آسفون.. صرخات أهل فلسطين لم تصل للعالم

الأربعاء، 10 يوليو 2024 06:00 ص
آسفون.. صرخات أهل فلسطين لم تصل للعالم
أمل عبد المنعم

العالم المذهل بالتقدم والتكنولوجيا والأفكار النيرة في جميع المجالات، والذي يتمتع بثروات ضخمة تمكنه من إقامة دولة وإنعاش اقتصاد واستثمارات لامثيل لها، ليس لديه أدنى حلول ويغفو عن المعاناة والألم والمجاعة والمرض المنتشر في شمال غزة، مع النقص الشديد في الإمدادات الإنسانية في الوقت الحالي.

يومياً نصحو على عدد جديد بعد تجاوز الآلاف في الإصابة والقتل بكل أشكاله " موت من الفزع، موت من المجاعة، موت من القذائف والصواريخ، موت من الأمراض، موت من الطقس، موت من الفقد"، لنجد أن أقصى ما نواجهه من مشاكل نقطة في بحر من معاناة الفلسطينين.

فإذا تحدثنا عن إحدى وسائل الموت والإبادة الجماعية التي تحدث في وقتنا الحالي دون صدى وإلتفات لـ" مجاعة شمال غزة"، وصراخات الألم التي نسد أذننا عنها ونتجاهلها ونستكفي بالدعاء، ونشر " بوستات" ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى ما أعتقد إنه من أكثر الأشياء المستفزة لدى الفلسطينين، فهم يحتاجون إلى أشياء ملموسة وجوهرية، تنجدهم بشكل فعلي مما وقعوا فيه دون استجابة.

فنجد العائلات الفلسطينية خاصة "في شمال غزة"غارقة في جميع المهالك من فقر وبؤس ونقص شديد في الإمدادات والأدوية، صراخات الأطفال واقتراب أشكالهم من الهياكل العظمية، حتى بعد البحث في القمامات عن بقايا طعام أو وجبة واحدة تكفي أسرة، وحتى بعد البحث الذي يفشل في إيجاد أي بقايا، فماذا عن " لبن الرضع"؟، الذي لايمكن التنقيب عنه في الأكوام المترامية.

السؤال لماذا كل هذا التجاهل والاستهتار والصمت القاتل، من العالم ضد شعب يدافع عن أرضه وقضيته، ماذا تحتاج الإنسانية ليتحرك كيانات ومنظمات ومجالس دولية، لحماية أرواح محاصرة؟، هل نحتاج لمشاهد أفضع مما شهدنا؟، نحتاج لإجابة لرفع الستار عن الإهمال والإنحدار لإتخاذ خطوات فعلية وقرارات دولية موجعة للكيان الصهيوني، لا شيء أقسى من الانتظار بلا هدف.

لابد من ارتفاع الأصوات العالمية والدولية، لإخراس جبروت قتلة أهلينا وأطفالنا ونساءنا وشيوخنا وشبابنا، وتوفير لهم حياة كريمة يستحقونها، وأمان واستقرار وعدالة، لإنقاذ ما تبقى من أرواح متهالكة ما زالت على قيد الحياة.

فكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، حذر من تفاقم المجاعة بشكل خطير في القطاع بشكل عام ومحافظتي غزة والشمال بشكل خاص، مشيراً إلى أن الأوضاع الإنسانية متدهورة بشكل خطير في محافظات قطاع غزة بسبب "منع إدخال المساعدات والغذاء والدواء كأداة للضغط السياسي"، ولكن لا أحد بادر بالإهتمام.

 

وكذلك أكد المكتب الإعلامي أن شبح المجاعة "يكبر يوماً بعد يوم"، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين أكثر من مليون طفل باتوا تحت التهديد المباشر لسوء التغذية، من بينهم 3500 طفل باتوا أقرب للموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء وانعدام المكملات الغذائية وانعدام التطعيمات.

 

كما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة رصد حالات تسمم غذائي بين النازحين في مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد تناولهم أغذية منتهية الصلاحية، ومنذ شهور أكدت إن أكثر من 60 نازحاً في مركز إيواء في بيت لاهيا، غالبيتهم من الأطفال، تعرضوا لتسمم غذائي نتيجة تناول أطعمة فاسدة، وتشهد مراكز الإيواء هناك نقصاً حاداً في المواد الأساسية الغذائية في ظل استمرار الحرب التي دخلت شهرها التاسع.

 

وما يقرب من نصف مليون فلسطيني في جميع أنحاء غزة ما زالوا يواجهون مستويات كارثية من الجوع، بحسب تقرير أصدرته مؤسسة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) ودعمته الأمم المتحدة، وبحسب التقرير، فإن "خطر المجاعة الكبير" لا يزال قائماً طالما استمرت الحرب بين إسرائيل وحماس وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.

 

وأكدت الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات عالمية أخرى أن المجاعة وشيكة في قطاع غزة، خاصة في شمالي القطاع، إذ يواجه أكثر من 300 ألف فلسطيني مستويات مخيفة من انعدام الأمن الغذائي التي تهدد حياتهم، وكلها كانت نداءات بلا إستجابة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق