يتم استبدال تلك المشاريع بمشروعات صناعية أو خدمية تعود بالنفع على المواطن الغلبان؟".. وغيرها من تساؤلات تبدو بريئة لكن في حقيقتها ما هي إلا تضليل للفئة المنساقة خلف أي اعتراض .
 
وردا على فكرة عدم جدوى المشروعات العقارية أود أن أوضح أن تلك المشروعات ليست خصما للمشروعات الصناعية أو الخدمية إطلاقا، بل هي باب من أبوابها أصلا فهي تساعد بشكل كبير في تعظيم صناعات كبرى مثل صناعات الحديد والصلب والأسمنت والطوب والدهانات والكهرباء والسيراميك والمواسير والرخام وغيرها من مستلزمات البناء التي لا تنتهي .
 
وعليه فإنها تساهم في زيادة أرباح المصانع المنتجة لتلك المستلزمات، كما أنها تفتح الأبواب لإقامة المزيد منها لتلبية احتياجات المشروعات الكبرى، وبالتالي تساهم في فتح أبواب عمل لمختلف الفئات في تلك المصانع، مما يساهم في القضاء على مشكلة البطالة وزيادة القدرة الشرائية ورواج الأسواق، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من العاملين في المشروعات نفسها أثناء فترة الإنشاء وبعد إتمامها، ولك أن تتخيل كم المستفيدين منها من ذوي الخبرة أو شباب الخريجين وصغار العاملين .
 
ولا تقتصر المشاركة في تلك المشروعات على فئة محددة، فهي تحتاج لأعداد كبيرة بداية من المهندسين وكل من له علاقة بالأعمال المكتبية والإدارية إلى أصغر عامل مشارك سواء عامل بناء أو سائق أو حتى من يصنع الشاي والقهوة .
 
وبالطبع لا تتوقف الفوائد عند مرحلة البناء، فبعد اكتمال تلك المشروعات نجد أنها تفتح أبواب عمل مستدامة لإدارة المشروع على جميع المستويات .
 
كما أنه تتبع تلك المشروعات إقامة مشروعات خدمية جديدة قريبة منها، فأغلب المشروعات الجديدة تقام في الأماكن المتطرفة وتحتاج بعد اتمامها للخدمات كالمستشفيات والمحلات والمطاعم والنوادي وغيرها من المجالات التي تفتح أبواب عمل جديدة مما يزيد من تعظيم فوائد المشروع لتطال فئات أخرى  .
 
لذا أجد من العجب أن من يشكون ليل نهار من قلة فرص العمل وسوء الحال، هم ذاتهم من يستنكرون إقامة أي مشروع أيا كان نوعه وكأنهم لا يستوعبون أن كلمة مشروع تعني "عمل" وفوائد ومكاسب مباشرة وغير مباشرة تعم على الجميع، فحتى محل البقالة يحتاج لعمال ومساعدين لإدارته .
 
بالطبع ليس المقصود هنا اقتصار المشروعات على البناء ومجال العقارات، بل على العكس تعد الصناعات التي تحقق الاكتفاء الذاتي والصناعات التصديرية هي الهدف الأكبر الذي نتمنى تحقيقه ونسعى إليه.
 
وختاما أود أن أشير إلى أن من يظن أنه لن يستفيد من المشروعات العقارية فهو واهم، وعليه أن يراجع نفسه وأن يتأكد من أن تلك المشروعات ستعود بالفائدة عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع ككل، ومن الأفضل أن يسعى لأن يكون أحد العناصر المشاركة في اتمامها والاستفادة منها بدلا من الاعتراض عليها، وأن يتأكد أنه لا داعي للسخط عند قراءة خبر خاص بمشروع عقاري جديد باعتباره غير مجدي، بل على العكس فإن تلك الأخبار تمنح الأمل في إمكانية الحصول على فرصة عمل، وانتعاش الصناعة والسوق المحلي على جميع المستويات.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق